رئيس التحرير
عصام كامل

السوسة الحمراء تهدد ثروة مصر القومية من التمور.. والمحافظة تبحث عن حلول غير تقليدية

النخيل
النخيل

تسابق كل أجهزة الدولة المعنية الزمن لحماية ثروة قومية هائلة لمصر في الوادي الجديد، التي تنتج بمفردها 475 ألف طن تمور سنويا، يحصدها مزارعو النخيل من حوالي 4 ملايين نخلة، تمثل المصدر الرئيسي لدخل معظم سكان الواحات.

 

وتزرع الواحات وحدها الكثير من أنواع النخيل المتربعة على عرش التمور الأكثر إنتاجا، وأبرزها "السيوي" وهو النوع الأكثر زراعة في أراضي الوادي الجديد، إذ تمتلك مصر قرابة الـ17 مليون نخلة من بينها 4 ملايين نخلة تقريبًا بالوادى الجديد منتشرة فى 5 مراكز إدارية بقرى ومدن المحافظة على مساحات شاسعة.

 

Advertisements

 الفلاح الواحاتي يشكل خط الدفاع الأول في هذه الحرب، إذ يمكن له فحص الأشجار بانتظام لاكتشاف الحشرة فى مراحل مبكرة عندما يكون ما زال ممكنًا إنقاذ الشجرة، وكذلك القيام بعمليات الرش ووضع المصائد، وهذا ما تسعى إليه جهود الدولة في مضاعفة وتقوية خط الدفاع الأول.

 

ولقد سلكت محافظة الوادي الجديد طريقا تدريبيًا غير تقليدى لدعم منظومة الزراعة بأحدث التقنيات على أرض الواقع من خلال تطبيق منظومة المدارس الحقلية تحت إشراف وزير الزراعة والتي تستهدف تخريج دفعات جديدة يكون بإمكانهم تدريب المزارعين داخل أراضيهم الزراعية بواسطة أساتذة متخصصين من مراكز البحوث العلمية والزراعية بهدف إكسابهم أحدث تقنيات وممارسات الزراعة والري والمكافحة المعتمدة.

 

وتعتمد استراتيجية المدارس الحقلية على الانتقال إلى بيئة الزراعة ومعايشة المزارع مراحل عمله وأجواء يومه الاعتيادي وعقد جلسات تدريبية داخل الحقول للتدريب النظرى، وتطبيق ذلك على آليات عمل المزارعين بشأن العناية بأشجار نخيل البلح ومراحل إنتاج التمر وآليات مكافحة الآفات وخاصة سوسة النخيل وغيرها حيث يعايش المزارع مراحل التدريب ويكتسب الخبرة العملية وفقًا للشرح الذى تلقاه على أيدى المدربين المتمرسين.

 

جهود الزراعة في حربها مع إيدز النخيل

ويقول الدكتور مجد المرسى، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، إن مشروع الإدارة المستدامة للنظم البيئية الزراعية بواحة الخارجة والمدرسة الحقلية ومدارس النخيل التي تم تنفيذها على أرض محافظة الوادى الجديد وتعاون منظمة الأغذية والفاو ودورها الفعال والحيوي فى جميع الأنشطة والمشروعات التى تتم على أرض المحافظة بالتعاون مع مشروع الإدارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية بواحة الخارجة حيث يجرى وبشكل دورى تنفيذ برامج التسميد فى إطار متابعة مركز بحوث الصحراء المستمرة لمدارس المزارعين الحقلية الخاصة بمحصول نخيل البلح حيث تعمل تلك المدارس على نشر المعرفة وتبنى الأفكار السليمة التى تضمن جودة المحصول.

 

وأضاف المرسى أن برنامج مدارس حقول النخيل يولى أهمية بالغة بمحصول نخيل البلح نظرًا لكونه أحد أهم مصادر الدخل للمزارع والعمل على ضرورة تبني كافة الممارسات السليمة التى من شأنها الوصول إلى أعلى إنتاجية وأفضل جودة، وذلك من خلال نشر كافة المعارف السليمة بين المزارعين لاسيما أن منظمة الفاو تعمل على نشر الممارسات السليمة التي تضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزز مشاركة المزارعين فى وضع الخطط وتنفيذ المناهج ما يعد أحد أهم مكاسب المشروع الأمر الذي يعود بالنفع على كافة المشاركين بهذه المدارس.

 

ومن ناحية أخرى، يجرى تنفيذ برنامج تدريبي ضمن مشروع "الإدارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية بالخارجة لتدريب ميسرى ومشرفي المدارس الزراعية الحقلية بمشاركة المهندسين الزراعيين والعاملين بالوحدات الزراعية بالقرى والإدارة المركزية للمياه الجوفية والري، والذي أقيم بمقر مركز تنمية القدرات بالتعاون بين منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وجامعة الوادى الجديد ومركز بحوث الصحراء ومحافظة الوادى الجديد ومديرية الزراعة وكافة الجهات المختصة من أجل تنفيذ أكبر برامج تدريبية متخصصة تستهدف الوصول للمزارعين فى كافة ربوع المحافظة.

 

ويندرج مشروع تدريب ميسرى المدارس الحقلية ضمن أنشطة مشروع "الإدارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية بالخارجة بهدف إعداد مدربين لميسرى مدارس المزارعين الحقلية بالقرى، وتم شرح النظم الأيكولوجية الزراعية ومشروع الإدارة المستدامة، ومقدمة عن المدارس الحقلية ومدخل مدارس المزارعين الحقلية، وتحديد المحتوى التعليمي وتصميم المنهج، والتخطيط للمدارس الحقلية، وآليات الاتصال وعلاقته بالتدريب، ومفهومه ومكوناته وأهميته ومعوقاته، والسمات الشخصية للمدرب الجيد.

 

مشكلة السوسة الحمراء

من أجل مواجهة "السوسة الحمراء"، شكل فرع مركز البحوث الزراعية بالوادى الجديد بقيادة الدكتور صلاح جميل، فرق فحص وعلاج أشجار النخيل؛ لمساندة جهود مديرية الزراعة بالمحافظة، فى ظل ظهور تحد من نوع آخر يواجهه قطاع الزراعة فى الوادى الجديد، يتمثل فى انخفاض عدد المهندسين والمشرفين الزراعيين لعدم تعيين كوادر فنية جديدة بالمديرية، الأمر الذى جعل عمليات الفحص الدورى والعلاج المستمر الذى تتطلبه مواجهة هذه الآفة صعب التحقق، فى ظل اتساع رقعة المحافظة التى تبلغ 44% من مساحة مصر.

 

ومن هذا المنطلق، استشعر الباحثون فى المحطة الإقليمية للبحوث الزراعية بالوادى الجديد، حجم التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي والمخاطر التي تحيط بمحصول البلح؛ المكون الرئيسى الاقتصادى للمحافظة، ما دفع إدارة المحطة لوضع خطة طموحة تستهدف تحويل مزارعي المحافظة لفاحصين ومكتشفين للحشرة من خلال خطة تدريب عملية ونظرية لمزارعى المحافظة بالمجان.

 

طرق مقاومة إيدز النخيل

ويشرح المهندس عماد بحر مدير إدارة المكافحة بمديرية الزراعة بالوادى الجديد، طرق مقاومة سوسة النخيل، مؤكدا أنها تنقسم إلى شقين، الأول علاج النخل المصاب عن طريق الحقن أو عن طريق أقراص الفيستوكسين، والشق الثانى الوقاية خير من العلاج، وذلك من خلال إجراءات وقائية تتم على النخلة حتى لا تصاب النخلة بسوسة النخيل الحمراء، وذلك برش وقائي عقب كل عملية للوقاية من الوسوسة، أو اتباع عمليات زراعية معين طوال العام حتى نمنع إصابة النخيل.

 

ولفت مدير إدارة المكافحة، إلى الجزئية الثانية التى تقابل الفلاح، وهي مشكلة نقل الفسائل ففي شهر 3 أو شهر 9 من كل عام، وذلك أثناء نقل الفسائل من تحت النخل، لافتًا إلى خلع الفسائل بحذر شديد جدا، لأن بعد خلع الفسائل يجب إجراء عملية وقائية عن طريق الكبريت والملاسيوم، ثم برش النخل بمكان الخلع وعمل عملية ترديم، أو بلغة أبناء الوادى الجديد عمل كراسى للنخلة، بحيث إن المياه لا تصل النخلة بشكل مباشر وتبعد عن النخلة على بعد 40 سنتيمترا، واصفًا كل هذه الإجراءات بأنها تقى النخلة من الإصابة.

 

يضيف بحر: رغم ما وصلت إليه جهود الدولة فى مقاومة سوسة النخيل الحمراء بالوادى الجديد، والتى نستطيع القول إنها على وشك إعلان محافظة الوادى الجديد، خالية من شدة الإصابة بـ"إيدز النخيل"، لكن هناك مخاوف من تكاسل خط الدفاع الأول "المزارع"، من الاعتماد على إعلانها خالية من الإصابة، ولأن السيطرة على آفة شيء من الصعب الوصول له.

 

وعلى الرغم مما وصلنا إليه فهناك حاجة ملحة لزيادة تكثيف أبحاث سوسة النخيل الحمراء لتطوير تقنيات سهلة الاستخدام فيما يتعلق بالكشف المبكر وتدابير الصحة النباتية والتقنيات شبه الكيميائية والعلاجات الوقائية والعلاجية والبيولوجية.

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)،  تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم،  أسعار الدولار،  أسعار اليورو،  أسعار العملات،  أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد،  أخبارالمحافظات،  أخبارالسياسة، أخبارالحوادث،  ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي،  الدوري الإيطالي،  الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا،  دوري أبطال أفريقيا،  دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية