رئيس التحرير
عصام كامل

الدولة بين سماح أنور وصاحب العمارة!

أغسطس العام الماضي تناولنا جهدا نوعيا يقوم به جهاز التنسيق الحضاري وقد طال انتظاره.. مشروعان انطلقا في وقت واحد.. الأول عنوانه عاش هنا، وباختصار لوحة علي منزل شخصية عامة يلخص مسيرتها أما الثاني فحكاية شارع، وهو أيضا لوحة بسيطة تلخص قصة الشارع - أي شارع له قصة- وأصل تسميته!


قلنا وقتها ما يفيد أن الفكرتين ليستا فقط يخلدان أسماء رموز مصرية لعبت دورا في خدمة هذا الوطن بأي درجة وعلي أي نوع فحسب وإنما أيضا يساهم في تثقيف أجيال تراجعت لديها نسب القراءة بل تراجعت فكرة القراءة ذاتها خصوصًا والجرعة الثقافية الممنوحة ستكون مكثفة ومختصرة!

Advertisements


رئيس جهاز التنسيق للحضاري اعتبر المقال دعما للمشروع وكان المقال محاولة لذلك فعلا مع التشجيع علي مزيد من هذه الأفكار.. بل يحتاج الجهاز لدعم المجتمع كله لنحارب جميعا معركة القبح.. الجهاز مؤسسة حكومية يتبع وزارة الثقافة وصدر وفق  قرارات جمهورية حددت اختصاصاته قبل أكثر من عشرين عاما ومعها قرارات وزارية ومهمته كبيرة وعظيمة أهمها صياغة شوارع وميادين مصر ومعمارها بشكل جمالي وحضاري!

هيبة الدولة


كان منطقيا -والحال كذلك- أن تفكر الفنانة سماح أنور بوضع اسم والديها علي منزلهما الذي عاشا فيه.. مؤلف كبير أنور عبدالله وفنانة كبيرة ك سعاد حسين.. الأول رحمه الله مؤلف خفيف الظل كتب عددا من أشهر أفلام السينما جمعت بين الحركة والكوميديا كسلسة أخطر رجل في العالم، وڤيڤا ظلاته، وعدد كبير من المسلسلات التليفزيونية في والإذاعية والمسرحيات والفوازير الرمضانية..

 

بل وأغاني شهيرة "أنا وأنت لوحدنا" و"إياك من حبي" لفريد الأطرش و"العوازل ياما قالوا" لنجاة و"الله يا بلادنا" للعندليب وغيرها وغيرها.. والثانية رحمها الله قامت بالدور الكوميدي مدام سوسة في أخطر رجل في العالم وعدد من المسرحيات والمسلسلات والأفلام، أشهرها "ونيس" و"ريا وسكينة" وغيرها وغيرها.. 

 

ورغم ذلك بل ورغم إنهما لم يصدر عنهما ما يشينهما أو حتى رغم احترامنا لهما ولابنتهما الفنانة سماح أنور لكنهم مدخلا للأمر ليس إلا.. إذ يمنع صاحب العمارة التي عاشا فيها وتعيش فيها الفنانة الشهيرة وضع أي لوحات أو قيام الجهاز بدوره! لتتحول المسألة إلي المساس بهيبة الدولة وقدرة مؤسساتها علي القيام بأعمالها دون التعرض من أحد!

 


ورغم عدم معرفتنا بشخصية صاحب العمارة وحيثيته وكينونته لكننا نتحدث عن قيم عامة تسري ويجب أن تسري علي الجميع.. والخوف.. كل الخوف.. أن يكون رفضه بسبب عدم اعترافه ولا إيمانه بالفن والوقوف ضد الفكرة من هذا المنطلق يضع عندئذ للأمر بعدا آخر!
ندعو أجهزة الدولة لاتخاذ اللازم.. إما دولة أو لا دولة! والدولة ودولة القانون.. بإذن الله!

الجريدة الرسمية