رئيس التحرير
عصام كامل

تليفونى يرفض التوقيت الصيفى !

بينما امتثل جهاز الأى باد الخاص  بى للتوقيت الصيفى ، وقام بتقديم الساعة منذ منتصف  ليلة أمس فإن جهاز التليفون الخاص بى رفض الامتثال للتوقيت الصيفى، وأصر على التوقيت الشتوى! 

وإذا كانت الأجهزة والآلات اختلفت على هذا النحو فلماذا نتعجب ونندهش من اختلاف البشر في أمور حياتهم المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. 

 

إن التنوع والتعدد هو إحدى سمات البشر الأساسية والمهمة، والتى يتعين علينا قبولها والتعامل مع الآخرين على أساسها.. فنحن مختلفون في كل شىء.. الجنس والانتماء الجغرافي والاجتماعى، طبقى وعرقى، والدينى والسياسى، والفكري والثقافى.. ورغم ذلك فإنه تجمعنا أوطان مشتركة، ويتعين علينا أن نتوافق على تدبير أمور حياتنا المختلفة، استنادا إلى قاعدة أننا كلنا مواطنون لنا ذات الحقوق وعلينا ذات الواجبات، ويفصل بيننا عندما نختلف القانون الذى قمنا بصياغته في إطار الدستور الذى توافقنا عليه أيضا.

 
غير أن رفض جهاز التليفون الخاص بى الاعتراف بالتوقيت الصيفى وإصراره على التوقيت الشتوى لم يمنع من تطبيق التوقيت الصيفى في عموم البلاد كلها في كل مؤسساتها، خاصة مؤسسات النقل والطيران والسكة الحديد، بل لم يحل دون تطبيق عموم المصريين له.. 

 

 

وهنا نتبين مجددا أهمية  جدوى الرفض.. فليس الرفض لأمر ما يكون  مجديا دوما، حتى ولو كان الرفض واسعا وجماعيا أحيانا.. والمثال الحاضر حاليا هو الرفض الجماعى لمد سن المعاش في فرنسا الذى يلقى رفضا شعبيا واسعا، بينما تصرالحكومة والرئيس في فرنسا على تنفيذه، ولذلك فإن رفضه شعبيا ليس مجديا حتى الآن.. بينما اكتسب الرفض الشعبى لحكم الإخوان في مصر جدوى حينما انحاز الجيش للشعب وتبنى مطلبه هذا.     

الجريدة الرسمية