رئيس التحرير
عصام كامل

سحر الفانز يدفع للصدارة

تنوعت أطر ومضامين دراما رمضان هذا العام، وبرز منها على وجه الخصوص، أعمال نسائية جادة حاكت معاناة وكفاح نماذج مصرية أصيلة، ولم تحتج تلك الأعمال دعمًا من أي نوع، بل تفوقت فنيًا وجماهيريًا، وقد تدفع لتعديل بعض القوانين مثلما حدث من قبل مع فيلم أريد حلًا للفنانة الكبيرة فاتن حمامة.


في المقابل لعب فانز بعض النجوم دورًا لا يستهان به عبر منصات الميديا دعمًا لأبطالها ورفع معدل المشاهدة، وتوجيه المتابعين بالمقاطع لتصبح تلك الأعمال مجالًا للتداول والنقاش.  

كفاح منى زكي

تعرضت الفنانة منى زكي، لحملة ظالمة حين شاركت بوستر مسلسلها الرمضاني تحت الوصاية، لاعتقاد البعض أنها تسئ للحجاب، ولم تشأ أن ترد أو توضح لمن التبس عليه الأمر، لكن تغيرت النظرة تمامًا مع عرض أولى حلقات المسلسل، وأدرك الجميع جدية وإنسانية وعمق العمل، الذي يناقش قضية جدية تهم قطاع عريض من النساء، ويعرض كفاح امرأة بسيطة ومعاناتها في سبيل تربية أولادها.

تصدر المسلسل سريعًا المشاهدة وإحتل المرتبة الأولى في قائمة المسلسلات الأعلى متابعة، لتتفوق منى  زكي بذلك على جميع نجوم مسلسلات رمضان.
 

كفاح منى زكي ضد المجتمع الذكوري، منحها دعم من هاجموها قبل عرض المسلسل، ودشنوا بأنفسهم حملة اعتذار لها وإشادة بها، كما دعمها المجلس القومي للمرأة، مؤكدًا أن "الولاية التعليمية والوصاية المالية من حقها"، وانه يجب تعديل أي قانون يحرم الأم من الوصاية على أولادها عقب وفاة الأب، لأنها المؤتمنة على أطفالها والقائمة بأمورهم ورعايتهم والإنفاق عليهم.

روجينا وياسمين عبدالعزيز

إشادة مماثلة نالتها الفنانة روجينا، من المجلس القومي للمرأة لتميزها في مسلسل ستهم، وكذلك أثنى الجمهور على مضمونه وإنسانيته وبراعة جميع المشاركين فيه، لإيصال رسالة وتوجيه الأنظار صوب قضية مهمة تخص المرأة في صعيد مصر.

 

ثالث نجمات رمضان هذا العام الفنانة ياسمين عبدالعزيز، التي تجددت كليًا في مسلسل ضرب نار، وحظيت بمتابعة كثيفة وثناء غير محدود من الجمهور، حتى أن نقابة المهن السينمائية أصدرت بيانًا للإشادة بالعمل في جميع عناصره ومفرداته.

 

فرضت أعمال النجمات الثلاث، نفسها وحازت الإعجاب الفني والجماهيري في رمضان، بينما احتاجت مسلسلات كثير من النجوم الرجال دعمًا من الفانز لزيادة معدل المشاهدة ودفعها إلى القمة فيما يشبه الحملة الممنهجة لتوجيه الجمهور حتى يلتف حول تلك الأعمال.

رمضان وسعد وهلال


استبق فانز، الفنان محمد رمضان، العرض الرمضاني بحملة دعم وترويج لمسلسل جعفر العمدة، أتت ثمارها وسيطر رمضان على منصات الميديا من الحلقة الأولى، صحيح أنه يجتهد لتقديم محتوى مختلف بعدما أثر سلبًا على الجمهور بسلوكيات وأعمال هابطة تنتصر للجريمة والبلطجة، لكن حملة الدعم لم تتمكن من الصمود أمام سيطرة تحت الوصاية لمنى زكي في النصف الثاني من الشهر الفضيل، كما أن تميز الفنان الأردني منذر رياحنة، في الأداء جعله ندًا لبطل العمل محمد رمضان وانقسم الجمهور بينهما.  

 

فطن فانز الفنان عمرو سعد، لتأثير الميديا فدخل حلبة الصراع، بكم من مقاطع الفيديو، لجذب الأنظار إلى مسلسل الأجهر، رغم أنه لم يلفت الانتباه لاعتماده فكرة معتادة لا جديد فيها عن الاتهام ظلمًا في جريمة والعودة للانتقام من الجميع.

 

كذلك يروج فانز الفنان حمادة هلال لمسلسل المداح بداية من أغنياته، إلى مشاهد بعينها من العمل، خصوصا "كراكتر" الجنية والأرواح المحيطة بالأسرة، وتميز المخرج في تنفيذ مشاهد الجرافيكس.

الزند وطاش

عانى المسلسل السوري الزند ذئب العاصي، للفنان تيم حسن، من حملة انتقاد واكبت عرض البرومو، باعتبار أن تيم، يراوح مكانه بأداء شخصية لا تختلف كثيرًا عن جبل في مسلسل الهيبة، فضلا عن اصراره على الاستحواذ على غالبية المشاهد الترويجية وكذلك البوستر، لكن ما ان عرض العمل حتى تغير الانتقاد إلى إشادة بمضمونه.. 

 

الذي يعود إلى حقبة الحكم العثماني في سورية والتنكيل بالناس وامتهان خصوصيتهم وأملاكهم قبل التخلص منهم، تميز العمل بسخاء الإنتاج في كل شيء وتضمنه لهجات سورية لعديد من مناطقها، وهو يمثل عودة قوية للدراما السورية عبر مجموعة مسلسلات.

واجه المسلسل السعودي طاش العودة للثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان، حملة عكسية لما حدث مع الزند تيم حسن، إذ قاد الفانز حملة ترويج مكثفة منذ بدء التصوير، احتفاء بعودة العمل الأشهر سعوديًا بعد غياب 12 عامًا، واستمر زخم الحملة والإشادة بعد عرض الحلقة الأولى، ومع تتالى الحلقات حلت خيبة الأمل من تكرار الأفكار والأداء الباهت وخفوت الكوميديا وبطء الإيقاع، وتمنى الجميع لو كانت العودة بفكرة مختلفة تمامًا، لأن رتابة طاش العودة أنستهم ذكريات سنوات طويلة مع طاش ما طاش.

الجريدة الرسمية