رئيس التحرير
عصام كامل

فوضى رياضية

مئات الملايين التى أنفقتها الدولة المصرية على استضافة بطولات قارية أو دولية لم نجنِ منها إلا كل خيبة، وآخرها خروج مذل لمنتخب الشباب من البطولة الأفريقية التى أنفقنا عليها أكثر من سبعين مليون جنيه بالتمام والكمال، وأتحدى من يقول لى سببا واحدا لتصدينا لاستضافتها من الأصل.


المتابع لحال الرياضة فى مصر، وفى القلب منها كرة القدم، يدرك أننا نعيش حالة من حالات الفوضى والإنفاق ببذخ والبلاد فى حاجة إلى كل مليم يبعثر هنا أو هناك.


وزير الشباب يبدو أمامى وكأنه ليس صاحب قرار، أو أن سيادته مفعول به، إذ يدخل من نكبة ليخرج على نكسة، وهو مستمر فى تعاطيه مع نفس الأسباب وبنفس الكيفية، ولسان حاله يقول: «وأنا مالى»!


المناخ الرياضى السائد الآن يوحى بحالة انكسار وانهزام وانسحاق غير مبرر فالأموال التى أنفقت ولا تزال تنفق على المدربين الأجانب والخبراء الأجانب فى كل لعبة وكل مجال مع استمرار التردى الرياضى لا يمكن تفسيره على نحو منطقى أبدا، ولا يجوز معه إلا التطهير الكامل لكل العناصر الفاعلة على المسرح الآن.


ومع كل مصيبة لا يكون هناك تفسير منطقى أو مبرر علمى، وكل ما يجرى يدور فى نسق المصالح والمهلباتية واللصوص والحرامية، وكل ما من شأنه عفن ولا يؤدى إلا إلى خيبات كبرى.


خروجنا من كأس العالم كان يجب أن يكون نقطة تحول فى التخطيط العلمى السليم، غير أن الواقع أفرز ما هو أسوأ مما كان، وبدا واضحا أن هناك من يعبث عن عمد فى هذا الملف الخطير.


قواعد اللعبة تقول إن كل من كان سببا فى وكسة رياضية يجب أن يختفى من المشهد، أما الحاصل فإننا نعطى مفتاح الخزينة لكل حرامى ولص ودخيل على الرياضة، وبكل أريحية.. الرياضة المصرية بعافية، مع أن الإنسان المصرى هو هو، لم يتغير، وأبطالنا فى الخارج يصولون ويجولون ويحققون بطولات عظيمة وأرقاما قياسية.

 


خلاصة القول: لا تَسِر فى نفس الاتجاه وبنفس الأدوات التى فشلت معها وبها، ولا بد من ثورة حقيقية وحملة تطهير تلقى بهذا العبث إلى سلة مهملات التاريخ والبدء من جديد.

الجريدة الرسمية