رئيس التحرير
عصام كامل

مدبولي.. واستطلاعات الرأى المضروبة

سألت غيري فقد يكون لديه من علم الدكتور مصطفى مدبولي ما لم أقو على تعلمه أو الوصول إليه بعد سنوات من تولي سيادته رئاسة مجلس وزراء مصر.


فقد قال -لا فُضَّ فوه- إن استطلاعات الرأى أثبتت أن حالة رضا المواطن المصري عن الأداء قد ارتفعت، وما إن قال سيادته هذا الكلام إلا وقد ضربت كفا بكف، ثم للأمانة سرحت قليلا وقلت في نفسي قد أكون أنا الغاضب الوحيد، وفي هذه الحالة لا بد أن أسأل كل من أصادفه.

ما تلقيته من ردود عفوية وعشوائية كان أكثر مما توقعت، فالناس «غضبانة.. غضبانة.. غضبانة».
إن الله سبحانه وتعالى في تعداد النعمة على أهل مكة ذكرهم بقوله: «الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ»، والجوع خوف كبير، وما أكثر الجوع فى بلادنا الآن.

إن الإنسان الذى يجد صعوبة فى توفير قوت أولاده وتعليمهم وكل ما يتعلق بهم لا يمكن أن يشعر بأمان، والجوع أصبح شبحًا يهدد كل بيت فى مصر.. نعم فالأغنياء يهربون بأموالهم إلى ملاذ آمن والفقراء يطحنهم الخوف والرعب من اليوم قبل الغد.


أنا شخصيا لا أكذب الدكتور مصطفى مدبولي، ولكنني على يقين من أن استطلاعات الرأي التى اعتمد عليها سيادته هى قولا واحدا استطلاعات «مضروبة»، وهنا مكمن الخطر.


نعم من الخطر أن تظن أنك على صواب، وأن أداءك مرضى عنه جماهيريا، وأن الحالة فل الفل، وما يطفو على السطح ليس إلا كيدا من الأعداء الذين يتآمرون على البلاد!


إن بداية الحل لأي مشكلة هو الاعتراف بها والعمل على مواجهتها، أما القول الكاذب بأن الناس راضية مطمئنة فهذا إفك ما بعده إفك، ولا يمكن أن نترك السيد رئيس الوزراء يعيش حالة من الانفصام عن الواقع المرير.
 


لست هنا من دعاة التشاؤم أو من أصحاب الهمم المحبطة، فالواقع أكثر إحباطًا من أي خيال، ولا يجوز إلا أن ننبه أولي الأمر بأن الخطر وصل إلى أقصى درجاته.

الجريدة الرسمية