رئيس التحرير
عصام كامل

جواز السادات في المزاد.. كيف؟!

هل حقيقي ما يثار حول بيع  جواز السفر الدبلوماسي للرئيس الراحل أنور السادات في صالة مزادات هيريتج الأمريكية.. وإذا صح الخبر، وهو غالبًا صحيح.. فكيف هان تاريخنا، إلى هذه الدرجة، على من سمح بخروج وثيقة مهمة للبيع في المزادات.. وهل نقبل ببيع جزء من تاريخنا ومن المستفيد من هذا البيع؟!


كان طبيعيًا أن يثير الخبر دويًا وغضبًا واسعا على السوشيال ميديا ثم انتقل هذا الدوي وذلك الغضب إلى فضاء مجلس النواب؛ حيث تقدم حفيد السادات النائب كريم طلعت السادات، ببيان عاجل للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الخارجية والثقافة والسياحة والآثار، لاستجلاء هذا الأمر.. متسائلًا ونحن معه: هل يستحق بطل الحرب والسلام أن يباع جواز سفره في دار مزادات أجنبية.. وهل نقبل مثل هذه الإهانة.. هل نتحرك لوقف هذه المهزلة!


صالة المزادات الأمريكية أعلنت بالفعل عن بيع جواز سفر السادات بقيمة مالية كبيرة وصلت إلى 47.5 ألف دولار.. لكن ابنته رقية قالت إنها لا تعلم شيئا رسميا عما تردد بشأن بيع جواز سفر والدها؛ فإذا كانت ممتلكات أو مقتنيات الرئيس السادات –كما قال حفيده النائب- موجودة فقط في متحف ميت أبوالكوم والقرية الفرعونية، ومكتبة الإسكندرية..

 

وإذا كانت العائلة بحسب رواية كريم ليس لها علاقة بتسريب جواز سفره الدبلوماسي  للخارج وبيعه في مزاد.. يصبح السؤال –كما طرحته ابنته رقية- حتمًا: من المسئول عن خروج جواز سفر السادات ووصوله لصالة المزادات؟!


في رأيي ليس من الصعب سؤال صالة المزادات والحصول على إجابة شافية منها خصوصًا إذا تعلق الأمر بوثيقة رسمية تاريخية بهذا القدر من الأهمية، وإذا صدر السؤال عن جهة رسمية من حقها السؤال ومن واجبها حماية وثائقنا التاريخية والحفاظ  على هيبة الدبلوماسية المصرية..

 

ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من سلمها هذه الوثيقة.. وإعلان نتائج هذا التحقيق على الرأي العام ليكون المتسببون في هذه الواقعة المخجلة عبرة لغيرهم من هواة الإتجار بالتاريخ والتراث الحضاري لمصر.


ختام الكلام:
شهادة الميلاد.. ورقة. شهادة التطعيم ورقة، شهادة النجاح ورقة.. شهادة التخرج ورقة، عقد الزواج ورقة.. جواز السفر ورقة، وثيقة ملگية البيت ورقة.. حسن السلوك ورقة، وصفة العلاج ورقة.. الدعوة للمناسبات ورقة..

 


وتتوالى الأوراق حتى باتت حياتنا عبارة عن ورق في ورق.. تطويها الأيام.. وتمزقها.. ثم ترميها.. فكم يحزن الإنسان لورقة.. وكم يفرح لورقة.. لكن الورقة الوحيدة التي لا يمكن للإنسان أن يراها هي  شهادة الوفاة.. فاعمل لها فإنها أهم ورقة.

الجريدة الرسمية