رئيس التحرير
عصام كامل

سبحان مغير الأحوال العربية

هذه الزيارة ليست للتضامن مع سوريا في كارثة الزلزال فقط وإنما شملت بحث العلاقات الثنائية والحل السياسى للأزمة  السورية.. بهذه الكلمات كشف وزير خارجية الاْردن عن أهداف زيارته إلى دمشق ولقائه بعدد من المسئولين السوريين في مقدمتهم الرئيس بشار الأسد.. فهى وإن جاءت فيما يعرف دبلوماسية الكوارث التى ظهرت بعد كارثة الزلزال إلا أنها تعد خطوة في إعادة سوريا إلى العرب مجددا بعد مقاطعتها لسنوات طويلة.. 

 

وقد يعزز هذا الاستنتاج ما تردد من أنباء عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي  لدمشق قريبا، قد تفتح الباب لمشاركة الرئيس السورى في القمة العربية القادمة بالرياض، والتى قال المسئولون السعوديون أن بلادهم تبغى مشاركة عربية كاملة فيها.

 
صحيح أن ثمة خطوات للانفتاح العربى على سوريا قد شهدناها من قبل والتى تمثلت قبل كارثة الزلزال في عودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وعدد من الدول العربية بادرت بها الإمارات.. وصحيح أيضا أنه فور وقوع  الزلزال بادر الرئيس السيسى بالاتصال تليفونيا مع الرئيس بشار، إلا أن بعض الدول العربية كانت علاقاتها مع النظام السورى تتسم بالتحفظ، وفى مقدمة هذه الدول السعودية والأردن.. وهذا التحفظ كان يتماهى مع تحفظ أمريكا للتعامل مع النظام السورى ورفضها اتخاذ العرب خطوات لتطبيع العلاقات مع سوريا.

 


والآن جاء الزلزال ليحدث ثغرات في الرفض الأمريكى لتطبيع العلاقات مع سوريا بعد أن تبنت أمريكا نهج تقديم مساعدات لسوريا في مواجهة هذه الكارثة، وهنا صار ممكنا أن نشهد زيارة لوزير خارجية الاْردن التى ترتبط بعلاقات خاصة مع أمريكا ودمشق، وأن نسمع تكهنات وتوقعات عن زيارة مرتقبة لدمشق من قبل وزير خارجية السعودية التى كانت الأكثر رفضا عربيا لتطبيع العلاقات مع سوريا واستعادتها لمقعدها في جامعة الدول العربية وسبحان مغير الأحوال خاصة العربية إلى الأفضل.   

الجريدة الرسمية