رئيس التحرير
عصام كامل

زكى رستم، ابن الباشا الذي تمرد على حياة السرايات، وضعف السمع وضعه في موقف محرج

الفنان زكى رستم،فيتو
الفنان زكى رستم،فيتو

زكى رستم واحد من أهم فناني الزمن الجميل أداء، كان لديه قدرة فائقة على تقمص الشخصيات التي يؤديها حتى أُطلق عليه "رائد مدرسة الاندماج"، وفي عام 1962 حصل على وسام الفنون والعلوم  من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، اختارته مجلة بارى ماتش الفرنسية كواحد من أحسن عشرة ممثلين فى العالم لإجادته دور المسكين والشرير معًا.


كما وصفته مجلة لايف الأمريكية بأنه من أعظم ممثلى الشرق وأنه لا يختلف عن الممثل البريطانى تشارلز برتون فهو الفنان ذو الألف وجه، ورحل فى مثل هذا اليوم 15 فبرايرعام 1972.

ابو الهول الصامت 

ولد زكى رستم عام 1903 بحى النخبة في الحلمية هو ابن الباشا الذى عاش راهبًا للفن وعاش صامتًا مثل أبو الهول، يفضِّل العزلة، ولا يحب المهرجانات وحفلات وقعدات الفنانين وسهراتهم، اشتهر بأدوار الشر، ولُقب بشرير السينما المصرية، كما عُرف باسم عمو عزيز نسبة إلى دوره فى فيلم أين عمرى،

زكى رستم مع ممثل ادوار الشر محمود المليجى 

اصطدم برفض عائلته للعمل في الفن، فالتمثيل وفقًا لعاداتهم وتقاليدهم يخالف العادات والتقاليد، فجده هو اللواء "محمود رستم باشا" ووالده "محرم بك رستم" عضوًا بارزًا في الحزب الوطني وصديقًا شخصيًا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد.

طرده من منزل العائلة 

تمرد زكى رستم على عادات وتقاليد "السرايات" وعلي الرغم من رغبة والده في الحاقة بكلية الحقوق إلا أنه رفض استكمال تعليمه الجامعي واختار هوايته المفضلة "التمثيل" الأمر الذي اعتبرته والدته مثل سيئ لإخوته وقامت بطرده من السرايا وأصيبت نتيجة لذلك بالشلل، فخسر أهله وأصبح بلا عائلة بسبب الفن.

زكى رستم فى فيلم الفتوة 

أيضًا كان زكى رستم هاويًا لرياضة رفع الأثقال وهو فى مرحلة البكالوريا وحصل على لقب بطل مصر في الوزن الثقيل عام 1922، حتى انه قام بدور رياضى فى أحد مسرحيات فرق الهواة فضمه إلى فرقته المسرحية عام ١٩٢٤ انتقل بعدها للعمل فى فرقة رمسيس مع يوسف وهبى وحسين رياض وأحمد علام ثم فرقة فاطمة رشدى وعزيز عيد فى مسرحيتى مجنون ليلى ومصرع كليوباترا، وحين أسست الدولة الفرقة القومية كان رستم أول نجومها.


اختاره المخرج السينمائى محمد كريم لبطولة فيلم "زينب" من إنتاج يوسف وهبى ثم فيلم "الوردة البيضاء" أول أفلام عبدالوهاب ليستمر فى السينما حتى وصل عدد أفلامه 230 فيلمًا على مدى ٣٥ عامًا أشهرها "نهر الحب، بائعة الخبر، الفتوة، صراع فى الوادي، أين عمري، ليلى بنت الصحراء، الشريد، النائب العام، حكم قراقوش، أعز الحبايب، هذا جناه أبى،عدو المرأة،هدمت بيتى، أنا الماضى، أنا وبناتى، ياسمين، معلهش يازهر، الخرساء، صراع في الوادى وآخر أفلامه الحرام مع فاتن حمامة، إجازة صيف.

زكى رستم مع فاتن حمامة فى نهر الحب 

وفى أوائل الستينيات، عانى رستم من ضعف في السمع، اعتقد في بداية الأمر أنه أمر عارض، سيزول حتمًا مع مرور الأيام، وكان يؤمن أن هذا الأمر لن يمنعه من استكمال مسيرته في عالم الفن والتمثيل لذا اعتقد أن حفظ الدور جيدًا وقراءة شفاه الممثلين أمامه أمر كاف لعلاج مشكلته العارضة.

بداية النسيان 

لكن الامر كان قاسيا عليه حتى انه في آخر أفلامه "إجازة صيف"، فقد كان ينسى عدة جمل حوارية، ويرفع صوته بطريقة مسرحية، ولم يكن يسمع ملاحظات المخرج له وتسبب هذا الأمر في بكائه في إحدى المرات بالبلاتوه، وبالرغم من كل هذا إلا أنه أدى دوره على أكمل وجه، لكنه قرر بعدها الاعتزال نهائيًا عام 1968 خاصة أنه رفض تمامًا الحل المتاح بالاستعانة بسماعة طبية تساعده على السمع فهى كانت مرئية، وهو الأمر الذي رفضه.


بل على العكس كان لا يجيد التعامل مع زميلاته الفنانات فاصطدم بأغلبهن أثناء التمثيل، فمثلا ضحكت المطربة صباح أثناء التصوير معه فطردها من الاستديو، وفاتن حمامة كانت تخاف من الوقوف أمامه فى مشهد واحد، وماجدة صفعها على وجهها صفعة فى التمثيل جعلت الدماء تنزف من أنفها، حمل زينب صدقى فى فيلم ولما وجدها ثقيلة الوزن تركها تنزل على الأرض وكادت تكسر عظامها.

زكى رستم فى احد ادواره السينمائية 

ومن المواقف التى تحسب للفنان زكى رستم رفضه لعرض من شركة كولومبيا السينمائية العالمية لبطولة فيلم عالمى معاد للعرب  فى عام 1962 وكرمه الرئيس جمال عبد الناصر بمنحه وسام الفنون والعلوم والأداب.

أعزب بدون زواج أو أبناء 

قضى حياته بالكامل أعزب بدون زواج، وكان يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان في شارع 26 يوليو، حيث نظرت إليه أسرته على أنه مشخصاتى فى وقت كانت المحاكم لا تقبل شهادة العاملين بمهنة التمثيل باعتبارها مهنة غير محترمة، ولم يكن له من الأصدقاء إلا سليمان نجيب وعبد الوارث عسر، ولم يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عامًا وكلبه "الوولف" الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.


أصيب "زكى رستم" في سنواته الفنية الأخيرة بضعف السمع حتى فقده تدريجيا، واعتزل التمثيل نهائيًا عام 1968 إلى أن فارق الحياة في 15 فبراير عام 1972، إثر إصابته بأزمة قلبية أدت إلى وفاته وحيدًا أيضًا.

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية