رئيس التحرير
عصام كامل

عن هندسة العلاقات الخارجية المصرية!

البناء علي ما تحقق في زيارة الهند التي جاءت بعد إعتبار الجنيه المصري من بين عملات البنك المركزي الروسي والذي جاء بعد -ومع- بلوغ التبادل التجاري مع الصين حدا غير مسبوق تجاوز الـ20 مليار دولار.. يحدث ذلك بالتزامن مع طرق أبواب التعامل مع قوي أخري اقتصادية وسياسية وسياحية كأسواق لم نتعامل معها من قبل كما حدث مع كوريا الجنوبية وفيتنام وصربيا..

 

وأثناء ذلك نوعنا مصادر التسليح فعليا حتي كانت الرافال والميسترال من فرنسا والغواصة "إس 44" من ألمانيا و"الميج 35 والإس 300" من روسيا والطاقة والبحث عنها وزعت علي محطات ألمانية وشركات إيطالية "ايني" و"روس نفط" الروسية و"شل" الهولندية و"بي بي" البريطانية وهكذا وقبل كل ذلك ومعه وبعده تقفز مصر بعلاقاتها الإفريقية قفزات هائلة لا يمكن الأعتماد إلا عليها لتعويض ما فاتنا بالقارة السمراء..

 

خصوصا أن زمن الغياب لم يتسبب في خسائر إستراتيجية فقط إنما سمح لغيرنا بالتواجد فيها ولن يكون تواجد أي قوي أخري إلا خصما من المصالح المصرية! وقبل كل ذلك ظلت الدائرة العربية مجال الحركة الأول للسياسة الخارجية المصرية رغم النيران المشتعلة في نقاط متعددة فيها!


الخروج التدريجي من شباك العلاقات الخاصة جدا مع الولايات المتحدة وإعادة انتشار المصالح المصرية في كل -وأي- إتجاه ليس فقط يعيد الاعتبار للسياسة الخارجية المصرية إنما إعادة ترتيب أولويات المصالح..

وهذه الأخيرة تفرز تلقائيا حلفاء مصر واصدقائها الحقيقيين ممن يمكن الاعتماد عليهم فعليا في ملفات معقدة للغاية من نقل التكنولوجيا إلي أحدث أنواع الأسلحة إلي شراكات اقتصادية حقيقية.. وهذا وحده الطريق الحقيقي والصحيح لحصولنا علي مواقف سياسية تجاه ملفاتنا المهمة..


التخلص من أعباء ارتباطات وخيارات سياسية لم تكن دقيقة بالشكل الكافي ولا بالشكل الأنسب لدور مصر ومصالحها تمت خلال نصف قرن وإعادة هندسة علاقات مصر الخارجية لا يتم بين يوم وليلة.. ولا في عام أو عامين أو خمسة.. لكنه -وهذا هو الأهم-  يتم الآن بثبات ونجاح..

الجريدة الرسمية