رئيس التحرير
عصام كامل

الحب والكره في السياسة

في عالم السياسة الحب موجود والكره أيضا موجود.. فهناك سياسى يحظى بحب الناس وآخر ينال كراهيتهم.. وتتعدد أسباب حب وكراهية السياسى.. فهناك أولا المصالح إذا توافقت تأتى بالحب وإذا تعارضت تأتى بالكراهية.. وهناك ثانيا انحيازات السياسى ومواقفه ومدى الرضا عليها أو رفضها.. 

وهناك ثالثا عمل ومواقف السياسى ومدى الموافقة عليها أو رفضها.. ولكن يبقى السبب الأهم والأكبر للحب والكراهية في عالم السياسة هو حجم القبول الذى يمكن أن يحظى به السياسي أو يفتقده، وهو ما يعرف بالكاريزما..


فهذه الكاريزما هى هبة ربانية لبعض البشر ولا يظفر بها كلهم.. هذه الكاريزما تصنع حبا للسياسى مهما كانت سلبيات أعماله وتجعل الناس تغفر له أخطاءه أو كما يقول المثل الشهير حبيبك يبلع لك الحجر!.. بينما من يفتقد هذه الكاريزما لا ينال ما يتمناه من حب الناس بل وأحيانا يتعرض لكراهيتهم ورفضها..

ولذلك يسعى بعض الساسة والحكام للحصول على هذه الكاريزما بالكلام المزوق أو بالتصرفات الطيبة المعدة سلفا، غير أن هذا كما يكشف التاريخ لا يجدى نفعا أو يفيد في الحصول على كاريزما مقبولة للناس!

ومع ذلكْ تلعب انحيازات السياسى دورا مهما في اكتسابه هذه الكاريزما التى تمنحه حب الناس.. فان عموم الناس تحب عادة كل من ينحاز لهم وتكره من ينحاز ضدهم.. فإذا كان الحب عموما بين البشر يلعب فيه القلب دورا كبيرا فإنه في عالم السياسة يلعب فيه العقل دورا مع القلب أيضا. 

 


لكن المثير أن الحب ليس شيكا على بياض يمنحه الناس للسياسى، أو معناه أنه يمنح السياسى حصانة من محاسبتهم له إذا أخطأ أو إتخذ قرارات غير مقبولة لهم.. وتاريخ الدول حافل بالعديد والعديد من الأمثلة لسياسيين ظفروا بحب عموم الناس في بلادهم ومع ذلك لم يفلتوا من مساءلتهم وإسالوا العم جوجل! 

الجريدة الرسمية