رئيس التحرير
عصام كامل

رضوى وياسمين.. خطر على المجتمع!

قصص وحكايات رضوى الشربيني وياسمين عز لا تتوقف على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لتصدر الترند أو لاستقطاب أكبر كم من المعجبين والمناصرين، رضوى الشربيني حامي حمى المرأة المصرية وياسمين عز تدافع وتتغنى بالرجل، ووصل الحال لدرجة وجود فقرات مخصصة للإجابة على السؤال: أنت مع مين؟!


وأنا هنا لست في تقييم لما تقوله رضوى الشربينى أو ما تتغنى به ياسمين عز، ولكن بصدد تحليل مضمون ما يخرج منهما في برامجهما، فهل ما تقولوه رضوى الشربيني عن المرأة وتحررها ينطبق على المرأة الساكنة في نفس مقر سكن رضوى الشربيني، ولا المرأة التي تسكن في الكمبوند ولا المرأة اللي في شبرا وبولاق والعمرانية والسيدة عائشة، ولا المرأة التي تقيم في الأرياف أو الصعيد، هي فين المرأة اللي من حقها تعمل كل اللي بتقول عليه رضوى الشربيني؟

نفس الكلام ينطبق على ياسمين عز.. وكلامها عن المرأة من خلال الرجل، فهي أمام الناس وبشكل مباشر بتدافع عن الراجل الفرعون الصغير ولكن بشكل غير مباشر هي بتكيد في المرأة.

وإذا اعتبرنا كلام رضوى الشربيني وياسمين عز هو بمثابة "كلام ابن عم حديت" زي ما بيقولوا عندنا في الصعيد، بمعنى كلام وخلاص مالوش معنى فهذا خطر، وإذا اعتبرناه نموذج من نماذج التسلية المطلوبة في الظروف الصعبة اللي بنعيش فيها، فهذا خطر أيضا، وإذا اعتبرناه تحريض على تمرد المرأة والرجل فهذا خطر أكبر أيضا! 

وجهان لعملة واحدة

ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي ووصول أي شيء قدام عنيك من غير ما تطلبه أصبحت مهمة الأسرة هي الأصعب مع مثل هذه البرامج، فكبار السن ربما لا يتأثرون بمثل هذا الكلام ولكن المشكلة الأكبر على المجتمع تتلخص في الصغار..

فالولد أو البنت الصغيرة في السن اللى معاهم الموبايل 24 ساعة لما يسمعوا كلام رضوى الشربيني وياسمين عز ربما تتكون لديهم القناعات اللي بيقولوها في برامجهم ووقتها سيكون تغيير هذه القناعات في الكبر صعب للغاية، فالخوف من تأثير كلام رضوى وياسمين على الصغار أكبر، والخوف هنا يتلخص في كلمتين هما الواقع والخيال.. 

فالبنت الصغيرة اللي بتعيش في قرية صغيرة ليها عاداتها وتقاليدها لما تسمع كلام رضوى الشربيني عن المرأة ربما تتمرد على المجتمع اللي عايشه فيه، ونفس الكلام بالنسبة للولد الصغير اللي لسه بيدرس أو اللي شغال في ورشة أو مصنع أو ساكن في بيت عيلة في الريف أو الصعيد وشايف إنه لازم يكون فرعون صغير زي ما بتقول ياسمين عز.

وعلشان ممكن يكون هذا النموذج يستخدم للتسويق، فهما وجهان لعملة واحدة، واحدة ترى النساء ملائكة والرجال شياطين، والتانية ترى الرجال ملائكة والنساء شياطين، رغم إن الرجال والنساء في مجتمعنا مش محتاجين رأي رضوى أو ياسمين، فنحن في مجتمع إسلامي شرقي له عاداته وتقاليده وأعرافه والعلاقة بين الرجل والمرأة مبنية على الود والمحبة والمعاملة الحسنة، والقرأن الكريم علمنا ازاي الأزواج يعيشوا مع بعض بالعفو والصفح والغفران.

طبعا لا هنعرف نسكت رضوى الشربينى ولا هنقدر على ياسمين عز، والموضوع هيستمر فترة طويلة طالما جاي على هواهم وأصبحوا أبطال تريندات يوم بعد يوم، ولو اتمنعوا من الفضائيات فعندهم منصات كتيره يقدروا يقدموا فيها اللي هما عايزينه، لذلك فدور الأسرة هو الأبرز والأهم لحماية ابنائهم من هذه المدينة الفاضلة الفاشلة اللي عايشين فيها رضوى وياسمين.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..

الجريدة الرسمية