رئيس التحرير
عصام كامل

الدراما وعمايلها (1) عمرو عبد الجليل!

في مسلسل الضاحك الباكي ستتصور في لحظات عديدة إنك أمام نجيب الريحاني فعلا.. ستنسي تماما المسلسل والأزمات المفتعلة ضده والتربص به حتي قبل أن يبدأ ثم من الحلقه الاولي له!
عمرو عبد الجليل.. متعدد المراحل الفنية.. والذي يأخذه الحنين كل فترة لإحداها فيقدم لنا عملا منها.. مرة في التراجيدي.. ومرة في الكوميدي.. ومرة يقدم قدراته الخالصة التي يفرضها علي العمل وربما تغير شكل العمل ذاته ومصيره.. 

وبعيدا عن الجدل الدائم حول جملة "هو لم يقلد الشخصية التي قام بأدائها إنما تقمصها وقدم روحها"، لكن بالفعل يعتمد عمرو عبد الجليل علي التلقائية في القيام بأعماله حتي يختلط عليك الأمر ما بين الدور الذي أمامك في عمل فني وبين الشخصية التي يتقمصها.. لكنه في كل الأحوال يفرض رؤيته علي الدور.. لا يكتب له خصيصا كغيره.. 

ومن حظه العمل مع مؤلفين ومخرجين يتفهمون ذلك.. يقدرون موهبته ويقدرونه هو شخصيا.. وفي مسلسل الضاحك الباكي كان محظوظا جدا في العمل مع محمد الغيطي مؤلفا ومحمد فاضل مخرجا  -مع حفظ الالقاب للجميع- 

الضاحك الباكي وأداء عمرو عبد الجليل


هدأ الجمهور وبدأ يتابع نجيب الريحاني بعيدا عن الضغوط.. وكتبنا وقتها نحذر من الاغتيال المعنوي للشخصيات العامة وللأعمال الفنية الكبيرة خصوصا التي تناول رموز القوي الناعمة المصرية.. وقتها تكلمنا في المبادئ العامة للحكم علي أي عمل فني دون الحديث عن تفاصيله.. واليوم نقول نجح مسلسل الضاحك الباكي وسينجح أكثر وأكثر في عروضه التالية بعد اشتياق الناس لرؤيته من جديد..

نجح مسلسل الضاحك الباكي أيضا في تقديم صورة لنضال شعبنا ضد الاحتلال البريطاني وقدم كل من قاوموه بصورة طيبة بل وقدموا الإحتلال البغيض علي حقيقته.. اجراميا في كل الأحوال وأيضا عكس أعمال اخري إحتفت تقريبا بالمحتل أو بعملائه ولم يتربص بها ولم ينتقدها ولم يقترب منها أحد! 


علي كل حال سيحتاج المسلسل لمقال آخر للحديث عن الوجوه الجديدة التي قدمها -وفيهم نجوم في المستقبل- وبعض الملاحظات الأخري.. لكن سيبقي أداء عمرو عبد الجليل لافتا.. البساطة عنوان الأمر كله.. شاهدناها بأنفسنا مرة عندما استضافه قبل سنوات زميلنا الحبيب الناقد الفني هيثم الهواري لندوة فنية في جريدة اليوم بمقرها السابق بالهرم، وكنت رئيس تحريرها وكان الهواري رئيسا للقسم الفني..  

 

والمرة الثانية في بيته بحدائق الأهرام بصحبة المخرج المحترم العزيز أسامة الجولي لمفاتحته للعمل مذيعا في مشروع -لم يكتمل- لقناة فضائية كنت مديرها.. وفي المرتين.. ضيفا ومضيفا.. كان عمرو عبد الجليل كما هو.. كما ترونه علي الشاشة.. بتلقائية لا حدود لها.. وربما كانت -وكان ذلك- أجمل ما فيه! 

الجريدة الرسمية