رئيس التحرير
عصام كامل

التحليل السياسى لفوز السعودية!

فرحة عارمة انتابت أرجاء المنطقة العربية كلها لفوز المنتخب السعودي على منتخب الارجنتين الذى هو بطل العالم ويقوده النجم العالمى ميسى.. هذه الفرحة لم تقتصر على المهتمين بالشأن الكروي فقط وإنما اتسمت بالطابع الشعبى مع الرسمي أيضا، وكأن أهل منطلقتنا كانوا يحتاجون لأمر يثير الفرحة في نفوسهم ووجدوه فى فوز المنتخب السعودي المثير والمفاجىء على منتخب الارجنتين الذى لم يخسر مباراة منذ وقت طويل مضى، ودخل المونديال هذا العام مرشحا هو ومنتخب البرازيل للفوز بكأس العالم في الدوحة. حتى أهل اليمن شاركوا في هذه الفرحة رغم ما بين السعودية واليمن الآن.

 

وهذا يعنى مباشرة أن الروابط التى ضعفت وتمزقت رسميا بين دول منطقتنا مازالت شعبيا روابط  قوية.. ويعنى بشكل غير مباشر أن أهل وشعوب المنطقة في شدة الإحتياج والشوق لفرحة وجاءتهم الفرصة حينما فاز المنتخب السعودى على منتخب الارجنتين.. أى أنهم كانوا يعوضون بهذه الفرحة شيئا كان ينقصهم في ظل الازمات والمشاكل التى تمسك بخناق دولها وفي مقدمتها الآن المشاكل الاقتصادية.. وهذا يظهر بوضوح في ارتباط تلك الفرحة العارمة بمظاهر الأسى في أماكن شتى من المنطقة على الاخفاق الرياضي الكروي الذى تعانى منه دول فيها!

رياضة وسياسة
 

وهكذا يمكننا القول أن فوز المنتخب السعودى على منتخب الارجنتين أمس لم تكن له دلالات كروية ورياضية فقط وإنما كانت له تداعيات لها دلالات سياسية أيضا، خاصة وأن هذا المونديال الذى تنظمه قطر اختلط فيه -قبل أن يبدأـ الرياضة بالسياسة، أو بالأصح  اقحمت فيه السياسة عمدا ومع سبق الاصرار مبكرا.. 

 

ويظهر الفيديو الذى نشر لمدرب النتخب السعودى بين الشوطين وهو يخاطب اللاعبين كيف أنه اعتمد على الشحن المعنوى أكثر من الارشادات الرياضية لكى يحفز فريقه على الارتقاء بمستوى أداءهم في الشوط الثانى، وقد أثمر ذلك بالفعل وتعادل المنتخب السعودى ثم حقق المفاجاة المدوية وفاز بالمباراة ليمنح الملك سلمان الموظفين أجازة اليوم.


حتى إعلام الإخوان تناول الأمر لخدمة اهدافهم السياسية، فقد وجدوها فرصة سانحة للهجوم على الحكام العرب.. لكن من يتأمل قليلا في هذا الأمر سوف يكتشف إن هذا يشير إلى أن الإخوان باتوا لا يجدون داعما لهم بين العرب جميعا وليس مصر وحدها.. 

 

 

أى أنهم مضروبين في كل أنحاء المنطقة والفضل فى ذلك يرجع للشعب المصرى الذى كشفهم وتصدى لهم في الثلاثين من يونيو بعد أن كانوا قد استولوا على حكم مصر وسيطروا على حكم تونس وحكومة المغرب ووسعوا من نفوذهم في ليبيا.
وهكذا كما كان لفوز المنتخب السعودى على المنتخب الارجنتين دلالات كروية ورياضية يمكن استخلاص أيضا له دلالات سياسية!.. وهذا يؤكد أن السياسة حاضرة في حياتنا دوما!

الجريدة الرسمية