رئيس التحرير
عصام كامل

وسط إجراءات رفع القيود في العالم.. كورونا تضرب الصين من جديد

الصين
الصين

أعلنت الصين اليوم الأحد تسجيل أعلى حصيلة إصابات بكورونا خلال 6 أشهر في البلاد، بعد يوم من تأكيد مسؤولي الصحة أهمية الالتزام التام بقيود مكافحة الفيروس، وذلك وسط حالة من الارتياح النسبي في العديد من دول العالم، ورفع قيود كورونا الذي استمر لأكثر من عامين.


إصابات بالآلاف

وقالت لجنة الصحة الوطنية إن الصين سجلت 4420 إصابة جديدة بكوفيد-19 يوم امس السبت، وهو أكبر عدد منذ 6 مايو مقارنة بـ 3659 حالة محلية جديدة في اليوم السابق.

 

وواصلت مدينة قوانجتشو الجنوبية الإبلاغ عن ارتفاع الإصابات، مع 66 حالة جديدة تحمل أعراضا و1259 حالة بدون أعراض، مقارنة بـ 746 حالة في اليوم السابق، حسبما قالت السلطات في المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 19 مليون شخص.

 

وأبلغت العاصمة الصينية بكين عن 49، مقارنة بـ 42 حالة في اليوم السابق.

 

وفي حين أن أعداد الحالات منخفضة للغاية وفقا للمعايير العالمية، فقد تمسكت الصين بنهج "صفر كوفيد" منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

 

أزمة مصنع أيفون

ومنذ أيام تحدثت تقارير إخبارية عن ازمة أكبر مصنع " أيفون  بالعالم  في الصين حيث يعاني الموظفون،  في المصنع من نقص غذاء بين الموظفين المعزولين جراء إجراءات كورونا.

 

وكشف تقرير "نيويورك تايمز" أن إجراءات الإغلاق تسببت بموجة من الخوف والاضطراب داخل المصنع، لافتا إلى "فرار أعداد كبيرة من العمال من المنشأة".


إغلاق المصنع

وأُغلِق المصنع خلال منتصف أكتوبر مع ارتفاع حالات الإصابة بكورونا في مدينة تشنجتشو، عاصمة مقاطعة خنان، وذلك، بموجب السياسة المتبعة لوقف انتشار كورونا في الصين، التي تفرض على المدن والشركات إجراءات صارمة للقضاء على انتقال الفيروس.

 

يذكر أن مصنع الـ"آيفون" تديره شركة "فوكسكون"، عملاقة التصنيع ومقرها تايوان، ولديها منشآت في جميع أنحاء الصين.

 

عندما بدأ اكتشاف حالات كورونا في المصنع، عزلت "فوكسكون" مصنع الـ"آيفون" عن العالم الخارجي، ما أدى إلى احتجاز نحو 200 ألف عامل داخل المنشأة.

 

وحظرت تناول الطعام في كافيتريا المصنع، وأجبرت الموظفين على السير في مسارات طويلة ملتوية من مهاجعهم لتقليل الاتصال بالآخرين، وطلبت إجراء اختبارات يومية لفيروس كورونا وفحوصات درجة الحرارة.

 

إلا الروايات التي أفصح عنها الموظفون الذين نقلوا إلى الحجر الصحي بعد أن ثبتت إصابتهم بكورونا أقلقت العمال.

 

وقال بعضهم إنهم لا يحصلون على طعام كافٍ أو لا يحصلون على طعام إطلاقا، وذلك في وقت يفتقرون إلى الضروريات الأخرى.

 

ومع انتشار هذه القصص على وسائل التواصل الاجتماعي، قرر عمال آخرون الفرار من وظائفهم، فبالنسبة لهم من الأفضل المخاطرة بالإصابة بكورونا وإجبارهم على الحجر الصحي من أن يحتجزوا في المصانع من دون غذاء.

 

وتَخوَّف عاملان تحدثا لـ"نيويورك تايمز" بشرط عدم الكشف عن هويتهما من انتقام الشركة لأن مئات العمال غادروا المصنع.

 

صفر كورونا

وأمام واقع الفرار، لم يكن أمام الكثيرين من الذين غادروا سوى خيار السير إلى منازلهم، وبعضهم لمسافات طويلة، وذلك جراء تقييد حركة وسائل النقل ضمن إجراءات مدينة تشنغتشو للحد من تفشي كورونا.

 

وروِّج لنهج "صفر كورونا" من قبل الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي فاز الشهر الماضي بولاية ثالثة كزعيم للصين.

 

وأدت السياسة، التي تميزت بإغلاق شديد وحجر صحي، إلى إقفال مدن بأكملها بسبب عدد قليل من الحالات.

 

وأمر مسؤولو تشنجتشو، الأربعاء، المنطقة المحيطة بالمنشاة بإغلاقها لمدة سبعة أيام، ما يعرض للخطر أي محاولات أخرى للفرار.

 

ووصف إشعار محلي التفشي بأنه "خطير ومعقد"، فقد أبلغت المدينة عن 358 حالة جديدة يوم الأربعاء، مقارنة بـ 24 حالة في نفس اليوم قبل أسبوع.

 

وأفادت "رويترز" أن السلطات أغلقت، الإثنين، منتجع "شنغهاي ديزني" بعد تفشي 10 حالات إصابة بفيروس كورونا في شنغهاي.

 

ولم تستجب "أبل"، الشركة المصنعة لجهاز "آيفون"، لطلب التعليق من قبل "نيويورك تايمز".

 

من جهتها، اعتبرت " فوكسكون" أن إجراءاتها الوبائية "معركة طويلة الأمد"، وأصرت على أن عمالها يتلقون ثلاث وجبات طعام في اليوم.

 

ولكن الموظفين اتهموا "فوكسكون" أنها أرسلت العمال الذين ثبتت إصابتهم بكورونا إلى مراكز الحجر الصحي مع المخالطين الرئيسين، حتى عندما كانت نتائج هؤلاء الأفراد سلبية.

وفي الوقت نفسه، أُبلغ جهات الاتصال الوثيقة الأخرى بضرورة مواصلة العمل، وأشارت "نيويورك تايمز" أن العمال يتهمون الشركة بالفوضى في إدارة الملف.

 

ووصف ليو لين، 29 عاما، الذي يعمل داخل المصنع، ما يحصل في الداخل على أنه "جو من الذعر" حيث فقد المصنع قبضته على عزل المخالطين الأساسيين للمصابين بكورونا.

 

ساعدت مدينة تشنجتشو، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، على مدى سنوات، في تحسين النموذج الاقتصادي الصيني الذي يحركه التصدير. وتُعرف المدينة باسم "آيفون سيتي"، وتصنع نحو نصف إمدادات "أبل" العالمية من "آيفون".

 

ووفق "نيويورك تايمز"، قد يضر الإغلاق لمدة سبعة أيام الذي أُعلن عنه يوم الأربعاء بقدرة "فوكسكون" على شحن أجهزة "آيفون" من المصنع. وينمو الاقتصاد الصيني ككل بأبطأ وتيرة منذ عقود في ظل سياسة الحكومة "صفر كوفيد".

 

وفي إشارة إلى قلق "فوكسكون" بشأن هروب العمال، بدأت الشركة الأسبوع الماضي في تقديم 14 دولارا إضافيا لهم في اليوم لمواصلة العمل. وزادت، الثلثاء، الرقم إلى 55 دولارا في اليوم، بحسب إعلان رسمي.

الجريدة الرسمية