رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حرب النجوم تقترب.. تطورات المشهد الروسي الأوكراني

إن العملية العسكرية الروسية الأوكرانية تتصدر المشهد الإعلامي سواء المرئي أو المسموع أو المقروء وحتي علي وسائل التواصل الإجتماعي وإن العمليات العسكرية بين الطرفين مستمرة وبلا هوادة. ومن الواضح أنها سوف تطول مدتها ومستمرة معنا إلي فترة طويلة وسوف يعاني العالم أجمع منها لتصبح أزمة عالمية، خاصة وأن روسيا تتعمد إستراتيچية التقدم ببطء وحرب الإستنزاف بإطالة مدة العملية العسكرية في أوكرانيا، وهذا أيضًا ما يقوم به الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بصورة غير مباشرة لإستنزاف الجيش الروسي في ساحة القتال الأوكرانية وذلك بدعم أوكرانيا بالمال والسلاح لتحارب أوكرانيا روسيا بالوكالة.. 

 

ووصلت قيمة المساعدات لأوكرانيا حتي الأن حوالي ٤٥ مليار دولار ذهبت لتسليح الجيش الأوكراني، وهذا سوف يطيل أمد هذه الحرب حتي أصبح لا يستطيع أحد أن يتنبأ بميعاد نهاية هذه العملية العسكرية الروسية الأوكرانية، ولا يستطيع أحد أن يتكهن بما سوف تؤول إليه الأمور حيث يمكن أن تخرج الأمور عن السيطرة لتصبح مواجهة بين الدول الكبري ويمكن أن ينجر العالم إلي حرب عالمية ثالثة وخاصة وأن المواجهه الروسية مع الغرب لم تقتصر علي العملية العسكرية في أوكرانيا بل إتسعت الي المجال الإقتصادي أيضًا وهذا يجعل من الممكن أن تتسع دائرة الحرب وتمتد إلي أطراف أخرى فأمريكا تريد بناء تحالف جديد في شرق أسيا يطلق عليه الناتو الأسيوي لمواجهة روسيا والصين.


وعلي الطرف الآخر الحزب الشيوعي الصيني أعلن أن لديه خطة لتكون الصين الأقوي عسكريًا في عام  ٢٠٢٥، وأن الصين تستعد عسكريًا لأي حرب قادمة مع أمريكا. وعلي الجانب الآخر روسيا لن توقف هذه العملية العسكرية ضد أوكرانيا إلا بعد تحقيق أهداف هذه العملية العسكرية. وتعمل روسيا جاهدة علي إنهيار وحدة حلف الناتو وإنقسام الدول الأوروبية بالضغوط الشعبية علي حكوماتها وخاصة في فصل الشتاء من خلال الضغوط علي مواد الطاقة التي تصدرها لدول أوروبا.


وعلي الجانب الآخر الغرب يراهن علي أن الخسائر المتزايدة والعقوبات الاقتصادية علي روسيا سوف تضعفها وتجعل روسيا غير قادرة علي مواصلة عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا.. إن روسيا مع الصين تسعيان بتحالفهما أن يغيروا النظام العالمي الحالي بإضعاف الهيمنة الأمريكية علي العالم وإسقاط القطب الواحد للوصول لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.

العلاقات الأمريكية العربية


كما أن هناك إحتمال كبير بأن تتسع العمليات العسكرية الروسية لتطال دول مجاورة لضمان سلامة الأمن القومي الروسي ضد زحف حلف الناتو الذي تضاعفت قواته إلي ٢،٥  مرة قرب الحدود الروسية عما كانت عليه سابقًا وهذا دليل علي الحشد العسكري لقوات الناتو وهذا يزيد من إحتمالية الصدام العسكري المباشر أو غير المباشر في حروب بالوكالة ضد روسيا.


وعلي الصعيد العربي وبالرغم من العلاقات الإقتصادية والسياسية والعسكرية مع الدول العربية وخاصة دول الخليج وتواجد القواعد العسكرية الأمريكية الإستراتيچية بها إلا أن أمريكا تنظر بنظرة تعالي وعدم إحترام للأنظمة العربية وفرض الهيمنة والسيطرة الأمريكية علي بعض الحكام العرب وصولًا إلي تدمير بعض الدول العربية. 

 

فقد كانت العلاقات الأمريكية العربية كارثية وكانت لها تداعيات سلبية لا تصب في المصلحة الأمريكية وسرعان ما إستغلت روسيا هذه السلبيات الكارثية في العلاقات الأمريكية مع دول المنطقة العربية وحولتها الي إيجابيات في علاقاتها مع دول المنطقة العربية لتستفيد روسيا من هذه الأخطاء في تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة العربية وإستغلت كل الثغرات في صالحها لكي تستمر هذه العلاقات الروسية العربية طويلا وملئت روسيا الفراغ الأمريكي.


لذلك فإنني أرى من وجهة نظري الشخصية أنه قريبًا سوف تفقد أمريكا والإتحاد الأوروبي قدرتهما علي تقديم المساعدات المالية والعسكرية إلي أوكرانيا وأن العالم الآن به قطبان وفي المستقبل القريب متعدد الأقطاب وفي حالة المواجهة بين الدول الكبري أو أن ينجر العالم إلي حرب عالمية ثالثة فلن يتم إستخدام السلاح النووي إلا في حالة تهديد كيان وبقاء الدولة، ولكن يمكن إستخدام قنابل نووية تكتيكية ذات حجم تدميري أقل وتأثير إشعاعي بسيط وإستخدامها سيكون في أضيف الحدود حيث أن الجميع سيكون خاسر إذا ما إستخدم هذا السلاح.


إن العالم الآن بصدد مخاض نظام عالمي جديد وسوف تزول دول وتمتد حدود دول أخري فخريطة العالم سوف تتغير.
وسوف تتساقط حلفاء أمريكا واحد تلو الآخر والشرق قادم بكل قوة وعلي مصر والدول العربية إيجاد مقاعد لهم في هذا النظام العالمي الجديد وإلا سوف نصبح عبيدا لهم في هذا النظام. حيث من المتوقع أن تتسارع الأحداث وتشتعل في الفترة القريبة القادمة.

 


إن طبيعة هذا الصراع القائم بين روسيا وأمريكا وأعوانها في الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو العسكري سيؤول إلي نظام عالمي جديد تتغير فيه التوازنات والتحالفات القائمة الآن ويمكن أن يطال حتي خرائط عالمية جديدة حيث أن الهيمنة الغربية سوف نشهد نهايتها في ظل الشراكة الروسية الصينية وسوف نشهد عالم متعدد الأقطاب والتحالفات لذلك سوف يطول زمن هذه الحرب وسوف تتسع وتمتد إلي أطراف أخرى وقد تنجرف إلي حرب نجوم نشهد فيها ضرب الأقمار الإصطناعية العسكرية لكل من طرفي الصراع.
وحتي الأن أمريكا الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو لا يريدون الإعتراف بهزيمتهم ويتخبطون في قراراتهم. شاء من شاء وآبى من آبى، العالم الآن أصبح به قطبان وقريبًا متعدد الأقطاب.

Advertisements
الجريدة الرسمية