رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الصحة العالمية ترفض إعلان تفاصيل التحقيقات بقضية فساد مديرة مكتبها بسوريا.. 100 وثيقة تدين مختوموفا.. الرشاوى تشمل عملات ذهبية وسيارات

أكجمال مختوموفا
أكجمال مختوموفا

أكدت منظمة الصحة العالمية أن مكتب خدمات الرقابة الداخلية، يحقق في ادعاءات الفساد التي طالت مديرة مكتب منظمة الصحة في سوريا.

ورفضت منظمة الصحة إعطاء المزيد من التفاصيل حفاظًا على سرية التحقيق الذي ما زال مستمرًا، قائلة: إن "السرية واحترام الإجراءات القانونية لا تسمح لنا بالتعليق أكثر على المزاعم المفصلة خلال هذه المرحلة. 

وأكدت المنظمة أن مكتب خدمات الرقابة الداخلية يسعى إلى استكمال التحقيق في أقرب وقت ممكن، لكن لا يمكننا تقدير موعد انتهائه للأسباب الموضحة سابقًا.

وبحسب تحقيق صحفي لوكالة أنباء "أسوشيتدبرس"، ادعى موظفون في مكتب منظمة الصحة في سوريا أن مديرة المكتب أكجمال ماغتموفا "أساءت إدارة إنفاق ملايين الدولارات العائدة للمنظمة، ووزعت هدايا على مسؤولين حكوميين، ضمنًا أجهزة كمبيوتر وعملات ذهبية وسيارات، ولم تدر كما يجب جائحة سوريا.

 

أكبر تحقيقات منظمة الصحة العالمية 

وأثارت الشكاوى التي قدمها ما لا يقل عن اثنى عشر موظفًا واحدة من أكبر تحقيقات منظمة الصحة العالمية الداخلية منذ سنوات، التي شملت في بعض الأحيان أكثر من 20 محققًا، وفقًا للموظفين المرتبطين بالتحقيق.

وجاء في رد منظمة الصحة أنه "كان تحقيقًا طويلًا ومعقدًا، نظرًا للوضع في البلاد والتحديات المتمثلة بالوصول الملائم، بالتوازي مع ضمان حماية الموظفين، ما أدى إلى تعقيدات إضافية.. ورغم ذلك، أحرز فريق التحقيق التابع لدائرة الرقابة الداخلية تقدمًا خلال الأشهر الأخيرة، عبر مراجعة الادعاءات وتقييمها، وجمع المعلومات ذات الصلة كجزء من التحقيق الإداري الداخلي".

اتهم موظفو مكتب منظمة الصحة العالمية في سوريا، مديرة المكتب بسوء إدارة ملايين الدولارات من أموال المنظمة، وتقديم الهدايا إلى المسؤولين الحكوميين – شملت حاسبات وعملات ذهبية وسيارات - وانتهاك قواعد الوكالة الخاصة بكوفيد -19 خلال تفشي الجائحة في البلاد.

وتظهر أكثر من 100 وثيقة ورسائل ومواد أخرى سرية حصلت عليها الأسوشيتدبرس، أن مسؤولي منظمة الصحة العالمية أخبروا المحققين أن ممثلة المنظمة في سوريا الدكتورة أكجمال مختوموفا، ارتكبت مخالفات جسيمة، وضغطت على موظفيها لتوقيع اتفاقات مع سياسيين بارزين في الحكومة السورية وأساءت إنفاق أموال المنظمة والجهات المانحة.

 

الاتهامات "تشهيرية"

ورفضت مختوموفا، وهي طبيبة ومواطنة من تركمانستان، الرد على الأسئلة المتعلقة بالادعاءات؛ "نظرا لكونها موظفة في منظمة الصحة العالمية"، ووصفت الاتهامات بأنها "تشهيرية".

وكانت الشكاوى التي تلقتها المنظمة من عشرات الموظفين سببا في فتح واحد من أكبر التحقيقات الداخلية لمنظمة الصحة العالمية منذ سنوات، والتي شارك فيها في بعض الأحيان أكثر من 20 محققا.

 

تحقيقات "طويلة ومعقدة"

وأكدت منظمة الصحة العالمية في بيان، أن التحقيقات لا تزال جارية، ووصفتها بأنها "طويلة ومعقدة"، رافضة التعليق على مخالفات مختوموفا، متذرعة بقضايا السرية وحماية الموظفين.

وفقًا للوثائق فقد بلغت ميزانية مكتب منظمة الصحة العالمية في سوريا حوالي 115 مليون دولار العام الماضي لمواجهة الأوضاع الصحية في بلد تمزقه الحرب ويعيش قرابة 90 بالمائة من سكانه في فقر مدقع، ويحتاج أكثر من نصفهم إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وقضى محققو منظمة الصحة العالمية الأشهر الماضية للتحقيق في المخالفات، بما في ذلك الحفل الذي أقامته مختوموفا للإشادة بإنجازاتها الخاصة على نفقة وكالة الأمم المتحدة، وتقديمها خدمات "لكبار السياسيين في سوريا، بالإضافة إلى عقد اجتماعات سرية مع الجيش الروسي"، في انتهاك لحيادية منظمة الصحة العالمية كمنظمة تابعة للأمم المتحدة.

في إحدى الوثائق التي أرسلت إلى المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في مايو، قال موظف مقيم في سوريا: إن مختوموفا قامت بتعيين أقارب مسئولين حكوميين غير أكفاء، بينهم بعض المتهمين بارتكاب "انتهاكات حقوقية لا حصر لها".

في مايو، صدر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق البحر الأبيض المتوسط قرارا بتعيين قائم بأعمال المنظمة في سوريا ليحل محل مختوموفا بعد إعفائها من منصبها - لكنها لا تزال مدرجة كممثلة للوكالة في سوريا في دليل موظفيها.

وذكر العديد من موظفي المنظمة في سوريا لمحققي الوكالة، أن مختوموفا فشلت في إدراك مدى خطورة الجائحة في سوريا وعرضت حياة الملايين للخطر.

وشكا ما لا يقل عن خمسة من موظفي المنظمة للمحققين من انتهاك مختوموفا قواعد كوفيد-19 الخاصة بمنظمة الصحة العالمية. وقالوا إنها لم تشجع العمل عن بعد، وحضرت إلى المكتب بعد إصابتها بكوفيد وعقدت اجتماعات بدون كمامة، اتهمها أربعة بنقل العدوى لآخرين.

وفي ديسمبر 2020، خلال السنة الأولى للجائحة، أصدرت مختوموفا تعليمات لموظفي مكتب سوريا لتعلم رقصة فلاش موب التي تم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي لحدث الأمم المتحدة في نهاية العام.

 

"أفضل برنامج تعليمي"!

وكتب رفيق الحبال، موظف الاتصالات في منظمة الصحة العالمية، في رسالة بريد إلكتروني إلى جميع موظفي المكتب في سوريا: "برجاء الاستماع إلى الأغنية، والتدرب على الخطوات، والتقاط مقاطع لكم وأنتم ترقصون على أنغام الموسيقى لتكونوا جزءا من فيديو رقصة الفلاش موب العالمية". 

وأرسلت مختوموفا رابطا إلى أحد مواقع يوتيوب، والذي وصفته بأنه "أفضل برنامج تعليمي".

تُظهر مقاطع مصورة متعددة موظفين، بعضهم يرتدي سترات أو معاطف منظمة الصحة العالمية، ويؤدون رقصة "تحدي الجيروساليما" في المكاتب والمستودعات المجهزة بالإمدادات الطبية، في وقت وجه فيه كبار المسئولين في منظمة الصحة العالمية في جنيف الدول بانتهاج العمل عن بعد وتعليق جميع التجمعات غير الضرورية.

تثير الوثائق الداخلية ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل أيضًا مخاوف جدية بشأن استخدام أموال منظمة الصحة العالمية تحت قيادة مختوموفا، حيث يزعم الموظفون أنها أساءت إنفاق أموال المانحين المحدودة التي تهدف إلى مساعدة أكثر من 12 مليون سوري يعيشون أوضاعا بالغة الصعوبة وفي حاجة ماسة إلى المساعدات الصحية.

من بين الحوادث التي يجري التحقيق فيها حفل نظمته مختوموفا في مايو الماضي، عندما حصلت على جائزة من جامعة تافتس، جامعتها الأم. 

وأقيم الحفل في فندق فورسيزونز بدمشق، وتضمنت قائمة الضيوف حوالي 50 ضيفًا، في الوقت الذي لم يتجاوز فيه عدد المواطنين السوريين الحاصلين على جرعة من واحدة من لقاح كوفيد 1 بالمائة.

شهد الحفل تصريحات لوزير الصحة السوري أعقبها حفل استقبال وحفل قرابة ساعتين من الموسيقى الحية. 

وتظهر وثائق منظمة الصحة العالمية أن الحفل أقيم للاحتفال بإعلان منظمة الصحة العالمية عام 2021 عام العاملين في مجال الصحة والرعاية، لكن الحفل خصص لمختوموفا، وليس للعاملين في مجال الصحة

وبلغت تكلفة الحفل حسب جدول البيانات أكثر من أحد عشر ألف دولار.

 

عقود مثيرة للريبة

وأثار مسئولون آخرون في منظمة الصحة العالمية مخاوف بشأن إدارة مختوموفا لأموال المنظمة، قائلين: إنها متورطة في العديد من العقود المثيرة للريبة، بما في ذلك اتفاق النقل الذي منحت بموجبه عدة ملايين من الدولارات لمورد تربطها به علاقات شخصية.

وشكا ما لا يقل عن خمسة موظفين على الأقل من استخدام مختوموفا أموال منظمة الصحة العالمية لشراء هدايا لوزارة الصحة وغيرها، بينها "خوادم وأجهزة كمبيوتر محمولة متطورة" وعملات ذهبية وسيارات. 

Advertisements
الجريدة الرسمية