رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سر حرب الوثائق بين جبهات الإخوان.. منير يغازل الدولة والقوى السياسية.. والكماليون يراهنون على العنف.. والخرباوي: لامكان لهم

إبراهيم منير ومحمود
إبراهيم منير ومحمود حسين

ردود أفعال باردة تماما، هكذا استقبل المجتمع المصري والعربي حرب الوثائق التي اندلعت أمس بين تيارات جماعة الإخوان الإرهابية والجبهات المتصارعة على القيادة، الأولى بقيادة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد، حيث أعلن فيها انسحابه تماما من الصراع على السلطة. 

والثانية وثيقة خرجت من الجبهة الأكثر عنفا وتطرفا في التنظيم ـ الكماليون ـ أنصار محمد كمال مؤسس الأذرع المسلحة التي تبنت عمليات إرهابية لاستهداف رموز المجتمع المصري خلال السنوات الماضية، واعلنت من خلالها استمرار السعي من أجل تمكين أفكارها في المجتمع وانتزاع السلطة بكل السبل والوسائل بما فيها الصراع المسلح. 

ماذا حدث ؟  

حاول إبراهيم منير استباق الأحداث المرتقبة خلال الساعات القادمة، بإصدار ما اسماها الوثيقة السياسية، إذ يجهز ما يسمى بتيار التغيير الذي أعلن تمرده على كل من القائم بأعمال المرشد والأمين العام السابق محمود حسين الذي جرد منير من مناصبه وعزله، ورد عليه القائم بأعمال المرشد بإجراء مماثل، لعقد مؤتمر صحفي يحاولون من خلاله فرض واقع جديد على الجماعة. 

حسب مصادر، أغلب عناصر التيار الجديد من خلايا كانت تابعة لـ«الكماليين» بالأساس، بجانب بعض الوجوه المعروفه إعلاميا مثل عمرو دراج، وحمزة زوبع، وجمال عبد الستار، وعمرو حام ومعهم بعض أنصار الجبهة السلفية مثل أحمد مولانا. 

استباقا لطرح وجوه جديدة على مصادر التمويل ولإبقاء أوراق اللعبة كاملة بحوزته، خرج إبراهيم منير بوثيقة يرفض فيها الصراع على السلطة من ناحية، ويثبت وجوده باعتباره الورقة الرابحة لكل الأطراف الدولية، خاصة أن هناك مساعي مستمرة من تركيا للتقارب مع مصر والتحالف العربي المؤيد لها من ناحية آخرى. 

بين سطور وثيقة إبراهيم منير يحاول الإيحاء أنه ومجموعة يعلمون جيدا حجم التعقيدات الدولية، كما أنه بهذه الوثيقة يقدم مصلحة أردوغان على الجماعة، إذ من الخطأ التصعيد الآن، أو رعاية أي حراك متطرف من الأراضي التركية ضد السلطات المصرية.

وفي الوقت نفسه يرسل رسائل للداخل المصري بكافة تنوعاته السياسية والثقافية والفكرية يتبرأ من أصحاب النزعات المعادية، باعتباره طرف معتدل يمكن التفاوض معه ولو على ـ اللاشيء ـ مجرد إعادة الإخوان للحياة دون شروط، ودون صراع على السلطة كما نص صراحة على ذلك في وثيقته. 

في المقابل يحاول الكماليون قطع الطريق على العناصر المنشقة وإثبات وجودهم الهش بين التيار الأكثر تطرفا وعنفا داخل الإخوان بإصدار وثيقة تيار التغيير، أعادوا فيها إنتاج أفكارهم التي تعلن استخدام العنف ضمن أدواتها لاقتناص السلطة وللرفض مسبقا أيضا بأي حلول وسط لاتعلن تأييد أفكارهم والسير على هداها. 

مسلسل توزيع الأدوار 

يقول ثروت الخرباوي، الكاتب والمفكر والباحث في شئون الجماعات الإرهابية، أن بيانات الإخوان المتناقضة بين إعلان الانسحاب من الصراع على السلطة، أو محاولة تثوير الجماهير مضحكة للغاية، لافتا إلى كلا الطرفين يتحدث عن إعادة نشر مبادئ الإسلام في المجتمع المصري وكأن المصريون لايعرفون الإسلام، ما يثبت أنهم أصحاب فكر تكفيري.

وأوضح الخرباوي إن إصدار بيانين في يوم واحد يعني أن هناك توزيع للأدوار، لافتا إلى أنه فكر قديم في الإخوان، إذ كان هناك دائما تنظيما سريا عسكريا وآخر في العلن يخوض السياسة والانتخابات والبرلمان وهو ما يحدث الآن، فريق يريد الانحساب وإقامة حوار مع القوى السياسية والآخر يريد امتلاك أدوات القوة لمواجهة الجيش المصري.

واختتم: الحوار ينبغي أن يكون بين القوى الوطنية التي تؤمن بالوطن إيمانا حقيقيا، لكن الجماعة التي استهدفت تخريب الوطن ومقدراته ولاتزال تحاول اللعب على الوعي فهي جماعة التاريخ والحسابات السياسية تماما.  

Advertisements
الجريدة الرسمية