رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. الجيش العثماني بقيادة سليمان القانوني يرفع الحصار عن فيينا

السلطان سليمان القانوني
السلطان سليمان القانوني

في مثل اليوم من عام 1529 انتهى حصار فيينا الذي كان مفروضًا من الجيش العثماني بقيادة السلطان سليمان القانوني، وكان الحصار يعبِّر عن أقصى توسُّع للدولة العثمانية في وسط أوروبا أوج مجد الإمبراطورية تحت حكم السلطان سليمان القانونى. 

 

سبب الحصار 

في سنة 932هـ وقعت معركة موهاج في المجر بين 60 ألف من مقاتلي الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليمان القانوني وبين 25000 من مقاتلي مملكة المجر تحت قيادة الملك لايوش الثاني انتصر فيها العثمانيون انتصارا ساحقا في تلك المعركة التي دامت ساعتين، وسقطت على إثرها المملكة التي كانت تشكل حصنا لأوروبا، ورفعت أعلام العثمانين في العاصمة بودابست التي كانت تسمى بودا حينها، وعين الخليفة الملك جان زابوليا ملكًا للمجر.

أرسل الملك زابوليا إلى الخليفة سليمان رسائلَ بأن أرشيدوق النمسا فرديناند يخطط لغزو المجر بعد اتفاقات عقدها سرًّا مع عدد من أمراء المجر يتولى بموجبها هو عرش المجر، قام فرديناند بمباشرة خطته واستولى على مقاطعة «بودين» وانتزعها من يد الملك جان زابوليا المعين من قبل العثمانيين.

هبت على الفور الجيوش العثمانية من القسطنطينية والتي بلغ تعدادها 100 ألف مقاتل بالتقدم نحو المجر لاستعادة بودين فتم لها ذلك وأعادوا زابوليا ملكا عليها وبعد المعركة فرّ الملك فرديناند إلى فيينا التي كانت تحرسها حامية تتكون من 20 ألف جندي.

 

الحملة العثمانية 

أصر الخليفة على معاقبة فرديناند، واتجه العثمانيون إلى فيينا وقاموا بتطويقها بـ120 ألف جندي و300 مدفع لكنهم عجزوا عن إقتحامها، بيد أنهم ألحقوا خسائر كبيرة بضواحيها والمزارع المحيطة، وطلب فرديناند من شقيقه الإمبراطور تشارلز المساعدة لكنه لم يجب الاستغاثة.

استمر الحصار أسبوعين، بعدهما عقد السلطان سليمان مجلسًا رسميًا في 12 أكتوبر لبحث الموضوع. حيث تقرر محاولة واحدة نهائية بهجوم كبير على فيينا، فإما ينتهي بدخول المدينة أو فك الحصار عنها، ويقول بعض المؤرخين أن الهجوم النهائي لسليمان لم يكن يريد منه أن يأخذ المدينة ولكن لإحداث أكبر قدر ممكن من الضرر وإضعافها لهجوم لاحق، وهو تكتيك كان قد وظفه في بودا عام 1526. 

وبعد 25 يوم انتهى الحصار، وتوجهت بعض من قوات الجيش العثماني نحو ألمانيا ومهاجمة ملكها شارلكان بينما عاد معظم الجنود من أسوار فيينا بسبب قيام الصفويين بالاستيلاء على بغداد والسيطرة عليها فلزم الجيش العودة من فيينا لتحريرها.

الجريدة الرسمية