رئيس التحرير
عصام كامل

استعادة ليمان.. ترحيب غربي ومخاوف من هجوم روسي مضاد على أوكرانيا

أوكرانيا
أوكرانيا

سادت حالة من الفرحة الأوروبية كبير عقب نجاح القوات الأوكرانية في استعادة بلدة "ليمان" الواقعة شرقي أوكرانيا عقب حصار القوات الروسية واجبارهم علي الانسحاب من البلدة الاستراتيجية، وسط مخاوف من هجوم روسي مضاد خاصة بعدما شنت موسكو اليوم الأحد هجوما بطائرة مسيرة على مسقط رأس الرئيس الأوكراني.

وجاء الانتصار العسكري الاوكراني بعد 24 ساعه فقط من إعلان موسكو ضم 4 مناطق أوكرانية  "دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا " في خطوة وُصفت بالمُحرجة للكرملين.

 

وقال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو،  أمس  السبت، إن الجنود الروس انسحبوا من بلدة ليمان الواقعة شرقي أوكرانيا، لأن القوات الأوكرانية قامت بتطويقهم.

وتأتي خسارة القوات الروسية لبلدة ليمان بحسب " سكاي نيوز "، بعد أن منيت تلك القوات في الآونة الأخيرة بخسارة آلاف الكيلومترات التي سبق أن سيطروا عليها في شرقي أوكرانيا، إثر هجوم مضاد شنته القوات الأوكرانية مستفيدة من المساعدات العسكرية التي قدمها الغرب.

ليمان نقطة امداد الجيش الروسي

ووصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، خسارة الروس لبلدة ليمان بالاستراتيجية، لأنها كانت تشكل نقطة إمداد رئيسية على الجانب الغربي من إقليم دونباس، حيث ركزت القوات الروسية وجودها طيلة أشهر.

واستعان الروس بليمان من أجل ضمان نقل الإمدادات إلى الشرق، منذ تمكنهم من السيطرة على البلدة خلال الربيع الماضي.

واستطاعت القوات الأوكرانية أن تتقدم هذا المحور، بينما كانت روسيا تعلن ضم كل من لوجانسك ودونيتسك؛ اللتين أعلنتا نفسيهما جمهوريتين من جانب واحد، إلى جانب مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون.

لكن روسيا قللت من شأن ما قيل عن الانسحاب، مشيرة إلى أنها أقدمت على الخطوة، لأجل التحرك نحو خطوط مجدية بشكل أكبر على الأرض.

لكن المتحدث باسم القوات الأوكرانية، سيرهي شيريفاتي، قال لـ"واشنطن بوست"، إن البلدة شهدت قتالا، رغم الحديث عن انسحاب روسي.

حصار القوات الروسية في ليمان

وفي غضون ذلك، تحدثت منصات مؤيدة لروسيا على "تلجرام"، عن تعرض الجنود الروس لهجمات شديدة في ليمان، بينما كانوا يحاولون الخروج، والسبب هو أن الأوكرانيين أغلقوا كافة المنافذ.

ورحب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بسيطرة أوكرانيا على معقل ليمان الرئيسي من روسيا في شرق أوكرانيا. وقال إنه نجاح مشجع في ساحة المعركة من شأنه أن يخلق معضلات جديدة للجيش الروسي.

وأشار أوستن إلى أن ليمان تقع عبر خطوط الإمداد التي استخدمتها روسيا لدفع قواتها وعتادها إلى الجنوب والغرب مع مواصلة روسيا الحرب في أوكرانيا التي بدأت قبل أكثر من سبعة أشهر.

وقال أوستن "بدون هذه الطرق سيكون الأمر أكثر صعوبة. لذا فإنه يمثل نوعا من المعضلة بالنسبة للروس للمضي قدما.


أهميلة استعادة ليمان

أتى ذلك، بعد أن أعلن مسؤولون أوكرانيون الجمعة الماضية السيطرة على قريتين تقعان على مقربة شديدة من معقل ليمان، وهما يامبل الواقعة على بعد نحو 12 كيلومترا جنوب شرقي ليمان، ودروبيشيف الواقعة على بعد نحو  10 كيلومترات شمال غربي المدينة المهمة.

و ليمان الواقعة بمنطقة دونيتسك تعمل منذ عدة أشهر كمركز لوجستي ونقل يرسخ العمليات الروسية في شمال المنطقة.

لذا قد تمثل السيطرة عليها أكبر مكسب لكييف منذ استعادتها خلال هجوم مضاد خاطف، الشهر الماضي، مساحات واسعة من منطقة خاركيف.
كما  الانسحاب الروسي من هذه البلدة التي استخدمتها روسيا كمركز للوجستيات هزيمة كبرى لموسكو بعد يوم من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين ضم 4 مناطق أوكرانية منها دونيتسك التي تقع بداخلها ليمان.
هجوم روسي مضاد

ووسط مخاوف من هجوم مضاد روسي ردا علي المكسب العسكري الأوكراني، شن الجيش الروسي هجوما بطائرة مسيرة على مسقط رأس الرئيس الأوكراني، اليوم الأحد.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية "العلم الأوكراني موجود بالفعل في ليمان. خلال الأسبوع الماضي كانت هناك المزيد من الأعلام الأوكرانية في دونباس. وفي غضون أسبوع سيكون هناك المزيد".

وفي جنوب أوكرانيا، تعرضت مدينة كريفي ريه، مسقط رأس زيلينسكي، لهجوم روسي بطائرة مسيرة انتحارية استهدفت مدرسة، صباح الأحد، ودمرت طابقين منها، وفقا لتصريحات فالنتين ريزنيشنكو، حاكم منطقة دنيبروبتروفسك.

وأشار الحاكم إلى أن السلطات تمكنت من إخماد حريق أشعله هجوم الطائرة المسيرة.

وجرى اتهام روسيا في الأسابيع الأخيرة باستخدام طائرات مسيرة انتحارية إيرانية الصنع لمهاجمة أهداف في أوكرانيا.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 5 طائرات مسيرة إيرانية الصنع جنوبي أوكرانيا خلال الليل، بينما نجحت طائرتان أخريان في اختراق الدفاعات الجوية.

في غضون ذلك، استهدفت الهجمات الروسية أيضا مدينة زابوريجيا، حسبما ذكرت السلطات، اليوم الأحد.

وأعلن الجيش الأوكراني الأحد أنه نفذ غارة على مستودع ذخيرة روسي في جنوب البلاد، وضرب مواقع قيادة روسية أخرى، ومستودعات ذخيرة وبطاريتين مضادتين للطائرات من طراز "إس-300".
 

الجريدة الرسمية