رئيس التحرير
عصام كامل

إلي الفنان الجاهل محمد رمضان!

كان يمكنك -يا أستاذ محمد رمضان- أن تدعو بالرحمة علي روح الملكة اليزابيث.. هذا خلق ديني عظيم.. تمني الرحمة -وهو عكس سلوك الإرهابيين- يبرز الجوانب السمحاء في ديننا.. كان يمكنك أيضا أن تفصل بينها وبين شعبها وتقدم العزاء للشعب البريطاني.. كنت ستبدو متحضرا لا تحمل الشعب الإنجليزي جرائم حكامه.. لكن أن تعلن الحداد علي روحها و"تتشحتف" علي رحيلها وهو ما لم تفعله على أي شهيد مصري ولا في أي حوادث كبرى ذهب ضحيتها عشرات المصريين ولم تفعله حتى مع رحيل زعماء عرب ولا حتى زعماء عالميين آخرين!

جرائم الملكة

 

ومع اعترافنا بفترة التراجع في التربية الوطنية والقومية التي أثمرت أمثالك.. لذا فمن الطبيعي ألا تعرف أن الملكة الراحلة هي التي وقعت على أمر العدوان على بلدك وشعبك عام ١٩٥٦! ولا تعرف أنها من وقعت على دعم إسرائيل في حرب ١٩٦٧ بقواعد بريطانيا القريبة من حدودنا! ولا تعرف أن والدها جورج السادس الملك الراحل وقد كانت وليا للعهد هو من في عهده تم العدوان الغاشم على محافظة الاسماعيلية ليتم ذبح أبطال الشرطة المصرية الشجعان بسبعة آلاف ضابط وجندي مدججين بمدفعية ودبابات ومدرعات وأسلحة ثقيلة! وفي عهده فتح كوبري عباس على الطلبة المصريين فخيروهم بين القتل بالرصاص وبين القتل غرقا!


وفي عهده وقع حادث ٤ فبراير ١٩٤٢ الشهير الذي يشكل عارا لا مثيل له في تاريخ حكام العالم وتفاصيله مخجلة مروية من طرافة الحادث وشهوده بالعربية والانجليزية وكلها تتحدث عن اقتحام السفير البريطاني لامبسون  قصر عابدين بعد أن حاصره بالدبابات ودخل غرفة الملك فاروق وأهانه وخيره بين التوقيع على واحدة من ورقتين.. إما أن يعين النحاس باشا رئيسا للوزراء أو أن يستقيل!

 
جدها كان ملكا في حادث دنشواي.. وجد جدها من ضرب الإسكندرية بالمدافع حتى سواها بالأرض ووقتها قبضوا علي البطل العظيم أحمد عرابي ورفاقه ونفوهم عن وطنهم! هم سبب دمار المنطقة العربية كلها بما لا يتسع المقال لتناوله وعرضه.. وفي بلادهم اليوم يأوون كل المسجلين خطر سياسيا! من يتآمرون على أوطاننا!  
 

 

هل يعلم محمد رمضان كل ذلك ومع ذلك أعلن الحداد.. أم كان يجهله؟! لذا فهو أمام خياران لا ثالث لهما.. إما أنه جاهل بتاريخ بلاده أو إنه يعلمه ومع ذلك تجاهل آلام وتضحيات شعبه وضرب بها عرض الجدران كلها؟! محمد رمضان ليس مسئولا تنفيذيا ليلتزم ببروتوكولات وأعراف ومجاملات سياسية ودبلوماسية إنما هو أحد أبناء الشعب المصري الذي لو ظل الاحتلال الإنجليزي في بلادنا ما كان كل الذي صار عليه! 
نعم.. ملوك الإنجليز يملكون ولا يحكمون.. إنما ظنوا لسنوات إننا جزء من أملاكهم حتى كان لأبناء وأحرار جيشنا العظيم كلمة أخرى!
لن نتسامح مع من أذلوا شعبنا ولا مع من يتسامح معهم.

الجريدة الرسمية