رئيس التحرير
عصام كامل

"وفي النار يصفو الذهب".. المصريون يد واحدة في حادث حريق كنيسة إمبابة | فيديو وصور

كنيسة إمبابة
كنيسة إمبابة

الذهب الحقيقي لا تزيده النار إلا صفاء وقوة، وهكذا هي المحن تظهر معادن الشعوب جماعات وأفرادا، وأكد المصريون اليوم أن معدنهم ذهب خالص، فمع اشتعال النيران في كنيسة أبي سيفين في امبابة، ضربي عنصري الأمة أروع الامثلة في الفداء والتضحية، وهب المسلمون يدا بيد مع الأقباط ومع اجهزة الدولة لانقاذ المحاصرين وسط ألسنة اللهب داخل الكنيسة

المشهد داخل كنيسة أبي سيفين كان مرعبا.. النيران مستعرة والدخان كثيف.. وصراخ يعلو من كل مكان لا تستطيع تحديد مصدره.. حالة من الفزع والرهبة شهدها محيط كنيسة أبو سيفين بمنطقة إمبابة، صباح اليوم الأحد بعد نشوب حريق هائل أسفر عن مصرع وإصابة أكثر من 50 شخص كان معظمهم من الأطفال.

البداية كانت بتلقي غرفة عمليات نجدة الجيزة، بلاغا من الاهالى باندلاع حريق داخل كنيسة فى منطقة إمبابة وعلى الفور دفعت الحماية المدنية بالجيزة بـ 10  سيارات إطفاء، وتم فرض كردون أمني بمحيط الحريق لمحاصرة النيران ومنع امتدادها وتمت عملية إخماد الحريق.


جهود الحماية المدنية والشرطة

ورصدت كاميرات المراقبة جهود رجال الحماية المدنية في محاولة السيطرة على حريق كنيسة إمبابة، الذين لم يتأخروا او يتوانوا لحظة واحدة عن الدفع بكل جهودهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أشخاص عالقين بالحريق داخل مبني الكنيسة، حتى أسفر الحريق عن إصابة ضابطين و3 أفراد من قوات الحماية المدنية، أثناء عملية إخلاء المصابين والمتوفين ونقلهم للمستشفيات.


بطولة أهالي المنطقة

المعدن الاصيل لا يظهر إلا في الشدة وهكذا هم المصريون الذين أظهروا مواقف بطولية عديدة شهدتها حادثة حريق كنيسة أبوسيفين بمنطقة إمبابة في الجيزة، فمنذ الساعات الأولى من صباح اليوم ومع اندلاع الحريق، كان لأبناء المنطقة موقف بطولي يوثق شهامة المواطن المصري والوحدة الوطنية بين عنصري الأمة والتي عادة ما تكون بارزة بصورة واضحة عند وقوع الأزمات.

تسابق أبناء المنطقة في إنقاذ عمال الكنيسة وكذلك الأطفال المتواجدين بالحضانة التابعة للكنيسة، وتحديدا في الطابق الثاني، فكان جميع من في الشارع  يحاول أن ينقذ العدد الأكبر من المتواجدين وسط الحريق والدخان الكثيف، في تعبير وترجمة واضحة لأسمى معاني الوحدة الوطنية التي دائما ما يُضرب بها الأمثال في العالم كله.

وفي أسمى معاني التضحية والشهامة المعروفة عن المصريين، خرج الكل من بيته في محاولة لتقديم الدعم لأسر الضحايا والعاملين بالكنيسة سواء كان هذا الدعم بالمساهمة في نقل آثار الحريق، أو المساندة المعنوية بالدعوات ومواساة أهالي الضحايا والمصابين.

والجميع هناك يعاون رجال الأمن في نقل مخلفات وآثار الحريق بعيدا، الجميع هناك تبدو على ملامحه ويديه وقدميه آثار المجهود المضاعف الذي بُذل منذ الساعات الأولى من صباح اليوم وحتى اليوم، فالدافع الوطني والإنساني هو ما يحرك هؤلاء فلا يمكنك أن تفرق بين مسلم ومسيحي في تلك البقعة، الكل يدعو الله ويسأله أن يربت ويخفف من وقع هذا المصاب على قلوب ذوي الضحايا والمصابين.

جهود طاقم الرعاية الصحية

وعلى جانب آخر، شهد مستشفى إمبابة العام، اليوم الأحد، استقبال مصابي حادث حريق كنيسة ابو سيفين بمنطقة امبابة، لتقديم العلاج اللازم لهم، مع حرص وفد من الكنيسة الأرثوذكسية على الاطمئنان على المصابين، ورصدت فيتو مشاهد  من داخل غرف مصابي الحادث وتلقيهم العلاج، وحرص الطاقم الطبي على راحتهم.

هذا بخلاف ابداء كافة المؤسسات الدينية والمجتمع المدني استعدادهم  لدعم أسر ضحايا ومصابين حريق الكنيسة والعمل على سرعة إجراءات صرف التعويضات لهم، ومن ضمن تلك المؤسسات مؤسسة حياة كريمة التي أعلنت توفير الدعم اللازم لكافة أسر المصابين والضحايا كما نعت نقابة أطباء مصر من توفاهم الله إثر هذا الحريق وأعلنت أنها تضع جميع إمكانياتها المادية والفنية للمساعدة في تجاوز هذا المصاب الأليم.

كما وصل منذ قليل فريق من جمعية الهلال الأحمر إلى مشرحة مستشفى العجوزة، لتقديم المساعدة والدعم وتوزيع المياه والعصائر على  أهالي ضحايا حادث حريق كنيسة أبو سيفين خلال انتظارهم خروج الجثامين لتشييعها إلى كنيسة العذراء بمنطقة الوراق.

الجريدة الرسمية