رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سبحان مشقلب الأحوال!

فور بدء الحرب الروسية الأوكرانية سارعت واشنطن لإعلان قائمة قاسية من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على روسيا، اتبعتها بقوائم أخرى متتالية من العقوبات المختلفة، شملت غلق الأجواء الأمريكية والأوربية أمام الطائرات الروسية وحظر استخدام السفن الروسية للموانىء الأمريكية والأوربية.. وأعلنت واشنطن  بوضوح لا لبس فيه أنها تستهدف حصار روسيا وعزلها دوليا وجعلها دولة منبوذة لا يتعامل معها أحد أو يتاجر معها أحد أو يشاركها الاستثمار أحد.. 

 

والآن ووزير الخارجية الأمريكى بلينكن يتأهب للقاء وزير الخارجية الروسى لافروف للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب الأوكرانية يمكننا القول بلا تردد أن هدف أمريكا من عزل روسيا وجعلها دولة منبوذة قد تعثر.

 تراجع أمريكي


صحيح أن وزير الخارجية الأمريكي أن بلاده رغم هذا اللقاء مع نظيره الروسى  مستمرة في دعم أوكرانيا عسكريا ولن تعترف بضم أية أراضى أوكرانية لروسيا.. لكن الصحيح أيضا أن أمريكا تراجعت عن قرارها السابق بمقاطعة المسئولين الروس وعدم التعامل معهم بعد الإعلان عن هذا اللقاء الذى قال بلينكن إنه يستهدف حث روسيا على تنفيذ إتفاق صادرات الغداء الأوكرانية واستئناف المفاوضات الروسية الأوكرانية مجددا التى توقفت منذ عدة أسابيع لتباعد المواقف ورفض كييف القبول بالشروط الروسية لوقف القتال.

  
وقبل هذا اللقاء المرتقب بين بلينكن ولافروف قام وزير الأخير بجولة فى منطقة الشرق الأوسط في أعقاب زيارة بايدن للمنطقة.. كما قام بوتين شخصيا بزيارة إلى طهران وعقد اجتماعات مع قادتها وآخر ثلاثى ضم إيران وروسيا مع تركيا.. واتصالات الرئيس الروسى لا تتوقف مع أدمن قادة العالم من بينهم قادة أوربيين أيضا.. 

 

 

كل ذلك يُبين أن روسيا ليست في عزلة رغم عقوبات أمريكا وأوروبا ضدها، بل إنها تُمارس نشاطا في سياستها الخارجية، وأن السعى لفرض حصار عليهـا وجعلها دولة منبوذة قد أخفق، حتى أمريكا ذاتها عادت مضطرة للتعامل دبلوماسيا وسياسيا معها واللقاء مع مسئوليها وهى التى كانت منذ أسابيع تلوم قادة أوروبيين فى مقدمتهم ماكرون على اتصالاته التليفونية مع بوتين.. وسبحان مغير ومشقلب الأحوال!  

Advertisements
الجريدة الرسمية