رئيس التحرير
عصام كامل

إذلال أمريكا !

بدأت مبكرا معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة بعد أن أعلن الرئيس الحالى بايدن أنه ينوى الترشح لها رغم تقدمه في العمر، وفي ذات الوقت قام ترامب بإطلاق الطلقة الأولى لنفس المعركة والتى اتهم فيها بايدن وإدارته بأنه أذل أمريكا عالميا وجعلها تركع  صاغرة للدول الأخرى، وتفقد مكانتها المميزة والقائدة  في العالم.

 
وإذا كانت بداية هذه المعركةَ ساخنة على هذا النحو المثير للانتباه فإن تطوراتها سوف تكون فى الأغلب أكثر سخونة وإثارة، خاصة بعد أن كشف ترامب فى كلمته الأولى له فى تجمع بالعاصمة الأمريكية منذ أن رحل عنها يوم تنصيب بايدن، على نوعية الضربات التى سوف يكيلها لبايدن وأهمها أنه أضاع هيبة أمريكا الدولية وبدد هيبتها العالمية وعرضها للإذلال، وأنه أوقع البلاد في أسر تضخم شرس التهم الدخول الحقيقية للأمريكيين وراكم عليهم ضغوطا شديدة وخفض مستوى معيشتهم.

 

معركة انتخابية مثيرة


وإذا  كان ترامب لم يتحدث منذ أن ترك البيت الابيض صراحة عن نيته إعادة الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة التى سوف تجرى عام ٢٠٢٤، فإنه للمرة الأولى يتحدث عن هذا الأمر بشكل مباشر، حينما تحدث عن محاولات إبعاده عن المشاركة في السباق الرئاسي من قبل خصومه الديمقراطيين الذى بالغ في وصفهم بالاشتراكيين في محاولة لتجميع صفوف أنصاره خاصة من كبار رجال الأعمال في حزبه الجمهورى.

   
وهكذا سوف نشهد معركة انتخابية رئاسية مثيرة في أمريكا مجددا، لن تعوق هذه المرة الاجراءات الاحترازية لفيروس كورونا أحداثها الدرامية.. والأغلب أن نتيجة انتخابات التجديد النصفى في الكونجرس سوف تلقى بظلالها على مسار تلك المعركة الانتخابية الرئاسية.. فإن فوز الجمهوريين فيها سوف يمنحهم زخما كبيرا في معركة الرئاسة، بينما فوز الديمقراطيين فيها سوف يعزز من معنوياتهم وهم يخوضون معركة الرئاسة.

 


على كل حال إن ما يهمنا هنا هو مسار السياسة الخارجية الامريكية بعد هذه الانتخابات الامريكية الرئاسية في ظل الأزمات العالمية الراهنة.. فإن استمرار بايدن سوف يعنى استمرار ذات السياسات الامريكية الحالية والتى تقوم على خوض صراع مع روسيا والصين لاستنزاف القوة العسكرية للأولى وتعطيل التقدم الاقتصادى للثانية.. أما عودة ترامب فإنها تعنى إستعادة السياسة الخارجية الامريكية ذات مسارها السابق في عهده مع بعد التنقيح الذى يناسب التطورات والتغيرات التى شهدها عالمنا بعد إن غادر البيت الأبيض.    

الجريدة الرسمية