رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: عزيزي الجمهور الغلبان.. متحرقش دمك.. القمة مش هتنفعك

الأهلي والزمالك
الأهلي والزمالك

منذ أسبوع تقريبا ووسائل التواصل الاجتماعي لا حديث لها إلا عن القمة المزعومة بين الأهلي والزمالك ونهائي كأس مصر موسم 2021، المحدد له التاسعة مساء اليوم.. موسم (الحذق) الكروي بين الجماهير “وكل واحد مستني للتاني عشان تبدأ الوصلة الحقيقية في الغيظ الكروي”.

الكل مستفيد 

آه ثم آه لو عرف الجمهور حقيقة اللعبة وشروطها وأطرافها، وأنهم الطرف الغلبان في المعادلة الكروية لأن الجميع مستفيد إلا الجمهور الحقيقي… اللاعب أول المستفيدين وهو من تنتعش أرصدته في البنوك ولا يعنيه أنت أو غيرك... أقسم بالله هناك من يتأفف من ملاحقة الجماهير ورأيتها بأم عيني في أكثر من مناسبة عندما يطلب واحد من الجمهور صورة من نجم. 

إدارة النادي مستفيدة من الشعبية ومن الجمهور في أنها تعظم عقود الرعاية وتحصل على أعلى مقابل ولو حاولت يوم "تهوب" ناحية بوابة النادي الذي تقاتل من أجله لما سمح لك أحد بالاقتراب. 

الأجهزة الفنية تحصل على المكافآت المجزية والكبيرة وتطلب هي واللاعبون مقابلا ضخما حتى يظهروا في وسائل الإعلام ويؤكدوا أن خططهم “اللوذعية” وراء تحقيق الانتصار العظيم. 

والإعلام هو الآخر يبحث عن المشاهدات والترندات والإعلانات، ومثل هذه المباريات يحصل على أرباح وهمية، والسبب أنت عزيزي الجمهور الغلبان الذي تقتطع من قوت أولادك للذهاب إلى الملعب أو البقاء ساعات طويلة على الفيس أو أيا من وسائل التواصل الاجتماعي تحارب وتخسر أصدقاءك من أجل ناديك. 

الدليل 

اللاعبون أنفسهم الذين يعيشون دور الجنود وشهداء الفانلة أول ما تظهر لهم فرصة بقروش زيادة يرفعون لافتة (ابحث عن مصلحتك) وينتهي فيلم روح الفانلة والانتماء، ولن أعدد لك نماذج كثيرة وأبرزهم عبدالله السعيد ورمضان صبحي وأحمد فتحي وفرجاني ساسي وطارق حامد وغيرهم كثيرون (وعلى فكرة أنا لست ضد مسعاهم لأن هذا الموقف هو سنة الحياة والبشر). 

كل هؤلاء عزيزي الجمهور الغلبان حققوا الأرباح، فماذا عنك؟! في حالة الخسارة نكد وهم وارتفاع ضغط الدم وتحبس نفسك واللاعب اخذ الدش وذهب للاستمتاع. 

الرياضة لم تخلق لما نراه في السوشيال وإنما خلقت للترفيه، وبالتالي في كل دول العالم المباراة تنتهي بصافرة الحكم ومعها كل شيء يعود إلى طبيعته، وبالتالي علينا استيعاب الدرس… من يفوز نقول له مبروك والخاسر نقول له حظ أوفر، وانتهى المولد. 

ولكن كيف والبرامج إياها والاستديوهات تبدأ من الصباح للحديث عن مباراة بعد 12 ساعة، وتظل بعدها حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي وهو أمر غير موجود إلا في مصر.

نصيحة أخيرة: “متحرقش دمك وأنت شايف اتحاد الكرة راح جاب مدرب سيحصل على 50 مليون جنيه في السنة وأنت بدور هتكمل الشهر إزاي”.

استمتعوا بالرياضة ومش ناقصة حرقة دم!

الجريدة الرسمية