رئيس التحرير
عصام كامل

مدرسة السلفيين.. هكذا تصبح «رجل دين شرعي» في أشهر معدودة

السلفية وانصارها
السلفية وانصارها

تحفل السلفية بالكثير من القناعات المثيرة للجدل، منها أن هناك قناعة كبرى داخل الأوساط السلفية بسهولة صناعة رجل الدين على طراز «الشرع السلفي» في أشهر معدودة، فالقضية بالنسبة لهم استحضار النوايا وقراءة عدة كتب والاستماع المكثف لمشايخ المنهج والسير على هداهم.

 

سرعة تحصيل العلم 

يؤمن السلف أن التدين السلفي يجعل لصاحبه نهم كبير في تحقيق عشرات الكتب خلال فترات زمنية لا تتجاوز عدة أسابيع، ولايخالف هذه القناعة التيارات السلفية من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وهو ما كان يدفع داعش على سبيل المثال لتنظيم دورات علم شرعي لأنصاره لا تتجاوز الثلاثة أشهر فقط ليتخرجوا بعدها قضاة شرعيين يحكموا بين الناس في قضايا شديدة الخطورة. 

 

ويبرر حازم عبد الله الباحث السلفي، القناعات السلفية بقدرتهم على صناعة علماء دين بهذه السرعة في تحصيل العلم، مرجعا ذلك إلى ما أسماه «بركة الوقت» موضحا أنها بعض من كرامات السلفيين، على حد قوله.

 

وأضاف: من أهم الأمثلة على ذلك ما رواه الشيخ ربيع المدخلي لطلابه وأتباعه، أنه زار شيخه الألباني بضعة أيام فقط فصار من بعدها إمام الدنيا بالجرح والتعديل، مردفا: العجيب أن المعترضين على هذه السرعة في تحصيل العلم  والتحقيق هم من الأشاعرة والمتصوفة الذين لديهم قناعات بكرامات النووي وكيف أنه ألف عددا هائلا من الصفحات في زمن قياسي، والسيوطي الذي كتب ألفية الحديث بخمسة أيام فقط.

 

وأرجع الباحث السلفي ما أسماه بالتناقض إلى تعصب الصوفية، الذين يرفضون كل ما هو سلفي، فيؤمنون بطي الزمان وبركة الوقت وبكرامات شيوخهم فقط، بينما ينكرون كرامات السلفيين رغم انها واضحة وضوح الشمس في الليل السحيق، ووضوح الذهب المتناثر على قارعة الطريق، على حد وصفه. 

 

عن السلفية وتاريخها ‏

السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته ‏والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث ‏النبي.‏

 

وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على ‏التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا ‏يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء. ‏

 

وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام ‏بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ‏ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.‏

الجريدة الرسمية