رئيس التحرير
عصام كامل

أمين الهنيدي.. 26 عاما على رحيل صانع البهجة

صورة تذكارية تجمع
صورة تذكارية تجمع بين أمين الهنيدى وعادل إمام

تنبأ له الفنان نجيب الريحانى وهو طالب بكلية الآداب بمستقبل فنى رائع في مجال الكوميديا حيث كان أمين الهنيدى يمثل دور جزار في مسرحية تقدمها كلية الآداب حيث لفت انتباهه أداء الطالب في دور الجزار فطلب أن يراه بعد العرض وقال له كنت جزار على حق. 

ولد الفنان أمين الهنيدى عام 1925 بمدينة المنصورة وعرف بأنه صانع البهجة، حيث بدأ عمله الفني عضوا في فرقة التمثيل بمدرسة شبرا الثانوية، التحق بكلية الآداب وبعد عام واحد تركها الى المعهد العالى للتربية الرياضية، عمل بالسودان مدرسا للتربية الرياضية وهناك التقى بأحمد المصري الشهير فيما بعد بـ"أبو لمعة" والذى كان يعمل مدرسا هناك أيضا وكون الإثنان فرقة مسرحية بالنادى المصري، وعندما عادا إلى مصر ضمهما صديقهما عبد المنعم مدبولي إلى برنامج “ساعة لقلبك ”إيمانا منه بموهبتهما الكوميدية، وكان يقدم شخصية " فهلاو"، وعمل في فرقة مسرحية أيضا باسم ساعة لقلبك وكان أول راتب له 30 قرشا، ورغم ذلك لم يترك عمله بالتدريس عندما عاد إلى مصر حتى أنه رقى مديرا للنشاط الرياضى بوزارة التربية والتعليم..

لوكاندة الفردوس كانت البداية 

انتقل امين الهنيدى الى فرقة مسرح التليفزيون وظهر نبوغه الفني وخفة ظله وانه كوميديان له طابع خاص فقدم دور المدرس في مسرحية لوكاندة الفردوس الى ان جاءت البطولة المطلقة في مسرحية "حلمك ياشيخ علام" للكاتب أنيس منصور ثم قدم مسرحية "جوزين وفرد ".

أمين الهنيدى فى احدى مسرحياته 

وفى فرقة الفنانين المتحدين قام ببطولة مسرحيتى المغفل، شارع البهلوان،، انضم الى فرقة تحية كاريوكا وقدم مسرحية شفيقة ومتولى حيث قدم شخصية الشيخ حسن، ثم اتجه الى تكوين فرقة خاصة تحمل اسمه قدم من خلالها عشرين مسرحية كان اشهرها غراميات عفيفى، عبود عبده عبود، 20 فرخة وديك، سد الحنك، الدنيا مقلوبة، وكانت آخر مسرحياته "عائلة سعيدة جدًا" مع زبيدة ثروت وكتبها وأخرجها السيد بدير.

شنطة حمزة 

اتجه أمين الهنيدى الى السينما حيث عمل كومبارس في عدة أفلام وفي عام 1961 قدم أول أدواره في السينما في فيلم "الأزواج والصيف " تبعه ما يقرب من أربعين فيلما أشهرها: شنطة حمزة، غرام في الكرنك، شهر عسل بدون ازعاج، حماتى ملاك، أشجع رجل في العالم، الحدق يفهم، 

أمين الهنيدى فى أحد أدواره السينمائية 

اشتهر الفنان الكوميدى أمين الهنيدى خلال عمله الفني بالخروج على النص المكتوب في الأداء خاصة في المسرح حتى انه عندما خفت عنه الأضواء ظهر على الساحة يقول “ حرمت أخرج على النص”، ويرجع خروجه على النص في محاولة لإثبات وجوده خاصة في في بداياته.

الفنان أمين الهنيدى 

وقد برر الهنيدى خروجه على النص باطلاق النكات بقوله فى أحد البرامج الاذاعية انه لم يفعل ذلك لاثبات وجوده جماهيريا ولكن لأن النصوص التى كان يقدمها لم تكن مكتملة وكان يضطر الى التعامل مع النص على الهواء امام الجمهور.

وفى مثل هذا اليوم 3 يوليو عام 1986 رحل بعد الانتهاء من تصوير آخر فلامه " القطار " حيث قام بالتصوير وهو في أشد حالات المرض بسرطان المعدة.
وصف محمود السعدنى 

وفى كتابه “المضحكون” وصف الكاتب محمود السعدنى الفنان أمين الهنيدى بالأوحد في فنه، وانه كان صوته منخفضا ضعيفا وهو يقدم أعماله في فرقة ساعة لقلبك، يظهر على استحياء بين نجوم البرنامج الشهير خجول ينقصه بعض الثقة بنفسه.. إلا أنه انفجر مثل القنبله فجأة، عندما منح دور في مسرحية " شفيقة القبطية  " التى كتبها جليل البنداري، فاستطاع أن يبرز ضمن نجوم الصف الأول بدور الشيخ حسن وفي مسرحية "حلمك يا شيخ علام " التي كتبها أنيس منصور في دور الشيخ علام أيضا  إلا أن الهنيدي كان كان لا يهتم إلا بدوره فقط دون الاهتمام بالنص.
 

الجريدة الرسمية