رئيس التحرير
عصام كامل

منتخبنا والفساد الكروى!

لا إقالة المدير الفنى ولا حل إتحاد الكرة ولا إستقالة وزير الشباب والرياضة سوف تصنع لنا منتخبا قويا لكرة القدم ننافس به منتخبات أفريقيا ونحرر به البطولات الغائبة عنا منذ سنوات.. لقد سبق أن أقلنا أكثر من مدير فنى وطنيين وأجانب ولم يتحسن مستوانا في كرة القدم.. وسبق أن قمنا بحل إتحاد الكرة وتعاقب علينا اتحادات منتخبة ولجان معينة ولم  نحوز أى تقدم في تلك اللعبة الشعبية.. وتغير وزير الشباب والرياضة ومازلنا عاجزين عن تحقيق أية انتصارات في الميدان الرياضي كله وليس مجال كرة القدم وحدها..


إن مشكلة كرة القدم، بل الرياضة كلها أكبر من عدم كفاءة مدرب، أو عدم صلاحية إتحاد يدير اللعبة، أو وزير يمنحكم وقته وجهده للرياضة على حساب الشباب.. إنها مشكلة فساد أصاب اللعبة وإنخرط فيه العديد ممن لهم صلة بها، بدءا باللاعبين ووكلاءهم  ومرورا  بالمدربين والادراريين وانتهاء بالإعلاميين ومن  يتقاسمون كعكة الاعلانات.. لقد تكونت شبكة مصالح واسعة حول تلك اللعبة الشعبية.. كل من شارك فيها أو إتيحت له الفرصة للإنضمام إليها لا يهمه شيئا سوى الحفاظ على مكاسبه فقط ولا يعنيه بالتالى تقدم اللعبة أو تحسن أحوال الرياضة.

 تصفية شبكة الفساد


لذلك.. إذا رغبنا حقا وصدقا في إصلاح حال الرياضة بصفة عامة وإصلاح حال كرة القدم بصفة خاصة علينا تصفية شبكة الفساد هذه واقتلاعها من جذورها وعدم الإكتفاء بتغيير مدرب أو تبديل إتحاد أو إختيار وزير جديد للرياضة.. فكل ذلك سبق أن جربناه ولم نحقق شيئا إلا مزيد من التراجع افريقيا ودوليا.. فلماذا نعود له وهو لم يقض على أمراض اللعبة الشعبية الأولى في البلاد؟! 


الإصلاح الشامل والجذري الذى يصفى شبكة الفساد الرياضى هو الحل.. وهو حل صعب وشاق وسوف يحتاج لتضحيات لآنه سوف يواجه مقاومة شديدة من المستفيدين من هذا الفساد الكروى الذى رفع أسعار لاعبين محدودى الموهبة إلى ملايين الجنيهات بعد أن وصفناهم بالأساطير، وصنع من لاعبين فاشلين إما مدربين أو خبراء إعلاميين يتقاضون رواتب تكفى لتوفير العديد من فرص العمل للباحثين بشدة عنها، وأوكل إدارة اللعبة لمن لا خبرة لهم بها وإنما كل خبراتهم تمثلت في إجادة التربيطات.. 

 

 

أما عدا ذلك فهو مجرد إحتواء غضب لجماهير الكرة أو تنفيس لبعض غضبهم لفترة من الوقت او لحين ان تلحق بمنتخبنا هزيمة كروية اخرى.. اى انه مجرد عبث وتهريج وحماية للفساد الكروى.    

الجريدة الرسمية