رئيس التحرير
عصام كامل

الأيدى والألسنة النظيفة!

انشغلت إيطاليا في تسعينات القرن الماضى بحملة سياسية وقضائية وإعلامية عرفت باسم حملة الأيدى النظيفة قادها قاض إيطالي جسور اسمه انطونيو دى بترو أصر فيها على كشف ومحاكمة عدد من السياسيين والشخصيات المهمة فى بلاده لتورطها في عمليات فساد.. وقد ترتب على هذه الحملة التى لقيت ترحيبا من الرأى العام الايطالى تغيرات سياسية إيطالية، واجتذبت اهتماما عالميا، وإرتفعت أصوات خارج ايطاليا في العديد من الدول تطالب بمحاكاة ما قام به القاضى الشجاع انطونيو دى بترو.

 

فان أهم ما كشفت عنه تلك الحملة الإيطالية هو أهمية أن يكون المسئول، أى مسئول، صاحب يد نظيفة قبل أن يكون صاحب كفاءة في تخصصه أو صاحب خبرة في عمله، فإن نظافة اليد تسبق أى صفات أخرى يجب توافرها فيمن يتولون مسئوليات تنفيذية، وأيضًا تشريعية في أي بلد من البلدان..

 

وفى بلدنا هذا ما تقوم به هيئة الرقابة الإدارية تحديدا قبل اختيار أي شخص لتولى مسئولية ما، وهى مهمة ليست بالطبع سهلة، فضلا عن أن ذلك لا ينفى أن الاختبار العملى الحقيقى في نظافة اليد يبدأ مع توليه مسئولياته ومهام عمله، فإن إغراءات المنصب عادة ليست بالقليلة أو الهينة.

 

 

والتسريبات التليفونية الأخيرة التى طفحت علينا الأيام الماضية كشفت ضرورة اهتمامنا بنظافة عضو آخر من أعضاء الجسم هو اللسان مع نظافة اليد معا وقبل الكفاءة والخبرة والمهارة.. ونظافة اللسان واليد يقى من الفساد الفج والصارخ والمثير للاستفزاز!

الجريدة الرسمية