رئيس التحرير
عصام كامل

هل نجحت العقوبات الغربية ضد روسيا؟

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

يواصل الرئيس الأمريكي فلاديمير بوتين مهاجمة أوكرانيا ، فهل فشل الحصار الاقتصادي غير المسبوق الذي فرضه الغرب؟ وإذا أعلن وقف إطلاق النار غدًا، فهل ستتمكن روسيا من التراجع؟

 

في الواقع فإن بوتين رغم إدراكه للعواقب الاقتصادية التي ستلحق ببلاده إذا أقبل على خطوة التدخل العسكري في أوكرانيا، متجاهلا المجتمع الدولي وتهديدات العقوبات التي تنهال عليه منذ  بداية العملية.

 

ويقول الخبراء إنه منذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية عام 2014، أظهر بوتين "فهما شجاعا" لحقيقة أن الغرب "لن يقابل القوة بالقوة، وإنما بالعقوبات"، مما دفع موسكو خلال السنوات الثماني الماضية، للعمل على تقليل تأثير العقوبات.

 

الشعب الروسي 

ويوضحون أن "الشعب الروسي قبل بانخفاض مستويات المعيشة، وخفض استهلاكه من الواردات بأكثر من الربع، فيما دفعت الشركات الروسية المبالغ المستحقة للدائنين في الخارج، مخفضة ديونها الخارجية بمقدار الثلث، وشددت الدولة الروسية إجراءاتها، مما سمح لها بتكوين احتياطيات من الذهب والعملات الأجنبية".

 

على سبيل المثال تمثلت العقوبات في تجريد سان بطرسبورج من استضافة نهائيدوري أبطال أوروبا في كرة القدم لمصلحة باريس.

 

كما ألغيت جائزة روسيا الكبرى للفورمولا واحد. فيما فرضت اللجنة الأولمبية الدولية حظرًا على رفع العلم الروسي وعزف النشيد الوطني. 

 

كما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عدم إقامة أي مسابقة دولية في روسيا، وسوف يتم إقامة المباريات على أرض محايدة وبدون جماهير. 

 

ورغم ذلك يقلل الخبراء من أهمية هذا التأثير، موضحين الحكومة في روسيا ستصور نفسها أمام شعبها وكأنها ضحية مؤامرة عالمية كبرى تقودها الولايات المتحدة والغرب.

 

أسلحة الغرب الاقتصادية

كما أن  روسيا حصنت  نفسها ضد أسلحة الغرب الاقتصادية، إذ يملك البنك المركزي الروسي صندوقا بـ630 مليار دولار "للأيام المضطربة".

 

وحتى إذا منعت العقوبات 100 % من الصادرات الروسية لمدة عام كامل، فستستمر البلاد بالاستيراد بوتيرتها الحالية، وسيتبقى لديها احتياطيات من النقد الأجنبي.

 

وكان رد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأولي على توغلات بوتين، هو منع المستثمرين الأميركيين من شراء السندات الروسية، لكن روسيا ليست بحاجة إلى الاقتراض من الأميركيين، حسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

 

وتساءلت الصحيفة، أنه في غضون ذلك، كيف استعد الغرب لأزمة اليوم؟، لافتة إلى أنه بدلا من تقليل احتياجهم لإمدادات الطاقة الروسية، زاد الأوروبيون اعتمادهم عليها.

 

كما فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات أخرى على روسيا، تستهدف البرلمانيين الروس وأصدقاء بوتين، لكن من المحتمل ألا تؤتي بالتأثيرات التي يرغب الغرب بها على الرئيس الروسي.

وأعاقت العقوبات كذلك معظم البنوك الروسية، لكن الشركات الروسية التي تريد القيام بأعمال تجارية في الغرب، ستجد شركاء ماليين بديلين.

الجريدة الرسمية