رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: إدعاء النبوة والألوهية كل 200 عام

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

حذر الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، من محاولات محاكاة القرآن تكبرًا وإدعاء النبوة والألوهية، التي أكد أنها تحدث كل 200 عام،  لمشيرًا لمحاولة المعري، ومن بعده المحاولة الهزلية من بيرم التونسي في مجموعته الكاملة، نشرت بالهيئة المصرية العامة للكتاب، وأعلن بيرم التونسي التوبة وصدقت توبته من هذه المحاولة الهزلية التي سخر فيها حزب الوفد مستخدمًا ما يشبه جرس القرآن.
وقال جمعة إن العشرين سنة القادمة هي سنين القرآن والدراسات القرآنية، موضحًا أن القرآن كتاب هداية لمن أراد أن يجعله كذلك، قائلًا: "هو يتضام ويغلق أمام من أراد العبث به أو معه"

محاكاة القرآن وإدعاء الألوهية

وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "رأينا تقريبا كل مائتي عام من يقوم فيحاول محاكاة القرآن تكبرًا أو مدعيًا للنبوة أو الألوهية أو سافرًا أو مفسدًا في الأرض أو غير ذلك، فرأينا مسيلمة يحاول أن يحاكي جرس القرآن في كلمات هي أقرب إلى المزحة منها إلى الهداية، وكذلك سجاح وهي امرأة ادعت النبوة وأسقطت من فوقها شيئا من الصلاة"
وقال "وجاءت محاولة أبي العلاء المعري في كتابه الفصول والغايات وإن صدقت الرواية فإنه يكون النزق اللغوي الذي يغري صاحبه بمثل هذه المحاولة، ويروى أن الناس قالت له:لما لا نجد عليه طلاوة كما نجدها في القرآن. قال:اقرأوه أربعمائة سنة في المحاريب تجدوا له طلاوة. (وكأن طلاوة القرآن جاءت من إلف الناس لا من جرسه الذاتي الداخلي) 

ابو العلاء المعري والتونسي

وأضاف "ونسي أبو العلاء، إن صح عنه هذا، أن القرآن كان عليه طلاوة وله حلاوة حينما أُنزل وليس بعد أربعمائة عام حتى قال الوليد بن المغيرة وهو لم يؤمن ولم يسلم:(إن له لطلاوة وإن عليه لحلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما هو يقول هذا بشر). وكتاب (الفصول والغايات) مطبوع مرتين موجود بالأسواق يمكن لأي شخص أن يقرآه وسيعلم حينئذ ما معنى القرآن وما معنى كلام الله وما الفرق بين كلام الله وكلام البشر، وأن هذا القرآن ما كان في مقدور أحد أن يفتريه من دون الله."
وتابع جمعة قائلًا: "وعند ابن المقفع الأديب المشهور مترجم كليلة ودمنة كتاب حاول فيه أيضا ذلك وهو (الدرة البهية) وهو مطبوع أيضا وإن كان أصغر حجمًا بكثير من (الفصول والغايات) وهو إن صح ما قيل في شأنه فإنه دلالة أخرى على ذلك."
وأضاف "وهناك كتاب (البيان) وكتاب (الأقدس) عند البهائيين، وهناك محاولة هزلية من بيرم التونسي نراها في مجموعته الكاملة التي نشرت بالهيئة المصرية العامة للكتاب، وقد أعلن بيرم التونسي التوبة وصدقت توبته من هذه المحاولة الهزلية التي سخر فيها من حزب الوفد ومن سعد زغلول بما يشبه جرس القرآن وكان رحمه الله يقول:( لا أجعل في حل من يروي عني ما قلته) ثم ألف في هذه التوبة أغنية نداني لبيته لحد باب بيته التي غنتها أم كلثوم يتكلم فيها عن رجوعه وتوبته إلى الله بعد إسرافه على نفسه."

الفرقان والقرآن

وعن كتاب الفرقان الحق قال جمعة: "وعلى شبكة المعلومات الدولية نرى أنيس سورس وهو مسيحي من فلسطين غادرها سنة 1976 قد ألف شذرات أسماها (الفرقان الحق) وجعله في 77 سورة واختار أسماء لها تشبه أسماء سور القرآن تبدأ بسورة الفاتحة وحملها العقائد اليهودية والمسيحية وطبع كتابه في دار نشر أومجا 2000 بأمريكا، ويباع كتابه هذا بعشرين دولارًا أمريكيًا. وهو دليل آخر على عظمة القرآن بصورة قاطعة"

وأضاف "فالفرق بين فرقان سورس الذي يعلن أنه من عند نفسه وبين القرآن الكريم كالفرق بين المخلوق والخال. وإذا قرأت هذا المؤلف فمرة تضحك، ومرة تحصل لك كآبة، وعلى كل حال تجده مفككًا ويحزن المرء أن يضيع عمره في هذا الهراء. مقارنة بسيطة بين هذا الكلام وبين القرآن تعلي من مكانة القرآن في نفسك وتعرف أنه من عند الله فعلا، وتتم كلمة الله في حفظه على مر العصور، إن حفظة القرآن وتوفيق الله لهم في علوم القرآن وأسانيدها ليس من عملهم بل من إرادة الله."

واختتم علي جمعة قائلًا: "إن العشرين سنة القادمة هي سنين القرآن والدراسات القرآنية فهو كتاب هداية لمن أراد أن يجعله كذلك، وهو يتضام ويغلق أمام من أراد العبث به أو معه. قال تعالى: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِياًّ لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) [فصلت:44] وقال سبحانه (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا) [الإسراء:82] فهو هدى للمتقين وحجة على المفسدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 

الجريدة الرسمية