رئيس التحرير
عصام كامل

مزايا وعيوب الاستحواذ.. وأبرز العمليات خلال الفترة الماضية

الاستحواذات
الاستحواذات

الاستحواذ هو  السيطرة المالية والإدارية لأحدى الشركات على نشاط وإدارة  شركة أخرى، وذلك عن طريق شراء كل أو جزء  من الأسهم العادية التي لها حق التصويت في الجمعية العامة للشركة المستحوذ عليها سواء تم شراء الأسهم بالاتفاق مع الإدارة الحالية أو بدونها،  على أن تسمح النسبة المستحوذ عليها  للشركة المستحوذة بالهيمنة والسيطرة على مجلس إدارة الشركة المستحوذ عليها.
والاستحواذ   تقوم به غالبا  الشركات الكبيرة والعملاقة ذات رؤوس الأموال الضخمة والتي تستخدم التكنولوجيا المتقدمة في أعمالها، وليست بحاجة إلى الاندماج لأن مراكزها المالية قوية، وصناعتها متطورة وقادرة على الصمود والمنافسة؛ وهذه الشركات  تقوم بعمليات الاستحواذ لتحقيق أهدافها في الدخول إلى أسواق جديدة أو التحكم في منتج بعينة أو السيطرة على الأسواق بالاستحواذ على الشركات الأصغر، وبخاصة التي تعمل في نفس.

طرق إتمام عمليات الاستحواذ

وحدد خبراء الاقتصاد  طريقتان يتم من خلالهما إتمام عمليات الاستحواذ في معظم الأحوال وهما:

-تعرض شركة كبيرة شراء كل أو جزء من الشركة التي تريد أن تستحوذ عليها بالاتفاق بين الطرفين.

-أن تشتري الشركة الكبيرة المستحوذة أغلبية أسهم الشركة التي تريد الاستحواذ  عليها من البورصة – أو كلها –  بدون إرادة الشركة المُستحوذ عليها، وهذا ما يعرف بـ الإستيلاء.

فوائد الاستحواذ

-هناك عدة أسباب تجعل الشركات بمختلف أحجامها وأنشطتها تعتمد على فكرة الاستحواذ، منها أسباب مشروعة ومفيدة للشركة وللمجتمع بشكل عام، وأهمها:

1- تخفيف تكاليف الإنتاج والخدمات
تخفيض تكاليف الإنتاج فعندما تستعين شركة بالافراد او الكفاءات  أو  بالأيدي العاملة الماهرة فى الشركة المستحوذ عليها فإنها ستقلل من تكاليف الإنتاج، كما أنها ستزيد من معدل الإنتاج نفسه، وكل هذا يؤدي إلى زيادة الأرباح.

لذلك تلجأ الكثير من الشركات الكبيرة نسبيًا إلى الاستحواذ على الشركات التي ربما تزيد من إنتاجيتها أو تساعدها في مرحلة من مراحل الإنتاج.

2- الاستثمار وتطوير الشركات
الاستحواذ هو نوع من أنواع الاستثمار، فهناك شركات عملاقة مثلًا تستحوذ على شركات العقارات حتى تستفيد من العائد الكبير في هذا المجال.

كما أن هناك شركات متخصصة كل ما تقوم به هو شراء الشركات الصغيرة والناشئة، وضخ بعض الأموال بها وتكبيرها لعدة سنوات، ثم بيعها بعد أن تزداد قيمتها السوقية.

3- الدخول إلى أسواق مختلفة
تستهدف هذه الخطوة التوسع والانتشار من جانب الشركة المستحوذة من هلال الشركة المستحوذ عليها وبخاصة عندما تكون فى دولة أخرى أو إقليم مثل الشرق الأوسط أو وسط آسيا  أو شمال أفريقيا وغيرها.

4- الاستفادة بتكنولوجيا جديدة
التطور السريع  في عالم التكنولوجيا في كافة القطاعات والمجالات، فهناك شركات ناشئة تقدم حلول ومنتجات جيدة ومبتكرة، ولهذا تسعى الكثير من الشركات الكبيرة السيطرة على هذه الحلول لكي تستغلها لنفسها.

5- تقديم خدمات أفضل 
الشركات الكبيرة لا تفضل  الاعتماد  على خدمات خارجية في أغلب الأحيان، لأن هذه الخدمات قد تعطلهم عن العمل إن حدث لها اي عطل.

6- زيادة قدرة الشركات على المنافسة
كلما أثبتت الشركة مكانتها في السوق وأصبحت تقدم خدمة مكتملة كما زاد إقبال العملاء  عليها.

عيوب عمليات الإستحواذ

ورغم مزايا وأهمية الاستحواذ فان ذلك  لا ينفي وجود مخاطر كبيرة من بينها  وأهمها: 
- احتكار قطاعات اقتصادية وصحية وتعليمية لها تأثير مباشر على دخول الأفراد وصحتهم وثقافتهم. 
- تقييم الأصول بأقل من قيمتها لغياب الشفافية والإفصاح ما  يؤدي إلى الإضرار بحقوق المساهمين.
-  بعض عمليات  الاستحواذ يكون هدفها القضاء على المنافسة عن طريق البيع بأسعار أقل من التكلفة لفترة زمنية محدودة لحين خروج المنافسين، ورفع الأسعار على المستهلكين لتعويض الخسارة وتحقيق مزيد من الأرباح.
- فى بعض الأحيان تقوم بعض الشركات العالمية بشراء الشركات المحلية بهدف الاستحواذ على ممتلكاتها من الأراضي والأصول العقارية الواقعة بأماكن متميزة، ثم تقوم بنقل المصانع الى مناطق أخرى نائية، وتخيير العمال بين نقل سكنهم وعائلاتهم ومدارس أطفالهم إليها وبين تقديم استقالاتهم؛ وبعدها تبيع الأراضي وتحقق مكاسب خيالية، وهو ما يؤدي إلى تفاقم مشكلة البطالة بسبب فقد آلاف العمال لوظائفهم.

-  في بعض  الاحيان  لا يكون الاندماج أو الاستحواذ بهدف التطوير أو اكتساب المهارات الفنية لتحقيق الربح، وإنما بهدف الخروج من أزمة تمويلية أو للهروب من الإفلاس فتكون النتائج سلبية أكثر منها إيجابية.

-ابرز الاستحواذات على الشركات خلال الـ 10 سنوات الماضية: 

تعتبر 2014 سنة الاستحواذ على الشركات المساهمة في مصر، وذلك بعد أن استحوذت ” مجموعة أبراج الإماراتية ” عن طريق إحدى شركاتها وهي شركة ” كريد هيلثكير إل تى دى ” ذات مسئولية محدودة على حوالي 52% من أسهم شركة مستشفى القاهرة التخصصى المقيدة فى البورصة المصرية، بقيمة إجمالية للصفقة تقدر بـ 105 مليون جنيه.

واستحواذ رئيس مستشفى السلام الدولي والمساهم الرئيسي بها على حصة البنك الأهلي وبنك مصر في شركة السادس من أكتوبر لجراحة القلب المالكة لمستشفى دار الفؤاد بقيمة 118 مليون جنيه ليصبح أكبر مساهم بها بنحو 36% بصورة مباشرة ومن خلال شركات تابعة. وتمتلك دار الفؤاد 80% من أسهم الشركة الطبية العربية الدولية التي تقوم بإنشاء مستشفى دار الفؤاد بمدينة نصر حاليًا بتكلفة استثمارية نحو مليار جنيه، وتمتلك أيضًا حصة في شركة دار الفؤاد الطبية بالكويت التى تدير مبنى للخدمات الطبية.

ابرز عمليات  الاستحواذ خلال الاشهر الاخيرة

حصل تحالف المجموعة المالية هيرميس القابضة وصندوق مصر السيادي مؤخرا على موافقة مجلس الوزراء على صفقة استحواذه على 76% من رأسمال بنك الاستثمار العربي، لتقترب مصر خطوة أخرى نحو أول عملية خصخصة ناجحة لبنك في السوق المصرية منذ أكثر من عشر سنوات، وتتم عملية الاستحواذ عن طريق زيادة رأسمال البنك إلى 5 مليارات جنيه.

تحصل المجموعة المالية هيرميس بإتمام الصفقة علي حصة حاكمة قدرها 51% من رأسمال بنك الاستثمار العربي، بينما يحصل صندوق مصر السيادي على حصة تبلغ 25% من خلال صندوقه الفرعي للخدمات المالية والتحول الرقمي، ويحتفظ بنك الاستثمار القومي بحصة قدرها 24% في البنك بعد إتمام عملية الاستحواذ، بعد أن كانت 91.4%.

وكانت المجموعة المالية هيرميس أعلنت في يونيو قبل الماضي أنها حصلت، إلى جانب صندوق مصر السيادي، على موافقة البنك المركزي لإجراء الفحص النافي للجهالة لبنك الاستثمار العربي، بغرض الاستحواذ على 76% من رأسمال البنك. وكان بنك الاستثمار القومي أعلن العام الماضي عن نيته تسويق عدد من شركاته التابعة لمستثمري القطاع الخاص بالتعاون مع الصندوق السيادي.

الجريدة الرسمية