رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عاطف فاروق يكتب: مدير التضامن الاجتماعي يعشق الموظفات الصغيرات و"بوسة" فضحته

عاطف فاروق
عاطف فاروق

ما زالت أحكام القضاء تكشف عن المبادئ والمعتقدات التي تُشكِل أخلاقيات المجتمع، وتُنزِل العقاب بمن يخرج على هذه المبادئ، ونعيش اليوم مع حكم جديد، يطفو معه على السطح مجددًا مفهوم أخلاقيات المهنة، وهو مفهوم عميق لو أحسنت كل جهة قائمة على شئون مهنة من المهن إدارته بإحكام لأصبح المجتمع في شأن آخر.

وأهمية حكم اليوم في أنه يضع النقاط فوق الحروف بشأن التجاوزات الأخلاقية بكافة أشكالها، لا سيما حين تصدر تلك التجاوزات عن أشخاصٍ يُشار إليهم بالبنان، وحين يتخذ هؤلاء الأشخاص من تلك المواقع وسيلة لتصفية الحسابات مع غيرهم، وهنا كان لا بد للقضاء من وقفة تكشف عن أمرين، أولهما: أن المجتمع يلفظ هذا السلوك ويمقته من ناحية، وثانيهما: أن القضاء سيضرب على كل يدٍ تمتد للنيل من الآخرين.

وكان حكم قضائي رصد وقائع فساد أخلاقي ومالي وإداري داخل أروقة وزارة التضامن الاجتماعي، وعوقب على إثرها وكيل وزارة ومسئولين آخرين بعد ثبوت سوء سلوك المتهم الأول واعتياده على استعمال الألفاظ الخارجة فى مواجهة زميلاته الموظفات، وكذلك لمرؤوسيه من، بالإضافة إلى استيلائه على أموال جهة عمله بالمخالفة للقانون.

مدير مديرية التضامن

أكدت المحكمة عبر أسباب حكمها في القضية رقم 98 لسنة 63 قضائية عليا أن المحال الأول أحمد عبيد الشاذلي، مدير مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة المنيا خرج عن مقتضى الواجب الوظيفى، ولم يحافظ على كرامة وظيفته، وظهر بمظهر غير لائق ولم يراعِ آداب اللياقة مع مرؤوسيه، وخالف القواعد والأحكام المقررة ولم يحافظ على أموال جهة عمله.

وقالت إن المتهم تقاضى مبالغ مالية في صورة حافز إدارة الصناعات الحرفية والتعاون الإنتاجي لمحافظة المنيا لمدة عام رغم عدم استحقاقه، وأدرج اسمه وكل من خالد فؤاد علام، مدير إدارة الجمعيات بالمديرية وعرفات فؤاد محمد، الموظف بذات الإدارة بكشف حافز التعاون الإنتاجى رغم عدم استحقاقهم، مما ترتب عليه صرف مبالغ مالية إليهم دون وجه حق.

كما قام المتهم بإهانة (إ ع ع)، مديرة إدارة الأسرة والطفولة بالمديرية وتلفظ قبلها بعبارات غير لائقة وسبها بألفاظ  خارجة، وبسؤالها عبر التحقيقات أفادت بأنه في اليوم المقرر لاختيار الأم المثالية دخلت مكتب المحال لعرض فاكس عليه نادي على مديرة مكتبه بصوت عال وقال لها “مين قالك تدخلي دي طلعيها بره وخرجت”.

هاخد منك بوسة

وفي نفس اليوم ذهبت لتقديم طلب إجازة ثلاثة أشهر منعا للمشاكل وعرضت الطلب عليه، قال لها "اركني الطلب شوية وروقي والنهارده هاخد منك بوسة"، ولما سمعت كده خرجت مسرعة وطلب من منال موظفة الخدمة العامة وقال لها خدي الموزة دي تتصور معانا، وكان كثير الاتصال بي لكن تليفوني بيبقي مقفول. 

وأضافت أنه سبق اتهامه في مخالفات مالية ومسلكية في محافظة الأقصر وما زالت قيد التحقيق

وبسؤال أحمد جمعة صابر، أخصائي بمديرية التضامن أفاد أنه بعد انتهاء يوم الأم المثالية كان موجودا في مكتب المحال ومعهما الحاجة (إ ع ع) وخرج لإجراء مكالمة، وفوجئ بخروج الحاجة مسرعة فنزل وراءها وجدها ماسكة بحذائها بيدها وبتجري، وبعد ذلك صعد إلى مدير المديرية فطلب منه الاتصال بها فوجد تليفونها مغلق فرد عليه المحال قائلا: "واحدة......، زي دي تقفله لبكرة الصبح"، وفي اليوم التالي سألت الحاجة (إ ع ع) قالت له إنه طلب تقبيلها وإنها هربت مسرعة.

وبسؤال منال حنا ناشد، مدير إدارة الخدمة العامة بالمديرية، أفادت أنها يوم الأم المثالية كانت بتعرض على المحال نماذج للتوقيع فقال لها “استني لما الموزة دي تصورنا”، مشيرا الي (إ ع ع)، وأضافت أن المشاع عنه بين الموظفين أنه بيتودد للموظفات وصدرت منه تجاههم تصرفات غير أخلاقية أثناء تواجدهن بمكتبه.

مكتب المتهم

وبسؤال زينب أنور محمد، مديرة مكتب المتهم أفادت أن معاملته من السيدات صغيرات السن معاملة خاصة لما بتدخل عنده موظفة صغيرة السن تأخذ وقت أطول ويتم غلق الباب، وينبه بعدم السماح لأحد بالدخول، وكانت منهن من تخرج متعصبة ومنهن اللي بتطلع عادي، أما كبار السن فيتعامل معهن بإهانة وبصوت عال ويرمي المستندات في وجهها ويطردها خارج المكتب، وأن المحال طلب منها البقاء بعد مواعيد العمل فرفضت.

وأضافت أن "(إ ع ع) دخلت لمدير المديرية تعرض عليه ورقة نادي علي وقالي "طلعي الست دي بره ومين قالك تدخليها عندي" وكانت أكثر من مرة غير اليوم ده تخرج من عنده متعصبة وبتبكي وبعدين قالتلي مش هتدخل المكتب عنده تاني لانه بيتحرش بها بالكلام وبيقولها كلام غير اخلاقي وكان بيبوسها من بعيد وبيقولها انا عاوزك وانا هخليكي في مكان تاني".

وبسؤال محمد بدر الدين محمد، موظف بالمديرية أفاد أنه أثناء وجود (إ ع ع)  بمكتب المحال حاول يتقرب منها وقالها انت مين مزعلك بطريقة غير لائقة، وشتمها بعد ما مشيت وقال عنها "دي......."، وبسؤال مديرة مكتب المحال عن هذه الواقعة أكدت حدوثها وذكرت أنه قال لها "طلعي الست دي بره ومين قالك تدخليها عندي".

"تتصور معانا"

كما ذكرت (إ ع ع) بأقوالها فى التحقيقات أن المحال وجه كلامه إلى منال حنا ناشد، مديرة إدارة الخدمة العامة، قائلا لها عنها "خدي الموزة دي تتصور معانا"، وقد أكدت السيدة المذكورة ذلك فذكرت بأقوالها فى التحقيقات أن المحال قال لها عن ذات السيدة استني لما المٌوزه دي تصورنا مشيرا إلى المذكورة.

وشددت المحكمة على تطابق أقوال الشهود مع أقوال السيدة (إ ع ع) فى شأن طرد المحال لها من مكتبه والإشارة إليها بلفظ "الموزة" وهو من الألفاظ المتعارف على اعتبارها من الألفاظ الخارجة، فقد أضحى من الثابت للمحكمة أن المحال قد تعمد إهانة السيدة المذكورة ونعتها بألفاظ خارجة، وبالإضافة إلى ذلك فإن نعت المحال للسيدة المذكورة بلفظ "......" وبلفظ "........".

جميع الشهود 

وقد تواترت أقوال جميع الشهود على التأكيد على سوء سلوك المحال واعتياده استعمال الألفاظ الخارجة فى مواجهة الموظفات، الأمر الذى يجعل المحكمة تطمئن إلى استعمال المحال للألفاظ سالفة البيان فى وصف (إ ع ع) وبهذه المثابة يكون المحال قد خرج على مقتضى الواجب الوظيفى، وأخل بكرامة الوظيفة العامة وهيبتها، وسلك مسلكا معيبا فى حق زميلته فأهانها أمام زملائها فى العمل وتطاول عليها بألفاظ خارجة يعف عنها اللسان.

الأمر الذى يجعل المحكمة تطمئن إلى استعمال المحال الألفاظ غير اللائقة فى وصف مدير إدارة الأسرة والطفولة بالمديرية، وسلك مسلكا معيبا في حق مدير إدارة الأسرة والطفولة فأهانها أمام زملائها فى العمل وتطاول عليها بألفاظ خارجة يعف عنها اللسان، خاصة وأن المحال يشغل وظيفة قيادية أُحيطت بسياج من التفرد في اختيار شاغليها بدقة وبشروط ومتطلبات خاصة.

وتعامل المحال بإسلوب غير لائق مع مرؤوسيه حال اجتماعه بهم مهددًا إياهم ومتلفظًا قبلهم بألفاظ غير لائقة، وأقوال الشهود الذين حضروا الاجتماع مديرية قد تواترت واتفقت على استعمال المحال لعبارة (انا مش بتاع ستات ولا بتاع فلوس والكل لازم يسمع كلامي واللي مش هيسمع هضربه بالجزمة)، وهو بذلك يكون قد تطاول باللفظ على زملائه من حاضري الاجتماع وهم من قيادات المديرية.

منطوق الحكم

ولم يتخذ المحال الإجراءات القانونية حيال واقعة فقد مبلغ (51322) جنيه من صراف المديرية متسترًا على الواقعة، وتقاضى المحال الثاني خالد فؤاد علام، مدير إدارة الجمعيات بذات المديرية مكأفاة حافز التعاون الإنتاجي المقرر رغم کونه غير مستحق لها، باعتبار أنه لم يكن من العاملين بإدارة الجمعيات خلال الفترة التى صرفت عنها المكافأة، ولم يقم بأي أعمال تبرر له صرف المكافأة، وأهمل المحال الثالث إبراهيم عبد الجابر إبراهيم، مدير الشئون الإدارية في الحفاظ على مبلغ (51322) جنيها عهدته مما ترتب عليه قيام مجهول بسرقة هذا المبلغ.

ولهذه الأسباب قضت المحكمة بمجازاة المحال الأول  أحمد عبيد الشاذلي علي بعقوبة اللوم، ومجازاة المحال الثاني خالد فؤاد علام  بخصم خمسة أيام من أجره، ومجازاة المحال الثالث إبراهيم عبدالجابر إبراهيم – بخصم خمسة عشر يوما من أجره.

Advertisements
الجريدة الرسمية