رئيس التحرير
عصام كامل

حرب أوكرانيا عاطفيا!

مفهوم أن يتم استغلال حرب أوكرانيا سياسيا داخل الولايات المتحدة، وهو الاستغلال الذى يستهدف إظهار ضعف الرئيس الأمريكى بايدن على نجدة الأوكرانيين التى طلبها منه رئيسهم، للاستفادة من ذلك في الصراع السياسى الدائر داخل أمريكا بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري مع اقتراب انتخابات الكونجرس.. ولذلك ليس بالمستغرب أن تنشر صحيفة أمريكية خبرا يقول إن كلا من ولى العهد السعودي وولى العهد الإماراتي رفضا الحديث تليفونيا مع الرئيس الأمريكى بينما تواصلا تليفونيا مع الرئيس الروسي.

 

لكن غير المفهوم أن يتصدى بعض المحللين لدينا لتناول الحرب الأوكرانية بعواطفهم، رغم أن البعض منهم دارس للعلوم السياسية.. فهذا أمر من الجائز أن يمارسه المواطنون العاديون الذين تحكم آراؤهم عواطفهم أو ما يحبون وما يكرهون.. إلا أنه غير جائز ولا مقبول من المتخصصين والمحللين.. فإن المفترض من هؤلاء تناول الأمور بالتحليل المجرد الخالى من العواطف والأهواء حتى يتوصلوا لنتائج سليمة أو أقرب لأن تكون سليمة.

 

إن البعض من هؤلاء في تناولهم للحرب الأوكرانية يتعاملون مع روسيا وكأنها الإتحاد السوفيتي السابق رغم أنها تنتهج سياسات تختلف عن سياسات الاتحاد السوفيتي ليس في الاقتصاد فقط وإنما في السياسة أيضا، داخلية وخارجية.. وعلى العكس تماما فإن من تبهرهم أمريكا يتبنون دون تمحيص ومناقشة رؤيتها في الحرب الأوكرانية حتى بعد أن ثبت أن ثمة تضليلا أمريكيا إعلاميا في هذه الحرب وما تشهده من وقائع وتطورات.

 

 

وإذا كنّا نتفهم أن يحدث هذا من قبل المواطنين العاديين الذين يحكمون على الأمور بعواطفهم فإنه ليس مقبولا من الذين يقدمون أنفسهم للناس باعتبارهم خبراء ومختصين وعالمين ببواطن الأمور، خاصة إذا كان منهم من يشارك في تقديم المشورة السياسية لصناع  القرار وأصحابه.  

الجريدة الرسمية