رئيس التحرير
عصام كامل

الصين.. عين على روسيا وعين على أمريكا!

شاركت مع الدكتور حلمى الحديدى ريس منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية ونورى عبدالرزاق سكرتير عام المنظمة فى مناقشة عبر زوم عن تطورات الحرب الأوكرانية على العالم كان طرفها الآخر ممثلو اللجنة الصينية للتضامن.. ومن خلال هذا النقاش أستطيع أن ألخص الموقف الصينى من هذه الحرب في أن بكين ترغب  في ألا تطول هذه الحرب وأن تنتهى بإتفاق سياسى تفاوضى لا تنكسر فيه روسيا وتظفر فيه ببعض مطالبها التى توفر لها حمايةَ أمنها تجاه تمدد حلف الناتو شرقا.

 

فإن استمرار هذه الحرب قد يعرض الصين لبعض العقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربيةَ لأنها لن تضحى بعلاقاتها مع روسيا التى أبرمت معها اتفاقا قبيل نشوب الحرب للحصول على الغاز الذى تعتمد الصين على الخارج لتوفيره بنسبة كبيرة.. وحتى إذا نجحت في تفادى مثل هذه العقوبات فإن تلك المفروضة على روسيا قطعت خطوط التواصل العالمى في أوربا وهو ما يتعارض مع المشروع الصينى الأهم وهو مشروع الحزام والطريق الذى تراهن الصين عليه لتحقيق انطلاقة اقتصادية صينية كبيرة وتوسع اقتصادى عالمى.. 

 

وبالطبع لا سبيل إلغاء هذه العقوبات الاقتصادية على روسيا إلا إذا توقفت الحرب وتم التوصل إلى إتفاق روسي أوكراني، وبالتالى من مصلحة الصين أن تنتهى هذه الحرب سريعا.

 

 

وخروج روسيا منتصرة بشكل حاسم وكامل سوف يسهم فى ترسيخ دورها كقوة عظمى في عالم جديد ثلاثى الأقطاب مع أمريكا والصين والأولى تأمل في التخلص من روسيا تماما بينما الثانية لا يروق لها أن ينافسها أحد في قيادة العالم عندما تحتل المركز الأول اقتصاديا فيه.. وفي المقابل فإن خروج روسيا منكسرة من هذه الحرب يضر بالصين لأنه سوف يغرى وقتها أمريكا على تكرار معها  ما فعلته مع روسيا خاصة وأنها تعتبر الدولتين أهم أعدائها. 

وهكذا.. الصين الأن عين على روسيا وعين على أمريكا، وهى تتبنى سياسة إنتظر على ضفة النهر وسوف تأتيك مياهه بجثة عدوك.. أى سياسة الرهان على الزمن.

الجريدة الرسمية