رئيس التحرير
عصام كامل

عودة الدراما التاريخية في رمضان 2022.."جزيرة غمام" يؤرخ لأحداث 100 عام

طارق لطفي من أحد
طارق لطفي من أحد بوسترات جزيرة غمام

بدأت معالم الماراثون الدرامى لمسلسلات رمضان 2022، تنكشف شيئًا فشيئا، وذلك بعدما كشف عدد من الجهات المنتجة للأعمال الدرامية عن الأسماء النهائية للمسلسلات المقرر عرضها ضمن الخريطة الدرامية فى رمضان المقبل.

وقد تضمنت القائمة المبدئية لهذه المسلسلات نحو 24 عملًا متنوعا ما بين الدراما والأكشن والكوميدى، إلى جانب حضور مميز لمسلسلات الأجزاء الإضافية من بينها، الجزء الثالث من مسلسل الاختيار، والجزء الثانى من مسلسل هجمة مرتدة، والكبير أوى 6، ويوميات زوجة مفروسة 5، إلا أن الجديد هذا العام هو عودة مسلسلات وأعمال درامية تؤرخ للحقب الزمنية الماضية، والتى غابت عن خريطة الدراما لسنوات طويلة.

جزيرة غمام

ويعكف صناع مسلسل جزيرة غمام، للعمل على قدم وساق لتصوير المشاهد الأولى للحلقات الأولى لضمان لحاقه بالموسم الدرامى فى رمضان، حيث انطلقت أعمال التصوير منذ مطلع الشهر الجارى بمدينة الإنتاج الإعلامي، والمسلسل تدور قصته فى فترة زمنية ماضية، منذ حوالى 100 عام، وهو ما تطلب الإعداد لها جيدًا فى الملابس والأماكن والإكسسوارات والديكورات، وأصر صناع العمل على الاهتمام بكل التفاصيل، حتى طريقة الكلام والمصطلحات المستخدمة فى ذلك الوقت، حتى لا يقعوا فى أخطاء تضيع مجهودهم وتجلب النقد السلبى للعمل بالكامل.
المسلسل يعيد التعاون بين كل من الفنانين طارق لطفى وفتحى عبد الوهاب، مع الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال، بعدما قدموا معا العام الماضى التجربة الناجحة من خلال مسلسل القاهرة كابول، والذى حقق نجاحًا كبيرًا رغم عمق قصته، التى اختلفت عما اعتاد الجمهور مشاهدته على مدار الأعوام المنقضية من قصص خفيفة أو حتى أعمال أكشن جميعها تدور فى حقب زمنية عاصرها المشاهدون.

المشاهدة أولًا

وفى هذا السياق يرى الناقد الفنى طارق الشناوى، أنه لا منطقية من المراهنة على نجاح أو فشل عمل دون مشاهدته كاملًا، فكما يقول المثل الدارج لا تشترى سمك فى ماء، فالعمل الفنى كالبحر كلنا نثق بوجود المسك به ولكن لا يمكن لأحدنا أن يضمن خروج السمك منه، هكذا الحال بالنسبة للأعمال الفنية.

وإن كان الحديث عن مسلسل جزيرة غمام بالتحديد، يختلف بعض الشيء فالتجارب السابقة لكاتب العمل السيناريست عبد الرحيم كمال، فهو كاتب متمكن من أدواته الادبية ويسعى دائمًا للحافظ على الأبعاد الفلسفية للعمل، وتوصيله للمشاهد فى صورة جيدة.
وتابع الشناوى بأن «جزيرة غمام» وفق المعلن عنه يتناول أحداث وقعت قبل 100 عام من الآن مما يستوجب مراجعة فنية وأدبية وتاريخية دقيقة سواء كان هذا العمل سردا وتأريخا لأحداث حقيقية وقعت بالفعل أم مجرد عمل درامى تدور أحداثه فى تلك الحقبة.
وعن أسباب تراجع صناع الأعمال الفنية عن تناول مثل هذه الأعمال التى تدور فى أزمنة منقضية أن التأريخ الدرامى والفنى يحتاج لمجهود مضاعف من البحث البشرى والفكرى، علاوة إلى التكلفة المالية التى يتطلبها العمل لبناء ديكورات ملائمة وإكسسوارات وكذلك موسيقى تصويرية تتماشى مع هذه الفترة الزمنية، فيجب الوقوف عند نوعية الأغاني المنتشرة فى ذلك الوقت وأى المطربين والمطربات كانوا يتمتعون بصيت واسع.
واستبعد الناقد الفنى طارق الشناوى، أن تكون لبوصلة المشاهد أي تأثير على التوجه نحو عمل فنى بعينه، مشيرًا إلى أن العمل الجيد يفرض نفسه، فليس من المنطق أن نتوقف عند ذوق رائق فى فترة ونتوقف عندها بحجة أن المشاهد فى هذه الفترة يحب ويميل لأعمال الأكشن أو الدراما أو الكوميديا أو غيرها، فلا يمكن أن نسترشد بالمشاهد كمقياس لنجاح عمل فنى.

نقلًا عن العدد الورقي…
 

الجريدة الرسمية