رئيس التحرير
عصام كامل

مصر الأولى عربيا في عدد منافذ خدمات الدفع الإلكتروني

مركز المعلومات ودعم
مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

أعلن تقرير صادر عن صندوق النقد العربي تصدر مصر المركز الأول ضمن تسع دول عربية في عدد منافذ خدمات الدفع الالكتروني والمحافظ الإلكترونية. 

وجاء ترتيب مصر الثالث عربيًا في توفر حلول التكنولوجيا المالية، كما ظهر استحواذ مصر على 25% من صفقات منطقة الشرق الأوسط في قطاع التكنولوجيا المالية خلال عام 2019 بعد الإمارات.

وحققت مصر زيادة قدرها 18% في نسبة الصفقات خلال الفترة 2018- 2019، وتقدم ترتيب الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر 43 مركزًا في مؤشر القواعد التنظيمية للمحافظ الإلكترونية للهاتف المحمول الذى تصدره الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول GSMA.

وأصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عددًا جديدًا من سلسلة " رؤى على طريق التنمية" تحت عنوان "التكنولوجيا المالية الفرص والتحديات" والذي يهدف إلى دراسة قطاع التكنولوجيا المالية في مصر وتحليل أدواته والبحث عن تأثيره على الاقتصاد.

ويمتد إلى تحليل التحديات التي تواجه توسع القطاع الخاص في خدمات التكنولوجيا المالية، كما يتطرق إلى تطور التكنولوجيا المالية عالميًا وفى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويقوم بتحليل وضعها في مصر مع توضيح جهود الحكومة لدعم هذا القطاع.

وأشار التقرير إلى أن قطاع التكنولوجيا المالية شهد زيادة مطردة في حجم الاستثمارات العالمية خلال الفترة من ٢٠١٧-٢٠٢٠، بنسبة ٧٧٫٩٪، وبدأ ظهور اتجاه عام بزيادة ثقة المتعاملين في قطاع خدمات التكنولوجيا المالية بحلول عام ٢٠١٧؛ حيث أعرب ٣٠٪ من المستهلكين عن خططهم لزيادة استخدام الخدمات المالية غير التقليدية في المستقبل، كما صرحت ٧٧٪ من المؤسسات المالية عزمها زيادة الابتكار في خدماتها المالية، وأعقب ذلك ارتفاع معدل تبني المستهلكين التكنولوجيا المالية من ٣٣٪ عام ٢٠١٧ إلى ٦٤٪ في عام ٢٠١٩.

وأضاف المركز إلى أن جائحة كورونا وما ارتبط بها من إغلاق جزئي أو كلي في مناطق مختلفة من العالم ساهم بالإسراع من وتيرة التحول الرقمي؛ فقد زادت تفضيلات الأفراد للمعاملات المالية الرقمية والقنوات المصرفية الإلكترونية مقابل التعاملات النقدية، وهو ما انعكس على زيادة حجم الاستثمار العالمي في هذا القطاع إلى نحو ١٠٥٫٣ مليارات دولار في عام ٢٠٢٠، الأمر الذي دفع الحكومات لمزيد من الاهتمام بهذه الأدوات المالية الحديثة، ومن المتوقع سيطرة الأنشطة الاقتصادية الرقمية على ٦٠٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال عام 2022.

وذكر المركز أن الإحصاءات الأخيرة لعام ٢٠١٩ أوضحت أن نحو ٢٥٪ من المشروعات الصغيرة والمتوسطة حول العالم تتعامل بخدمات التكنولوجيا المالية لتوفير وسائل دفع رقمية أكثر مناسبة لعملائها، والتغلب على صعوبات الملاءة المالية التي تشترطها المؤسسات المالية التقليدية، إضافة إلى أن خدمات التكنولوجيا المالية توفر خدمات مصرفية مرنة وآمنة وسريعة ومنخفضة التكاليف مقارنة بالخدمات التقليدية نتيجة للمرونة التي تتمتع بها نماذج الأعمال التي تقدمها في مواجهة الاحتياجات المختلفة، مضيفًا أنه على الرغم من المزايا التي تمنحها خدمات التكنولوجيا المالية لجانبي العرض والطلب، فإنها تحمل عدد من المخاطر ترتبط بطبيعة نماذج الأعمال التي تخلقها، وتعد مخاطر الأمن السيبراني Risks Cyber أحد أهم هذه المخاطر.

وأضاف التقرير أن صناعة التكنولوجيا المالية تُعد هي الصناعة الأكثر رواجًا في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية إذ حصد القطاع نحو ٢٣٧ مليون دولار و١٨١ صفقة في الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠١٩، واستحوذ على ١٦٪ من الصفقات في النصف الأول فقط من عام ٢٠٢٠ بنسبة زيادة ٢٪ عن عام 2019.

وأشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إلى بذل الحكومة المصرية جهدًا وفيرًا لتهيئة بيئة تشريعية وتنظيمية مواتية لاستيعاب خدمات التكنولوجيا المالية، وذلك في إطار استراتيجية "رؤية مصر ٢٠٣٠ " لخلق اقتصاد رقمي تنافسي والتحول إلى اقتصاد غير نقدي، ومن أهم هذه الجهود حركة الشمول المالي التي يقودها البنك المركزي المصري، والتي تتضمن سلسلة من المبادرات والسياسات التي أطلقت خلال العامين الماضيين، منها إطلاق استراتيجية الابتكار والتكنولوجيا المالية في مارس 2019 وإنشاء مركز التكنولوجيا المالية، وتخصيص مليار جنيه في 2019 لتمويل استثمارات الابتكار في التكنولوجيا المالية، وإنشاء المجلس القومي للمدفوعات، وإطلاق منظومة المدفوعات الإلكترونية من أجل تحسين أداء المالية والموازنة العامة للدولة، ونتيجة لذلك حقق القطاع نجاحًا ملحوظًا خلال العامين السابقين.

وفى الإطار نفسه، أشار التقرير إلى أن عدد شركات التكنولوجيا المالية العاملة في مصر قد قفز خلال الأعوام الماضية، فوفقًا لإحصاء في يوليو ٢٠٢٠، تقوم نحو ٨٤ شركة بتقديم خدماتها في قطاع التكنولوجيا المالية المصري، وتتوزع نسب الخدمات المقدمة على عدة قطاعات حيث يستحوذ قطاع المدفوعات على نسبة ٤٧٪ من الشركات التي يتركز عملاؤها في شرائح الدخل المنخفض.

وتبلغ نسبة خدمات التكنولوجيا المالية في قطاع الإقراض٢٠٪ حيث تظهر منتجات للتمويل الاستهلاكي، وتشكل كل من خدمات قطاع تكنولوجيا التأمين، وقطاع الإدارة المالية، وقطاع تكنولوجيا التنظيم نسبًا متساوية ٤٪ لكل منها.

كما أكد التقرير أن مصر تهدف إلى الوصول بنسبة مساهمة أنشطة الذكاء الصناعي إلى ٧٫٧٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام ٢٠٣٠، حيث يتطلب ذلك إحراز تقدم كبير في مجال التحول الرقمي وجمع البيانات التي تعتمد عليها تطبيقات الذكاء الصناعي، وترتبط بذلك كثافة في استخدام خدمات التكنولوجيا المالية أيضًا.

ويقترح التقرير خمسة محاور لتطوير بيئة عمل قطاع التكنولوجيا المالية في مصر مشيرًا إلى أن هذه المحاور تتمثل في محور السياسات المتعلقة بالإجراءات والبيئة التنظيمية عبر تخفيف القيود على الاستثمارات الأجنبية الممولة لخدمات التكنولوجيا المالية وتوفير المزيد من رؤوس الأموال، ومحور السياسات المتعلقة بحماية المستهلك وأمن وسلامة المعلومات بحيث يتم من خلاله وضع إطار للأمن المعلوماتي يهدف إلى رصد الهجمات الإلكترونية، وتوفير خطط الوقاية والتعافي منها، ومحور السياسات المتعلقة بالدعم الفني والتمويلي من خلال دعم الشراكات بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية لتوسيع قاعدة المتعاملين والاستفادة من حجم البيانات الكبيرة وتطوير الخدمات المقدمة، ومحور السياسات المتعلقة بتشكيل بيئة الإبداع وتوليد الأفكار من خلال بناء روابط وتشابكات بين كل الجهات التي قد تلعب دورًا في عمليات الإبداع والابتكار، ومحور السياسات المتعلقة ببيئة العمل والنفاذ إلى الأسواق عبر تطوير بنية تحتية أساسية رقمية ومالية تُمكن من عملية جمع البيانات ومعالجتها ونقلها بكفاءة.

الجريدة الرسمية