رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر يقتحم أزمة "أصحاب ولا أعز".. "شاهين" تطالب ببلاغ للنائب العام.. وعبد المنعم فؤاد: مؤامرة على قيمنا وأخلاقنا

فيلم أصحاب ولا أعز
فيلم أصحاب ولا أعز

حالة من الجدل شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية كان بطلها فيلم "أصحاب ولا أعز" بسبب المحتوى الذي يقدمه الفيلم والمشاهد الصادمة للفنانة منى زكي التى فاجأت جمهورها بالدور الذي لعبته خلال العمل.

فيلم أصحاب ولا أعز

الفيلم يدور حول 7 من الأصدقاء، يلتقون على العشاء في ليلة خسوف القمر، لتطرأ إلى ذهنهم فكرة مجنونة، بعدما قرَّروا اللعب من خلال البوح بكل ما يرد إلى هواتفهم خلال تواجدهم معا، وهو ما يتسبَّب في أزمات كبرى، والكشف عن أسرار لم تكن معلومة من قبل.

تعليق الأزهر على فيلم أصحاب ولا أعز

وبدوره لم يكن الأزهر الشريف بعيدًا عن الساحة، من خلال تعليق بعض علمائه على محتوى الفيلم، والتحذير من الرسائل التى يسعى لتقديمها والتأكيد على ضرورة رفض المحتوى الخاص به.

ومن جانبها علقت الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، على الضجة المثارة نحو فيلم أصحاب ولا أعز والهجوم عليه.

وقالت شاهين في منشور عبر صفحتها الرسمية  على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: "بمناسبة الفيلم الذي أحدث هذه الضجة، بدلا من أن تكتب اسم الفيلم هنا أو في أي مكان يساهم في نشره وإشاعة الفاحشة، اكتبه في بلاغ للنائب العام يساهم في منعه ومنع شبكة الفساد، وخلونا نقول للعالم المصريين أهمه".

وأكد “شاهين”:" عبارة  الفن مرآة المجتمع تكون صحيحة إلى حد ما عندما تكون المرآة سليمة ونقية وجيدة الصنع، فتعكس صورة صحيحة للمجتمع، ولكن عندما تكون المرآة مشروخة وملوثة ورديئة الصنع فستعكس صورة مشوهة للمجتمع، تنضح بما في المرآة من عيوب"

كما نشرت “شاهين” لمتابعيها  فيديو يوضح كيفية تقديم بلاغ للنائب العام إلكترونيا، لتسهيل عملية تقديم البلاغ ضد صناع الفيلم.

الأزهر يحذر من فيلم أصحاب ولا أعز 

ومن جانبه علق الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الأروقة الأزهرية، وعميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين السابق في جامعة الأزهر، على واقعة الفيلم، مؤكدًا أنه بعيد عن القيم المصرية.

وكتب" فؤاد" عبر صفحتة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك":" أبلغني البعض بمقاطع يقال إنها نوع من الفن والإبداع تحملها بعض الأفلام التي تعرض الآن ؛.فوجدت أنها  مقززة وتصيب بنوع من الغثيان الفكري بل هي مؤامرة دنيئة على قيمنا وأخلاقنا وتقاليد بلادنا، مؤامرة على شبابنا وبناتنا وأسرنا !".

وتساءل:" ولا أدري من هذا العبقري الفذ  الذي تفتق ذهنه عن مثل هذا العمل اللامسؤول ومن خلفه ؟ ولماذا يصدره الآن عبر الأثير والفضاء وعبر شاشات العرض، ويتحدث فيه عن  أمور منافية للطبيعة البشرية والفطرة الإنسانية مثل: ( المثلية، والشذوذ) ونحوهما، وكأن هذا من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة   وعليها تعارف المجتمع وارتضاها !!".

وأضاف "فؤاد":" لماذا صار التعري والشذوذ لدى البعض،  ونشر الرذيلة هو نوع من التقدم والرقي والتنوير الفكري ؟،  لماذا يصرون على ذلك ويوقفون أمولا لنشره وإخراجه وانتاجه ويقوم عليه منتجون من خارج بلادنا".

وتابع:" ونحن في وطننا الآمن نحاول سويا أن  نلملم شمل الفكر والقيم التي فرقها وشتتها المتنطعون والمتطرفون، واغرقوا عقول  شبابنا في مستنقع الغلو والإرهاب ؟؟!!".

وأكد "فؤاد":"وإذا كان الفن بوجه عام كما هو معلوم رسالة هادفة تفيد المجتمع وتوجه إلى الاستقامة وتنبه إلى خطورة ما يهز الأمن الفكري والمجتمعي  وتدعو لإصلاحه - ولذلك نحترمه  - فما الرسالة التي تحملها هذه المقاطع المبتزلة الآن؟، وما الذي تهدف إليه سوى طمس معالم هويتنا الأخلاقية  لتمحى حضارة الأمة والوطن ؟".

وأكمل:" والله تعالى دائما ينصحنا وينبهنا ويحذرنا من هذا ويقول: ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة …)
و أرى أن هذا الأمر لن يكون الأخير إذ الزحف على قيم بلادنا من الخارج يتوالى - على ما يبدو".

وأختتم "فؤاد":" إذا لم يقف  المخلصون لهذا الغزو الفني اللامسؤول  أقلامهم، وأفكارهم ونصائحهم بالتي هي أحسن لضاعت الأمة وما بقيت لنا حضارة نفخر بها".
 

وكانت قضية الشذوذ الجنسي أحد أبرز القضايا التى فتحت باب الانتقادات الموجهة لصناع الفيلم بسبب الطريقة التى تم من خىلالها معالجة القضية داخل أحداث الفيلم.

موقف الأزهر من الشذوذ الجنسي 

ومن جانبه أكد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية في وقت سابق  إنه في ظل حملاتٍ مُمنهجَة لقُوى ومُنظمات عالميَّة بما تَمْلكه من وسائل إعلام، وبرامج ترويحيَّة وغنائيَّة، ومنصَّات إلكترونيَّة، وتوظيف لشخصيَّات شَهيرة، وغير ذلك من الأساليب؛ بهدف الترويج لفاحشة الشُّذوذ الجنسي، وتقنين انتشارها بين الراغبين في ممارسة هذا الانحراف في مختلف المجتمعات حول العالم، بما فيها المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة.

وأكد المركز رفضه القاطع لكل محاولات ترويج الشذوذ الجنسي وما يسمى بـ«زواج المثليين»؛ سيَّما في العالم الإسلامي، كما يُعلن رفضه القاطع تسمية هذا الشذوذ زواجًا، فالزواج في الأديان، بل وفي عوالم الكائنات الحَيَّة؛ لا يكون إلا بين ذكر وأنثى، وفق ضوابط مُحدَّدة.

كما أكد أن الشذوذ الجنسي فاحشةٌ مُنكرةٌ، مخالِفةٌ للفطرة الإنسانية، وهادِمة للقيم الأخلاقية، وسلوكٌ عدواني، يعتدي به فاعلُه على حقِّ الإنسانيَّة في حفظ جِنسِها البشري، وميولها الطبيعية بين نوعيها، وعلى حقِّ النشء في التربية السَّوية بين آباء وأمهات.

وتابع: "إنه سقوط في وحل الشهوات الهابطة التي حرَّمتها وحذَّرت من ممارستها الشرائعُ الإلهية، والأعرافُ المستقيمة، والفطرةُ الإنسانية السَّوية؛ لما يؤدي إليه هذا السلوك الهمجي اللاإنساني من سَحْقٍ لكلِّ معاني الفضيلة والكرامة، واستجابة لغرائزَ وشهوات دون قيدٍ، أو ضابط، أو وازعٍ من ضمير".

عقوبة الشذوذ الجنسي 

ويلفت الأزهر أنظار الشباب المسلم إلى أنَّ الشذوذ الجنسي، أو ما سموه بـ«الزواج المثلي» حرام، وهو من كبائر الذنوب، وأن اللهَ تعالى قد أرسل من رُسله نبيًّا كريمًا، هو سيدنا لوط عليه السلام؛ ليخرِج قومَه من براثن هذه الفاحشة المُنكَرة، وأنها كانت سببًا في تدمير بلدة كاملة، وهلاك أهلها؛ فقال الله سبحانه: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}.

وأوضح الأزهر للفتوى الإلكترونية، أن المتأمل في الآيات الكريمة يقف على أوصاف القرآن لهذه الفاحشة بما يَنفي عنها صِلتها بالتَّمدُّن أو التَّحرُّرِ أو التَّنوير -على عكس ما يُروَّج له-؛ بل إن امرأة لوط عليه السلام عُدّت من أهل المعصية رغم أنها لم تفعل أفعالهم، وأصابها من العذاب ما أصابهم، حينما تقبَّلت مُنكرَهم، واعتبرته حريةً شخصية.

واستشهد الأزهر للفتوى بقول سيدُنا رسول الله ﷺ في هذه الفاحشة: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ»، مشيرا  إلى أن محاولات فرض ثقافة الشذوذ الجنسي على العالم الإسلامي بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التَّلاعب بالألفاظ، والتَّنكُّرِ للدِّين والفِطْرة والقيم الإنسانية، والعودةِ إلى عهود التَّسلط الفكري في أزمنة الاستعمارِ وفرضِ الوصاية على الشُّعوب والأمم؛ مُشدّدًا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسُّك المُجتمعات الإسلامية والعربية بهُوِيَّتها، وقِيَمِها، وتعاليم دينها الحنيف.

وتابع:«على شبابنا في الدول الإسلامية أن يعلموا أن الأديان والرسالات الإلهية تشكّل حائط صدٍّ لوقايتهم من هذه الأوبئة التي تهبّ عليهم بين الحين والحين ممن لا يُقيمون أي وزنٍ لهَدْي السماء، ودعواتِ المُرسلين والأنبياء، وحِكمةِ العقلِ، ونداءاتِ الضَّميرِ».

 

الجريدة الرسمية