رئيس التحرير
عصام كامل

حبيتها وهي حبتني.. حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عاما | فيديو وصور

عم أحمد الجون
عم أحمد الجون

بخفة يد ورشاقة في رفع ساقه فوق المكواة الحديدية والسير بها فوق الجلباب أو القميص، يقف عم "أحمد الجون" الستيني عاشق “مكواة الرجل” ومعشوقته، وسط محله الصغير الواقع في قلب منطقة المماليك المجاورة بالمنطقة الشعبية "منشأة ناصر" في مصر القديمة، يمارس عمله الذي لم يتوقف عنه منذ حوالي ستين عاما، عندما تنظر إليه للوهلة الأولى لا تتخيل للحظة أن ثلاث سنوات فقط يفصلونه عن عامه السبعين، "مكوة الرجل دي بالنسبة لي رياضة لو بطلتها يوم أتعب"!


أحمد الجون رحالة من ورشة لأخرى لأجل مكواة الرجل

بالرغم من الانتشار الكبير لمكواة البخار والمحال المخصصة لكي وتنظيف الملابس بالبخار وأحدث التقنيات المتواجدة في وقتنا الحالي، إلا أن الزمن مازال متوقفا في هذا المربع الصغير الذي تتصدر واجهته النوافذ ذات الأسلاك البنية، ربما عند نهاية الخمسينات، فبنظرة واحدة عليه يمكنك أن تعود إلى تلك الحقبة فتنظر من هذه النافذة لتجد عم أحمد الجون يقف ممسكا بالجلباب الأبيض هذا أو القميص ذاك يضع فوقه المكواة الحديدية ذات الـ 18 كيلو جراما يسير فوق القطعة ذهابا وإيابا حتى يتركها مستوية بلا أية رتوش أو عيوب:"الشغل ده بقى المكوة البخار عمرها ما تقدر تعمله، ولذلك أنا لسه لحد النهاردة متمسك بشغل مكوة الرجل رغم إنها مبقتش موجودة".

حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (1)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (1)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (2)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (2)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (3)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (3)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (4)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (4)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (5)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (5)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (6)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (6)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (7)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (7)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (8)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (8)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (9)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (9)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (10)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (10)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (11)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (11)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (12)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (12)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (13)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (13)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (14)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (14)

لم يعبأ عم أحمد بالتغيرات الكثيرة التي طرأت على هذه المهنة على مدار السنوات الماضية، لا يريد أن يتغير شيئا في المحل فالمشهد كما هو منذ عدة سنوات ومنذ أن أتى عم أحمد من المحل الذي كان يعمل به في منطقة الفحامين، ويأتي إلى حى المماليك بمصر القديمة وتحديدا في مواجهة مسجد قايتباي العتيق، فبزيارتنا له وجولتنا في المكان نجد أننا مازالنا نقف في العام الذي أتى به عم أحمد إلى هذا المكان، قصة عشقه وحبه لـ"مكواة الرجل" أكبر من أي تطور حديث يمكنه أن يطرأ على المهنة، فضلا عن أنه يرى أن زبائنه الذين يأتونه من مدينة نصر ومصر الجديدة ومنشأة ناصر وغيرها يأتون خصيصا إليه لبراعته في ترويض “مكوة الرجل” الذي وصف علاقته بها بعلاقة الرجل بالمرأة التي يحبها:"أنا بحبها وهي بتحبني مش هنسيب بعض إلا لما أموت زي كدة الرجل والست بتاعته"، يتحدث عم أحمد ضاحكا عن سبب تمسكه بمكوة الرجل لأكثر من ستين عاما.

حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (15)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (15)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (16)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (16)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (17)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (17)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (18)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (18)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (19)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (19)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (20)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (20)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (21)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (21)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (22)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (22)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (23)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (23)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (24)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (24)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (25)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (25)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (26)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (26)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (27)
حكايات عم أحمد مع “مكواة الرجل” في 60 عامًا (27)

مش هتخلى عن “مكوة الرجل” 

ساعات عمل عم أحمد في المحل قليلة للغاية ولا أحد يعمل معه ففي البداية كان يأتي بصبي واثنين للعمل معه، ولكن بعد انتشار "المكوجية" في مصر لم يعد في حاجة إليهم وبعضهم ذهب للعمل في المحال الحديثة أو في "مكوة البخار" ليبقى هو وحده في هذا المكان يستخدم الأدوات ذاتها التي استخدمها حينما أمسك المكواة الحديدية لأول مرة قبل ستين عاما حينما كان عمره ثمانية أعوام وعمل في محل خاص بعمه الأكبر، "كان عندي صبيان بس دلوقتي خلاص مفيش شباب بيتعلم المهنة دي ورغم كدة أنا لسه متمسك بيها ومش هتخلى عنها أنا لما بقفل يوم الاتنين إجازتي بتعب من قعدة البيت، أنا بعتبرها رياضة أنا داخل في سبعين سنة ولسه بصحتي بسبب مكوة الرجل".

يتحرك كالفراشة بين أروقة المحل الصغير يضع المكواة على النار، ويحضر الأخرى حتى تسخن التي وضعها، بجواره تسجيل قديم وبعض الصور التي التقطها له مصور فرنسي في بداية التسعينات فطبعها وأهداه إياها ليحتفظ بها حتى الآن، يتعامل بود مع مكواته تحسبها صديقته التي لم تخنه يوما، "أول مرة كويت بيها وأنا صغير كويت منديل ومسكته غلط الأسطى ضربني بالخشبة اللي بنسند عليها رجلنا وإحنا بنكوي من يومها مغلطتش أبدا ولا مرة وأنا بكوي هي فهمتني وأنا فهمتها خلاص" يتحدث عم أحمد الجون الذي يعود اسم شهرته "الجون" هذا بسبب حبه وعشقه لكرة القدم منذ أن كان في سن صغيرة فكان هو حارس مرمى فريق شارعه!، فضلا عن أنه تدرب لفترة في نادي الترسانة ولعب مع كبار لاعبي الفريق وفريق الزمالك أيضا ومنذ ذلك الوقت ولُقب باسم أحمد الجون. 
 

الجريدة الرسمية