رئيس التحرير
عصام كامل

خداع وصدمة!

في مقاله اليوم بجريدة المصرى اليوم أورد العزيز الدكتور عبدالمنعم سعيد بعض أسباب انتفاضة يناير عام ١٩٧٧ التى سميت في خارج مصر بانتفاضة الخبز وداخلها بالانتفاضة الشعبية وأكد القضاء ذلك فى حكم تاريخى له، وانفرد الرئيس السادات وحده بتسميتها بانتفاضة الحرامية نظرا لحوادث السرقة التى شابتها مثلما حدث في انتفاضة يناير ٢٠١١.. غير أنني أرى أن السبب في اندلاع انتفاضة ٧٧ كان مزدوجا يجمع ما بين الخداع والصدمة معا. 

 

فقد ظلت الصحافة على مدار أسابيع تبشر الناس بزيادة المرتبات التى تقررت مع الميزانية دون أن تشير ولو ضمنا إلى أن تلك الميزانية تتضمن أيضا تخفيضا للدعم إلى النصف، وهو ما ترتب عليه زيادة أسعار قائمة كبيرة من السلع الأساسية لإنها سلع غذائية على رأسها رغيف الخبز الذى يعتمد عليه غالبية المصريين في طعامهم، ولذلك يرتفع متوسط إستهلاكنا من الخبز مقارنة بشعوب أخرى.. هنا أحس عموم المصريين أنهم خدعوا من قبل الحكومة، بل والرئيس شخصيا.. وجاءت قرارات رفع الأسعار صادمة لهم لم يمهدهم أحد بها من قبل. 

 

وهذا يُبين أن خداع عموم الناس خطأ كبير وخطر جدا لأنهم لن يغفروا لمن خدعهم، ويبين أيضا أن القرارات الاقتصادية خاصة إذا كانت ترتب أعباء على الناس، تحتاج دوما لتهيئة الرأى العام لها حتي يتقبلها.. ولذلك لم يتقبل المصريون تخفيض الدعم وزيادة الأسعار في يناير ٧٧ وخرجوا في الشوارع يحتجون ويطالبون بإلغاء هذه القرارات، ولم تتوقف الإحتجاجات إلا بعد أن أعلن أن الرئيس السادات ألغى هذه القرارات بالفعل.. 

 

 

وهذا ما يقوله صراحة حيثيات الحكم القضائى الصادر في قضية التحريض على هذه الإحتجاجات في الحيثيات المهمة التى كتبها المستشار الشجاع  منير حكيم صليب وأعلنها في وجود الرئيس السادات ورغم هجومه الذى لم يتوقف طوال المحاكمة على المتهمين فيها. 

إذن  خداع الناس ومباغتتهم بقرارات تفرض عليهم أعباء إضافية  هو اُسلوب سياسى فاشل وغير مجدى ولا يحقق الإستقرار السياسي ولا الإجتماعي.   

الجريدة الرسمية