رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان يعيشون بالفضائح!

عندما انفجر الخلاف فى أربعينيات القرن الماضى بين الشريكين حسن البنّا وأحمد السكرى اتجه الأخير بعد إقالته من جماعة الإخوان إلى كتابة سلسلة من المقالات فى جريدة «صوت الأمة» الناطقة باسم «الوفد» كشف فيها العديد من الفضائح للإخوان وإمامهم، منها سرقة أموال التبرعات التى جمعتها الجماعة لدعم الفلسطينيين، والحصول على أموال من البريطانيين.

 

ومع ذلك لم تتوارَ الجماعة خجلا، واستمرت بعد نشر هذه الفضائح فى النشاط، والعمل وكأن شيئا لم يكن، بل إنها اتجهت إلى ممارسة العنف بقوة.. وتكرر ذلك فيما بعد.. انفجرت الخلافات داخل الجماعة، وتمخضت عن انقسامات بها، غير أنها لم تقض على تلك الجماعة أو تقوضها من الداخل، واستمرت على مدى أكثر من تسعة عقود تمثل تهديدًا مستمرًا لها، رغم حلها أكثر من مرة!

 

ولذلك لا يمكن أن نقفز للاستنتاج المتسرع بأن الخلافات التي انفجرت بين قيادات الجماعة قوضت كيانها، حتى وإن كان قد صاحبها الكثير من الفضائح لها ولهؤلاء القادة.. نعم إن أجهزة الأمن لدينا نجحت فى تقويض البنية التنظيمية لهذه الجماعة داخل مصر، وقصت على جناحها العسكرى وألقت القبض على الأغلب الأعم من قادتها بينما فر الباقى للخارج، إلا أن هذه الجماعة ومعها تنظيمها الدولى ما زالت تملك الكثير والغزير من الأموال..

 

 

وهذا ما يثور الخلاف حوله الآن بين إبراهيم منير ومحمود حسين فى الخارج.. كلاهما يتنازع الآن حول السيطرة على هذه الأموال.. والأموال هى التى مكنت جماعة الإخوان من البقاء على قيد الحياة أكثر من تسعة عقود، رغم ما تعرضت له من حل وتصفية ومطاردات أمنية وملاحقات سياسية طوال هذا الزمن.

وفوق ذلك فإن التطرّف الدينى الذى ساعد الجماعة على تجديد شبابها خلال هذا الزمن الطويل بتجنيد المزيد من الشباب لم نتخلص منه بعد، وهى وغيرها من التنظيمات الإرهابية تستطيع استثماره إذا حانت لها الفرصة المواتية.

الجريدة الرسمية