ذعر كورونا!
استنكرت جنوب أفريقيا الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول تجاه وقف الطيران معها بعد الإعلان عن متحور جديد لفيروس كورونا المستجد أطلق عليه إسم أوميكرون.. فقد رأى وزير الصحة الجنوب إفريقي أن إجراءات عزل بلاده بعد اكتشاف هذا المتطور الجديد غير مبررة وليست مجدية فى وقف انتشاره عالميا..
مذكرا بأن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات مماثلة مع الصين فور الإعلان عن اكتشاف فيروس كورونا قبل عامين ومع ذلك فإنها صارت أكبر بلد في العالم في عدد الإصابات والوفيات من هذا الفيروس ضئيل الحجم سريع الإنتشار، وحذر وزير الصحة الجنوب إفريقى من أن يدفع ذلك الدول إلى عدم الإعلان عن المتحورات الجديدة مستقبلا لهذا الفيروس!
المتحور الجديد
خلاصة كلام الرجل إنه ليس ثمة مبرر لحالة الذعر التي انتابت أوروبا وأمريكا بعد إعلان بلاده عن اكتشاف المتحورات الجديد للفيروس، خاصة وأنه لم يعرف بعد هل هذا المتحور الجديد للفيروس أخطر مما سبقه، وهل سيقاوم اللقاحات الحالية أم ستكون هذه اللقاحات قادرة على مواجهته وقادرة على الحد من خطورته؟.. فإن منظمة الصحة العالمية أعلنت إنها تحتاج لأسبوعين قبل أن تقرر مدى خطورة هذا المتحور الجديد وقدرة اللقاحات الجديدة على مواجهته.
وهناك ما يشارك وزير الصحة الجنوب إفريقي في استنكاره لهذا الذعر الذي انتاب أمريكا وأوروبا من المتحور الجديد لفيروس كورونا، وهؤلاء هم الذين يرون أنه ذعر مفتعل من المستفيدون والمتربحين من هذه الجائحة، وفي مقدمتهم أصحاب شركات الأدوية التي تنتج اللقاحات والتى حققت مكاسب مالية ضخمة مؤخرا، خاصة بعد أن اتجهت دول عديدة إلى تكرار تلقيح سكانها لاستمرار وجود الفيروس.
غير أن ذلك الذعر من المتحور الجديد قد يكون هناك بالفعل ما يبرره، لأن أمريكا وأوروبا كانت قد قطعت شوطا طويلا في تلقيح نسبة كبيرة من سكانها، وكانت تتأهب لأن تُمارس أنشطتها الاقتصادية والحياتية بشكل اعتيادي وبدون مزيد من الإغلاقات والإجراءات الاستثنائية، وقد فاجأها المتحور الجديد للفيروس، ولذلك هى تخشى أن تتعطل عملية فتح اقتصادياتها مجددا حتى لا يتأخر انفراج الأزمة الإقتصادية العالمية.. وهكذا حتى وإن كان هناك ثمة مبالغة في الذعر من المتحور الجديد، ولكن لا يمكن تجاهل أن الأوضاع الاقتصادية العالمية هي التي أفرخت هذا الذعر أساسا.
