رئيس التحرير
عصام كامل

من يقف خلف محاولات إسقاط الأنظمة العربية بالفوضى والأزمات؟ ‏

احتجاجات التيارات
احتجاجات التيارات الدينية

تهتم كل مراكز البحوث بدارسة ظاهرة المحاولات الدائمة لإبقاء الثورات العربية ملتهبة وتأجيج الفوضى عبر تأليب الشعوب على حكامها، خاصة لو لا يوجد هناك داع لذلك، ويبدو أن هناك رغبة في جعل منطقة الشرق الأوسط باقية وسط أخطر البؤر الساخنة في العالم وتستقبل أكبر قدر ممكن من الدسائس، ‏فثرواتها من البترول والمعادن وموقعها الجغرافي المتفرد، يجعلها ساحة للموائمات والصفقات مع كل بلدان العالم، وإضعافها ‏يحسن من هذه الشروط لصالح الأقوى. ‏


الحروب الدبلوماسية ‏


يرى محمد مفتى، الكاتب والباحث، أن الحروب بين الدول تتخذ دومًا صورة المواجهات العسكرية سواء كانت بين طرفين أو أكثر، ‏لكن الحروب الدبلوماسية أشد وقعًا وتأثيرًا وكثيرًا ما تنتج عنها أزمات متتالية قد تصيب دولة أو أكثر في مقتل.‏
أضاف: الحروب الدبلوماسية لا تعتمد على مدى عدالة القضايا محل الخلاف، وإنما تعتمد على ما ‏يدور داخل أروقة المنظمات الدولية بهدف خنق بعض الأنظمة السياسية، أو هز صورة دولة معينة أمام الرأي العام العالمي.‏


تابع: في العصر الراهن هناك الكثيرين ممن سال لعابهم للقيام بدور الكومبارس مقابل حفنة من المال حتى وإن ‏كانت قليلة، كونهم لا يجيدون لعب دور آخر بعد أن باعوا ضميرهم بثمن بخس لمن اشتراه بأرخص الأثمان وأحقرها.‏
أضاف: مخطط إشعال الدول لازال ورقة رابحة في يد كل من يريد النفخ في الرماد لتشتعل نيران الفتن الداخلية كلما انطفأت، ‏موضحا أن مليارات الدولارات تم صرفها على المرتزقة ليتسللوا داخل الدول التي أصابتها الانتفاضة، وبث الرعب في قلوب ‏الشعوب وبالتالي تزيد الهوة بين النظام السياسي والشعب بذريعة عدم الاستقرار الأمني.‏


الانفلات الأمني ‏


أشار الباحث إلى أنه عند الانفلات الأمني تذوب كل القيم وتنصهر لتصب في صالح الدمى التي لا شغل لها سوى تنفيذ أجندات ‏معينة خُطط لها سلفًا، إما مقابل المال أو للوصول لقمة السلطة بدلًا من النظام الذي ارتعدت فرائصه، ليجد المواطن نفسه بين ‏المطرقة والسندان بعد أن تسقط أجهزة ومرافق الدولة غنيمة للمتسللين والمرتزقة وعصابات الطرق كما حصل في العراق عندما ‏سقط النظام الحاكم في العام 2003.‏
اختتم: من الواضح أن ما يدور في بعض مناطق ودول الوطن العربي حتى اللحظة الراهنة يبرهن بما لا يقبل الجدل على أن تلك ‏القوى لا ترغب في بناء دولة ونظام آخر بعد زوال النظام الذي تمت الإطاحة به، فالهدف ليس فقط التدمير اللحظي الذي يحدث ‏عند سقوط الأنظمة الحاكمة، ولكن خلق فراغ سياسي لسنوات يساعد في تدمير ما تبقى من الدول المنهارة. ‏

الجريدة الرسمية