رئيس التحرير
عصام كامل

السيول تضرب أسيوط 6 مرات.. ودرنكة صاحبة الواقعة الأسوأ بـ600 ضحية

مخرات السيول
مخرات السيول

تعرضت محافظة أسيوط شمال الصعيد لموجة السيول 6 مرات على سنوات متباعدة فكانت المرة الأولي سنة 1975 وكذلك 1980 وعام 1994 الأكثر ضخامة وخسائر و1996 وفي الآونة الأخيرة عام 2012 ووعام 2014 المرة الأخيرة وكانت قرية درنكة التابعة لمركز أسيوط وحدها هي صاحبة المأساة المروعة، والأسوأ في موجة للسيول عام 1994 م وموجة 2014.

قرية درنكة الواقعة الأسوأ في تاريخ السيول باسيوط

تعرضت قرية درنكة التابعة لمركز اسيوط يوم 2 نوفمبر عام 1994 لموجة كارثية من السيول حين هطلت الأمطار بغزارة وتحولت إلى سيول فدمرت المساكن وأغرقت الناس وأهلكت الماشية وأفسدت الأرض الزراعية، ولم تقف الكارثة عند هذا الحد، بل حملت معها كارثة أخرى حين تسرب الوقود من مستودع للبترول نتيجة وجوده في مجري مخرات السيول بالاضافة إلى وجود عربات السكة الحديد التي تحمل البترول والتي تعرضت للسقوط والارتطام بالأرض بشدة، فحملت المياه الوقود ومع أول مصدر للنيران تحولت السيول إلي نيران مشتعلة بالقرية وحوصر السكان داخل منازلهم بالمياه المشتعلة فأغرقتهم المياه وأحرقتهم النيران وتفحمت أجسادهم دون أن يستطيع أحد إنقاذهم لمدة 10 ساعات.

 

أدت الكارثة التى شهدتها القرية إلى إرتفاع نسبة الفقر وانهيار تام للمنشآت وتصدع المتبقي منها وضياع حدود بعض العقارات مما تسبب في حدوث كثير من النزاعات مع ضياع المستندات التى تثبت حقوق السكان في ممتلكاتهم، كما أصيبت مسارات الحركة والطرق بالإنهيارحيث سقط جسر رملى كان يمتد عليه خط السكة الحديد الذى يربط بين المستودعات البترولية ومدينة أسيوط وراح ضحية السيول في هذا العام اكثر من 600 شخصا غرقا أو حرقا.

 

نفس السيناريو لاحق قرية درنكة عام 2014 وتسببت السيول في إتلاف محاصيل 5 آلاف فدان من الأراضي الزراعية وهدمت المياه العديد من المنازل ونفوق الكثير من الحيوانات لذلك تعد قرية درنكة النقطة السوداء التي تستقبل مياه السيول نظرا لوجودها أسفل الجبل الغربي.

 

43 سد إعاقة و6 جسور حماية 

ولما شهدته محافظة اسيوط من سقوط السيول عدة مرات استعدت هذا العام بخطة متكاملة لمواجهة السيول ومجابهة أي تغيرات جوية من خلال مراجعة جميع مخرات السيول وسدود الإعاقة وصيانتها والاطمئنان على جاهزيتها وتطهيرها والتأكد من عدم وجود أية تعديات بمحيطها والبالغ عددها 43 سد إعاقة و6 جسور حماية و1 بحيرة تخزين موزعة على مراكز المحافظة المختلفة ويتم المرور عليها بصفة مستمرة وتكثيف أعمال الصيانة والتطهير بها من خلال الجولات الميدانية. 

 

ومن جانبه تفقد اللواء عصام سعد محافظ أسيوط عدة مخرات للسيول ومنها أعمال تطهير تطهير وتجهيز مخر سيل درنكة بحرى الذي يمتد من أسفل الجبل الغربي بدرنكة ويتكون من مسارين للمياه ويستوعب كميات ضخمة في حالة حدوث سيول أو مياه أمطار غزيرة وخاصة أن منطقة درنكة الأكثر تأثرا في موسم الشتاء موجها مسئولى ري أسيوط بالمتابعة المستمرة والميدانية لأعمال تطهير كافة مخرات السيول والسدود للتأكيد على جاهزيتها والعمل على تطهير مجراها وإزالة أية عوائق موجودة بها لضمان سريان المياه من بدايتها وبمسارها حتى مكان الصرف النهائي فضلًا عن مراجعة الخطة التي أعدتها المحافظة واتخاذ الإجراءات الاستباقية اللازمة وتنفيذ كافة التدابير والأعمال الواجب تنفيذها على شبكات المجارى المائية وتشكيل لجان بالتنسيق بين رؤساء المراكز والمدن والأحياء ومديرية الري للمرور على كافة المواقع والتأكد من أن تكون الحالة العامة والفنية للمصارف والترع والمجاري المائية. 

كما تم التوجيه بإصدار إرشادات تحذيرية للمواطنين بعدم الاقتراب من أعمدة الإنارة أو المحولات الكهربائية بالشوارع والميادين خلال سقوط أية أمطار حرصًا على سلامتهم وتفاديًا لتعرضهم لأي سوء أو ضرر تحسبًا لهطول أمطار غزيرة بالإضافة الي توزيع معدات كسح وشفط المياه وسيارات الحماية المدنية والإطفاء بالأماكن الخطرة واستعداد فرق الطوارئ بكافة التخصصات والتنسيق الكامل بين  المسؤلين ومديريات الخدمات لتوحيد الجهود وتنفيذ الخطط التي تم وضعها مسبقًا للإجراءات التي يمكن تنفيذها عند حدوث أى طارئ ومراجعة شبكات الصرف الصحي والخطط المرورية والمناورة بوسائل توجيه المرور بنطاق المحافظة  وتكليف مديرية الصحة برفع درجة الاستعداد في كافة المستشفيات والوحدات الصحية وموقف الأدوية والأمصال والتأكيد على صلاحيتها وصلاحية المغذيات الكهربائية والمغذيات الكهربائية البديلة والتأكد من تجهيز كافة سيارات الإسعاف لتغطية كافة المناطق.

 

300 معدة رفع و71 مولد كهرباء 

في ذات السياق استعدت شركة مياه الشرب والصرف الصحي لأي طوارئ وتتضمنت تطهير جميع بالوعات ومطابق الصرف الصحي  والأنفاق فضلًا عن تشكيل لجنة لإدارة الأزمات والكوارث وغرفة عمليات لاستقبال أي بلاغات وتقسيم المحافظة على 4 قطاعات جغرافية لإحكام السيطرة وسرعة عمل اللازم ومراجعة جاهزية 300 معدة مختلفة للرفع والتخزين شملت (معدات رفع مياه أمطار ـــ سيارات مياه ـــ سيارات كسح ـــ نافوري ـــ مدمج ـــ فاكيوم ـــ كباش ـــ ورش متنقلة ـــ طلمبات غاطس) على مستوى الشركة للتعامل مع الآزمات.

وعن استعدادات الكهرباء تمكنت المحافظة من توفير 71 مولد (متحرك ـــ ثابت) للاستفادة بها فى التشغيل عند انقطاع التيار الكهربائي ومراجعة مدى جاهزية أفراد السلامة والصحة المهنية للحماية من حدوث أى خسائر فى الأرواح  أثناء الحادث متابعة تواجد مديري عموم المناطق ومسئولي الطوارئ والمناوبات للتعامل مع الآزمات ومتابعة تواجد الحملة الميكانيكية على مدار 24 ساعة خلال الطوارئ.

 

بحيرة تخزين والتصريف في النيل 

أما عن مياه السيول والامطار التى تتجمع من خلال المخرات والسيول فيوجد بمحافظة اسيوط بحيرة تخزين مزودة باساليب تطهير بالإضافة إلى مسارات المياه الأمطار.

الجريدة الرسمية