رئيس التحرير
عصام كامل

تهديد سد النهضة.. تطورات الحرب في إثيوبيا وهذا ما طلبه آبي أحمد

سد النهضة
سد النهضة

تتفاقم الأوضاع يوما بعد يوم في الداخل الإثيوبي وسط الحرب الداخلية وحالة ما قبل انفجار الأوضاع في وجه حكومة آبي أحمد التي أصبحت علي بعد مسافة قصيرة من السقوط أمام جبهات المعارضة المتحالفة ضدالحكومة الإثيوبية وذلك بعدما وقعت 9 جبهات إثيوبية معارضة لنظام رئيس الوزراء آبى أحمد على، فى العاصمة الأمريكية واشنطن، الجمعة قبل الماضية، على تحالف جديد بينهما بهدف الزحف نحو العاصمة أديس أبابا، وإسقاط حكومة حامل جائرة نوبل للسلام الذي حول بلاده إلى بركة دماء بسبب النزعة العدائية ضد مكونات المجتمع الإثيوبي المختلفة.

 

تحالف المعارضة

وتأتي جبهة تحرير تيجراي المنضمة لهذا التحالف رأس الحربة العسكرية ضد الجيش الإثيوبى، كونها تخوض قتالا شرسا للدفاع عن شعبها منذ 4 نوفمبر 2020، بعدما أطلق آبى أحمد، عملية عسكرية بمعاونة جنود من إريتريا دفع بهم أفورقى لدعمه.
وفي الأيام الأخيرة، اقترب متمردو إقليم تيجراي من العاصمة أديس أبابا، وانضموا إلى جماعات مسلحة أخرى.
ويسعى التحالف الجديد المسمى "الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية الإثيوبية" إلى "إقامة ترتيب انتقالي في البلاد حتى يتمكن رئيس الوزراء من الرحيل في أسرع وقت ممكن، حسبما قال يوهانيس أبرهة، أحد المنظمين للفاعلية، وهو من مجموعة تيجراي، لوكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية وقت التوقيع.

آخر تطورات سد النهضة

وللخروج من المأزق لجأت حكومة آبي أحمد لإدخال سد النهضة علي خط الأزمة لإرسال رسالة للشعب الأثيوبي مفادها أن إسقاط الحكومة تعني انهيار حلم اكتمال السد وهي الورقة التي لعبت عليها الحكومة الإثيوبية الحالية منذ الوصول إلى سدة الحكم في أديس أبابا.

وفي محاولة لتوحيد الصف الإثيوبي ضد الجبهات المعارضة زعمت إثيوبيا، الثلاثاء الماضي، نجاحها في إحباط سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي كانت تستهدف الأنشطة الاقتصادية والسياسية في البلاد.

وقالت وكالة أمن شبكات المعلومات الإثيوبية في بيانها بعنوان "نهاية الشهر الثاني للأمن السيبراني"، إن البلاد كانت هدفا للهجمات السيبرانية لثلاثة أسباب رئيسية، وفقا لما نقلته شبكة "فانا" الحكومية.

 

إثيوبيا

وأوضح المدير العام للوكالة شوميتى غزاو، في البيان، أن سد النهضة والانتخابات الوطنية وسيادة القانون، كانت بين الأسباب الرئيسية للهجوم الإلكتروني المتعدد الذي طال بلاده أخيرا.
وزعم المسؤول الإثيوبي: "البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمواقع الإلكترونية لمؤسسات تقديم الخدمات العامة والمنظمات الأمنية وغيرها من المؤسسات العامة والخاصة كانت هدفا للهجوم".

وأكد غزاو تصدي الوكالة لهذه الهجمات، وتوجيه مستخدمي الإنترنت، وخاصة المؤسسات الحكومية، بالتحقق من أمن شبكاتهم، واتخاذ الاحتياطات اللازمة والحذر.

وحثّ المسؤول جميع أصحاب المصلحة على الاضطلاع بدورهم لـ"جعل العالم السيبراني مكانا أكثر أمانا للعيش والتواصل في البلاد"، على حد قوله.

الدفاع عن سد النهضة 

ووسط الأزمة السياسية الكبيرة التي تشهدها أديس أبابا وحكومة آبي أحمد، تعهد مجلس العمل الإثيوبي للمغتربين الأثنين الماضي بالدفاع عن إثيوبيا بأي ثمن وتحقيق بناء سد النهضة.

وقال رئيس المجلس، خلال الحفل الختامي للزيارة التي استمرت شهرين إلى إثيوبيا والتي أجراها ممثلو المجلس، إن مجتمع المغتربين ملتزم بالعمل الجاد لتحقيق بناء سد النهضة الذي وصل الآن إلى مرحلته النهائية.  

وأشار المنسق إلى أن المجلس سيعمل على تعزيز السد وتشجيع الإثيوبيين المقيمين في جميع أنحاء العالم على المساهمة والعمل كسفراء لسد النهضة".

وفيما يتعلق بالدفاع عن إثيوبيا من الضغوط المختلفة لا سيما من قبل بعض الجهات الغربية، قال إن معظم أفراد المغتربين يقاتلون تلك العناصر التي تقف ضد إثيوبيا باستخدام منصات مختلفة.  

وأشار إلى أن مجتمع المغتربين يلعب دوره الحاسم بالنسبة للإثيوبيين ليشهدوا التغييرات والإصلاحات في البلاد، وقال "نحن مستعدون للدفاع عن أمتنا بأي وسيلة وبأي ثمن".

 

طلبات آبي احمد

محاولة أخيرة من الحكومة الإثيوبية لرأب الصدع وتهدئة حركات المعارضة، أعلنت إثيوبيا، أمس الخميس، شروطها لمحادثات محتملة مع متمردي إقليم تيجراي، بعد أيام من جهود دبلوماسية مكثفة يقوم بها مبعوثون دوليون لتجنب تصعيد جديد في القتال.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية دينا مفتي أن الشروط لمحادثات ممكنة، التي شدد على أنه لم يتم الاتفاق على إجرائها، ستكون انسحاب المتمردين من منطقتي عفر وأمهرة المتاخمتين لتيجراي.
وأضاف: "من أجل أن يكون هناك حل سلمي هناك شروط: الأول أوقفوا هجماتكم. ثانيا اتركوا المناطق التي دخلتموها (أمهرة وعفر). ثالثا اعترفوا بشرعية هذه الحكومة".

لكنه قال: "بالمناسبة، لا تسيئوا الفهم، هذا لا يعني أنه تم اتخاذ قرار بخوض مفاوضات".

وكان جيتاتشو رضا الناطق باسم جبهة تحرير شعب تيجراي قال لـ"فرانس برس"، السبت الماضي، إن الانسحاب من أمهرة وعفر قبل المحادثات "غير مطروح إطلاقا".

وتطالب جبهة تحرير شعب تيجراي برفع القيود المفروضة على وصول المساعدات إلى الإقليم، حيث تقول الأمم المتحدة إن مئات الآلاف على شفير المجاعة.

وكثف المبعوثون الدبلوماسيون في الأيام الأخيرة جهودهم لوقف تصاعد أعمال العنف.

وأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء الماضي، عن أمله في أن تفضي الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي في منطقة القرن الإفريقي أولوسيجون أوباسانجو، إلى نتيجة تضع حدا للحرب في إثيوبيا.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي: "أعتقد أن كل الأطراف يرون مخاطر استمرار النزاع".

 

جبهة تحرير تيجراي

جبهة تحرير شعب تيجراي، وهى عراب التحالف الجديد، تأسست عام 1975 للنضال ضد نظام منجستو، وكانت بداية أول عمل عسكري في الإقليم الواقع شمال البلاد، ويسكنه حوالي مليون نسمة، وكان النظام الأساسي للحزب الذي كتب في عام 1975 يدعو لانفصال الإقليم عن إثيوبيا، ولكنه عدل في 1978، وأسقطت المادة الخاصة بالانفصال. وفي عام 1988 خلقت تحالفا أوصلها إلى السلطة بالعاصمة  أديس أبابا في مايو 1991.

وهناك عداء شديد للحكومة المركزية في هذه المنطقة التي عانت بشدة خلال الفترة الطويلة من الحكم العسكري والحرب الأهلية، التي أعقبت خلع الإمبراطور الإثيوبي الأخير هيلا سيلاسي عبر انقلاب عسكري عام 1974.

وكانت تيجراي بؤرة المجاعة بين عامي 1983 و1985 التي راح ضحيتها أكثر من مليون شخص وأكثر من مليوني نازح داخليًّا.

وتقول دائرة المعارف البريطانية إنه في عام 1975 بدأت جبهة تحرير شعب تيجراي تمردًا طويل الأمد ضد الحكومة العسكرية التي تولت زمام الأمور بعد خلع الإمبراطور.

وبعد عقود من الاستقرار النسبي اندلع القتال في نوفمبر 2020 بين قوات من حكومة إقليم تيجراي والحكومة الفيدرالية. وكانت جبهة تحرير شعب تيجراي شبه العسكرية جزءًا من التحالف الذي أطاح بالحكومة في عام 1991.

وظلت الجبهة قوة مؤثرة في السياسة الإثيوبية حتى عام 2019 عندما شكل أبي أحمد، ائتلافًا جديدًا رفضت جبهة تحرير شعب تيغراي أن تكون جزءا منه.

وظلت المجموعة في السلطة في تيجراي حتى سبتمبر من العام الماضي وتحدت حكومة أبي أحمد بإجراء انتخابات على الرغم من تأجيل الانتخابات على الصعيد الوطني بسبب وباء فيروس كورونا.

وبعد شهرين من ذلك شنت قوات الجبهة هجومًا على قاعدة محلية للجيش الإثيوبي وردًّا على ذلك شنت الحكومة الفيدرالية هجومًا عسكريًا كبيرًا على تيجراي.

وبحسب المراقبين، أثر انشقاق مقاتلى التيجراي عن الجيش الإثيوبي في قوته العملياتية، نظرًا لامتلاك مقاتلي الجبهة خبرات قتالية هائلة ويتميزون بالشراسة.

نهاية آبي احمد

وكشف تقرير لمجلة “جون افريك” الفرنسية إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، يواجه خيارات محدودة في مواجهة تصعيد القتال مع مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير إقليم ”تيجراي“، والتقدم اللافت لمقاتليها وتصاعد قلق دول الجوار من تداعيات الصراع.

وتساءل التقرير الذي نشرته مجلة ”جون أفريك“ الفرنسية: ”هل يمكن لآبي أحمد أن يحول الموقف لصالحه وهو يواجه وضعا خطيرا هو الأصعب على الإطلاق منذ توليه منصبه في أبريل 2018“.

وذهب تقريرها إلى القول إن ”المتمردين باتوا يستعدون بالفعل للمرحلة الانتقالية لما بعد آبي أحمد“.

وأشار إلى أن ”أحمد قد يحاول التوصل إلى اتفاق مع خصومه، لا سيما أن الأمور تدور حول حرب لن يكون فيها غالب ولا مغلوب، حيث أدين جميع الأطراف بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب محتملة، وفقا لتحقيق أجرته الأمم المتحدة مؤخرا“.

 

الجيش الإثيوبي

إنقاذ سلطته

وتابع: ”حتى إن لم يكن مستبعدا أن ينجح أبي أحمد، في إنقاذ سلطته، فإن اتفاقية السلام ستتيح له، إذا لزم الأمر، إمكانية التفاوض على رحيله وخطوط انتقال مناسب“.

ولفتت ”جون أفريك“ إلى ”تحولات الأهداف التي رسمها المقاتلون وفقا لطبيعة المرحلة“.

وأوضحت أن ”قادة تيجراي أصروا على أن هدفهم المباشر هو رفع الحصار المفروض على منطقتهم، لكن أهدافهم طويلة المدى غير واضحة، خصوصا مع اقتراب إعلان تشكيل تحالف للمتمردين تحت مسمى الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية الإثيوبية“.

ويرى التقرير الفرنسي أن ”هذا التصعيد في الصراع، الذي أودى بحياة الآلاف وشرد الملايين، هز بالفعل شرق أفريقيا، لا سيما في سياق تميز بانقلاب أخير ومظاهرات مضادة في السودان المجاور وبوباء كورونا“.

وأشار إلى حالة القلق لدى الاتحاد الأفريقي والدعوات المتكررة إلى اجتماع زعماء المنطقة؛ لمناقشة الأزمة الإثيوبية والدعوة إلى الحوار بين الأطراف المتحاربة هناك.

عدم استقرار بالمنطقة  

وتابع: ”رغم أن الصراع مستمر منذ أكثر من عام حتى الآن، فإن جيران إثيوبيا ظلوا حتى الآن متأخرين نسبيا رغم الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسرعة، وخطر المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة“.

وأضاف أنه ”في حين أن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من القتال في تيجراي قد وجدوا ملاذا في السودان، فإن انتشار الصراع جنوبا نحو أديس أبابا قد يؤدي إلى تدفق اللاجئين إلى بلدان أخرى“.

”وقد تمت الإشارة إلى بعضها بالفعل، مثل نيروبي عاصمة كينيا التي تشترك في حدود بطول 861 كم مع إثيوبيا“، وفق المجلة الفرنسية.

وحذرت من أن ”الحرب في إثيوبيا قد تكون لها تداعيات إقليمية أخرى خطيرة، حيث من المرجح أن يؤدي السقوط المحتمل لآبي أحمد، إلى نهاية اتفاق السلام الجديد مع إريتريا“.

كما رأت أنه ”يمكن أن تتغير العلاقات مع مقديشو، حيث يواجه الرئيس محمد عبدالله محمد أزمات متعددة“.

الجريدة الرسمية