رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إعلام كان يحترم عقل ووجدان المتلقي !

إذا كنا بصدد جمهورية جديدة فأحرى بنا أن نغير مفاهيم مغلوطة كثيرة ترسخت في بيئة مواتية لم تتصد لتصحيحها ولو بعمل درامي جيد يعيد صياغة الوجدان على أسس سليمة تتوخى روح المواطنة وتنبذ العنف والتمييز أو التمترس خلف أسوار الطائفة أو الجماعة أو العشيرة فلم يعد لتلك الولاءات مكان فرداء الوطن أولى والاصطفاف خلفه فريضة لا يصح التخلف عنها لأي سبب كان؛ فثمة مهمة أسمى وهي محاصرة دعوات التعصب والتطرف التي لا تمت للأديان بأي صلة..

 

وقد أثبتت الأيام فشل رهان الإخوان ومن لف لفهم فالشعب المصرى أثبت كما هي عادته أنه على قلب رجل واحد وأن الوطن يتقدم عنده على كل ما سواه؛ وهو بما يملك من وعي فطري ذكي قادر على إسقاط كل الدعاوى الزائفة ومحاولات الوقيعة بين مكوناته؛ فعلها مع داهية السياسة البريطاني اللورد كرومر حين أراد تمزيق وحدة المصريين بمبدأ "فرق تسد" أيام بريطانيا العظمي التي فشلت في الوقيعة بين عنصري الأمة أثناء احتلالها لمصر.. فهل تنجح في ذلك شراذم الإرهاب وفلول التطرف؟!

 

 

في الزمن الجميل وعكس ما نراه الآن.. كان للإعلام دوره الطليعى في إذكاء روح الوطنية والحفاظ على الهوية المصرية وتنمية الوعي والارتقاء بالذوق العام بما كان يملكه من رؤى وقناعات وقدرة هائلة على التأثير والتغيير للأفضل.

 

نجح الإعلام في تلك الفترة الخصبة من عمر مصر لأنه احترم عقل ووجدان القاريء أو المتلقي  وقدم له محتوى جيدًا وفق مبدأ " ما يحتاجه المشاهدون" لا "ما يطلبه المشاهدون" وشتان الفارق بينهما.. وهو محتوى أبقى المواطن في أعلى درجات الوعي واليقظة والإدراك لكل ما يحيط به ويهدد حاضره ومستقبله.. كنا نجد كيف أبرز الإعلام أولويات الناس وانتصر لقضاياهم وانحاز لهمومهم وحمل على الفاسدين والمفسدين ودافع عن الحريات واحترم الخصوصيات والحرمات وهو ما نرجو أن يعود بقوة، لتتنوع الآراء وتتكامل الرؤى كما يطالب الرئيس السيسي في البرامج التليفزيونية والإذاعية والمحتوى الرقمي والخطاب الثقافي والديني والاجتماعي والاقتصادي.

 

الإعلام والوعي

 

المعلوم من الواقع بالضرورة أن الإعلام القوي هو الذي يساعد الدولة ويقف في ظهرها ويساعدها في النهوض والارتقاء بأحوالها وأحوال مواطنيها.. باختصار هو أكبر مظلة حماية للمصريين والمحافظة على حقوقهم وأكبر مساند للدولة في قضاياها وما يواجهها من تحديات ومخاطر. 

 

إحقاقًا للحق فإن الرئيس السيسي لا يكف عن مطالبة الحكومة والمسئولين كافة بالتواصل الفعال والمنتظم مع المواطنين لإكسابهم وعيًا حقيقيًا وإطلاعهم على واقع التحديات التي تعيشها الدولة في الداخل والخارج وهي تحديات لو تعمون عظيمة تحتم ضرورة التوحد على قبل رجل واحد ضد الشائعات ودعاوى التضليل ومحاولات الوقيعة بين المواطنين وحكومتهم وضد الفساد والإهمال وتفويت فرص التقدم على البلد.

 

ويبقى أن يقدم المسئول- كل مسئول- من نفسه قدوة حسنة للمواطن وأن يتحلى ليس بالحس السياسي وهو مطلوب بشدة بل بالموضوعية التامة في التعامل مع قضايا الشأن العام متجردًا عند اختيار الكوادر البشرية داخل أي مؤسسة على نحو يحتفي بقيم التميز والكفاءة ويسمو بالإخلاص والعطاء والإنصاف وتكافؤ الفرص وإسناد الأمر لأهله ذوي الخبرة والكفاءة لا أهل الحظوة والثقة.. فلن يبني بلادنا إلا من يعملون بجد وإخلاص ويتحلون بأعلى درجات الكفاءة والإيمان.. ويبقى أن القناعة والاقتناع أهم مكونات الوعي الإيجابي الرشيد الذي يحتاج لتوفر المعلومات الصحيحة في وقتها المناسب معلومات لا يرقى إليها شك ولا يقدح في صحتها الشائعات مهما تكن ضراوتها.. هنا فقط يمكننا أن نطمئن على أن وعيًا حقيقيًا قد تشكل ويزيد جبهتنا الداخلية قوة وتماسكًا.

Advertisements
الجريدة الرسمية