رئيس التحرير
عصام كامل

من هو سعد الجبري الذي اتهمته السعودية بعدم الأمانة؟

سعد الجبري
سعد الجبري

قصور خاصة في تركيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وإهدار 11 مليار دولار.. اتهامات تواجه سعد الجبري الرجل الثاني في وزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية

الرجل الثاني في الداخلية السعودية

فمن هو الجبري.. اسمه بالكامل سعد بن خالد بن سعد الله الجبري، لواء، ومستشار أمني سعودي سابق في وزارة الداخلية السعودية، ومستشار لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، هرب إلى خارج السعودية في شهر مايو 2017 خوفًا من ملاحقات قانونية بتهم الفساد والتربح من المال العام للدولة خلال فترة عمله في وزارة الداخلية وإشرافه على صندوق مكافحة الإرهاب الذي أنشأه الملك عبد الله بن عبد العزيز.

 

الحياة المبكرة والتعليم

توفي والده عندما كان صبيًّا في حائل، ولأجل المساعدة في إعالة أسرته، التحق بأكاديمية للشرطة السعودية، ثم ذهب للعمل كضابط شرطة في الطائف وكان شرطيًّا يتمتع بكفاءة غير عادية في علوم الحاسوب.

 

حصلَ الجبري على درجة البكالوريوس في العلوم الأمنية من كلية الملك فهد الأمنية بالعاصمةِ الرياض ثمّ حصل على درجة بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ودبلوم في برمجة الكمبيوتر من معهد الإدارة العامَّة بالرياض. 

 

كما حصل الجبري أيضًا على درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في أواخر الثمانينيات، ثم حصل على شهادة دكتوراه في الذكاء الاصطناعي من جامعة إدنبرة عام 1997.

 

المسيرة المهنيَّة

بعد الانتهاء من دراسة الدكتوراه، ذهب الجبري بناءً على طلب من وزير الداخلية آنذاك نايف بن عبد العزيز آل سعود للعملِ في وزارة الداخلية حيث كان يُدَرِّس في كلية الملك فهد الأمنية.

 

على مدى العقدين التاليين، أصبحَ الجبري مستشارًا رئيسيًّا لمحمد بن نايف بل كان رابطًا أساسيًّا بين المملكة العربية السعودية ووكالات المخابرات الغربية بما في ذلك تحالف خمسة أعين " Five Eyes"‏، كما كان له الفضل في مساعدة بن نايف على تحويل وتحديث أجهزة الأمن السعودية وأساليبها في مكافحة الإرهاب.

 

وساهم أيضا بتطوير طرق مكافحة الإرهاب في السعودية، بتحويلها من نظام تقليدي يعتمد على طريقة انتزاع الاعتراف، إلى نظام حديث يعتمد على تقنيات الحاسوب لجمع البيانات". 

 

ولعب أيضا دورًا مهمًّا في العديد من الملفات الأمنية الحساسة، أهمها الحرب ضد تنظيم القاعدة، وبحسب برقيات دبلوماسية نشرتها ويكيليكس، أنه اضطلع أيضًا بدور بارز في ملفات خارجية كالحرب في العراق واليمن، وكان مطلعًا على عديد من القضايا الحساسة.

 

بعد تفجيرات الرياض، تحوّل تركيز الجبري إلى تنظيم القاعدة حيثُ أدخل عدّة تغييرات على أساليب مكافحة الإرهاب بما في ذلك برامج إعادة التأهيل وتبادل المعلومات مع وكالات المخابرات الغربية وقِيل حينها إنَّ الإصلاحات كانت مفيدةً في إحباطِ مؤامرة الطرود المفخّخة عام 2010.

 

وبحلول يوليو من عام 2015 وبموافقةٍ من وزير الداخلية آنذاك وولي العهد الأمير بن نايف، حضر الجبري اجتماعاتٍ مع مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك جون برينان في مقرّ وكالة المخابرات المركزية ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في لندن؛ وزارَ الجبري في الشهر التالي البيت الأبيض لمناقشةِ التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن. 

 

وبعد عودته، وجهت له تهم التامر مع بن نايف وفُصل من الحكومة بالمملكة العربية السعودية في العاشرِ من سبتمبر 2015.

 

المنفى

بعد إقالتهِ من الحكومة واصلَ الجبري تقديم المشورة لمحمد بن نايف بصفةٍ شخصيةٍ حتى مغادرته المملكة العربية السعودية في 17 مايو 2017؛ وبقي الجبري في الخارج بعد إعفاء محمد بن نايف وليًا للعهد في الشهر التالي ولجأ لاحقًا إلى كندا. 

 

بحلول 16 مارس 2020، أقدمت السلطات السعوديّة على اعتقالِ اثنين من أبناء سعد الجبري وهما سارة وعمر. 

 

وطلبت أسرة الجبري مساعدة السلطات الأمريكية في سعيها للحصولِ على معلومات حول ابناء الجبري، بينما زعم تيم ريسر أحد كبارِ المساعدين للسناتور باتريك ليهي أن مكتب هذا الأخير يضغطُ للحصول على معلوماتٍ حول موقعهما وإطلاق سراحهما. 

 

الإنتربول

وطلبت السلطات السعودية في سبتمبر 2017 من الإنتربول عبر إشعارٍ أحمر القبض على الجبري. 

 

وعلى الرغمِ من عدم وجود معاهدةٍ لتسليم المجرمين بين كندا والمملكة العربية السعودية، فقد طلبت المملكة مرتين من كندا تسليم الجبري؛ واحدةٌ عام 2018، والثانيّة في عام 2019.

 

بحسبِ صحيفة وول ستريت جورنال فقد قال المسؤولون السعوديون أن الجبري مطلوبٌ بسببِ الأموال المنهوبة خلال فترة وجوده في وزارة الداخلية، حيثُ تتهم السلطات السعودية الجبري ومجموعة من الأشخاص الذين كان يقودهم خلال فترة عمله "بإساءةِ صرف ما يُقارب 11 مليار دولار من الأموال الحكومية". 

 

كما كشفت السعودية منح المتهمين  لأنفسهم مليار دولار على الأقلّ بشكل مباشر، فيما أُنفق ما تبقى من المبلغ بطرق تفوح منها رائحة الفساد هذا عدا عن شراءِ عقارات باهظة الثمن في الولايات المتحدة وكندا وتركيا.

 

انتقادات

ويتهمُ بعض النشطاء الجبري بالإشراف على حملات قمعٍ خلال فترة عمله في وزارة الداخلية؛ وتم توجيه اتهام له بأنه ومع مجموعة من الأشخاص الذين كان يقودهم خلال فترة عمله في وزارة الداخلية بإساءة صرف ما يقارب 11 مليار دولار من الأموال الحكومية. 

 

وكان يلقب بالرجل الثاني في وزارة الداخلية بعد وزير الداخلية محمد بن نايف تحت اسم صندوق مكافحة الإرهاب الذي أشرف الجبري عليه بنفسه لمدة 17 عام.

 

محاولات الاغتيال

رفعَ الجبري دعوى قضائية في واشنطن ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مدعيًا بأنه أرسل فريقًا لاغتيالهِ في كندا سعيًا للحصول على تسجيلات مهمة، في 2018.

 

بينما ذكر بعض الخبراء القانونيين إنهم يشكون في أن قضية سعد الجبري ستحرز أي تقدم، وأشاروا إلى أن الهدف الحقيقي من هذه الدعوى هو الحصول على دعم لمزاعمه، وأنه قد لا تنظر أي محكمة أمريكية لهذه الادعاءات.

الجريدة الرسمية