رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تتهرب الإخوان من مراجعة أدبياتها التدميرية ؟ ‏

 الإخوان
الإخوان

تتهرب الإخوان دائما من إعادة قراءة أدبياتها التدميرية، تعرف جيدًا أن ثوابت مشروعها الفكري والديني، التي جلبت ‏اللعنات عليها في كل بلدان المنطقة، مثل السمع والطاعة، والتنظيم السري، والجماعة التي تخلط الدعوي بالسياسي وترفض إلغاءها والتحول إلى ‏كيان واضح الأهداف والمعالم يلتزم بالقانون والدستور هو سر تفوقها وبدون هذه الأساسات لن يكون لها طعم أو رائحة، ‏ولن يكون لها حشد يلتزم بتعليمات القيادة ويلغي تماما إعمال عقله في كل ما يصدر إليه من مهام.  ‏


جماعة فتنة ‏


تقول بثينة شعبان، الكاتبة والباحثة، أن جماعة الإخوان هدفها بث الفتنة والطائفية وتمزيق وحدة العرب وتدمير قواهم ‏الأساسية، ولهذا تتصارع ‏داخليا على السلطة والنفوذ. ‏


أوضحت أن برنامج الجماعة سقط بشكل مدوي في مصر وتونس والمغرب بعد أن سقط في سورية منذ ثمانينيات ‏القرن ‏الماضي، لافتة إلى أن الشعوب العربية تنتصر للسيادة والمقاومة ونهج الكرامة والتحرير والتصدي للعدوان الغربي.‏


اشارت إلى أن معظم حضارات وثفافات المنطقة، تنتصر للعيش المشترك بين اتباع الديانات السماوية والتي خصّ الله ‏عزّ ‏وجل هذه المنطقة بها بعيدًا عن فكر التعصب الكريه والإقصائي الذي يعمد الإخوان وأنصارهم إلى نشره.‏


أضافت: بعد تونس والمغرب ومصر وبعد صمود سورية واليمن وفلسطين ننتظر الصحوة الكبرى على امتداد هذا ‏الوطن ‏العربي الغني بمقدرات شعبه وحكمتهم التاريخية، لإنقاذ الآلاف من الشباب المغرّر بهم دينيًا للمشاركة في ‏الحروب ‏الإرهابية التي تسعى التيارات الدينية لإشعالها في المنطقة.‏


لفتت الباحثة إلى أن الشعب الحقيقي، هو الملتصق بأرضه وترابه، موضحة أن الشعب هو الصانع الحقيقي للتاريخ، ‏وويل ‏لكل من يجهل أو يتجاهل هذه الحقيقة.‏


صراع الإخوان ‏


كانت الأيام الماضية شهدت صراعا داميا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل ‏جماعة ‏الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين ‏الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، ‏القائم ‏الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.  ‏
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض ‏سبع مبادرات فردية، ‏كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ‏‏٢٠١٦ ‏من القرضاوي والشباب وغيرهم ‏تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.‏


على الجانب الآخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد ‏كل ‏انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا ‏الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، ورفض منير ما أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على ‏رأسهم محمود حسين للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏


وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من ‏الجماعة، ‏في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع ‏الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرا ‏حتى ‏الآن، لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة ‏والإطاحة به. ‏
 

الجريدة الرسمية