رئيس التحرير
عصام كامل

القدوة في الرئيس السيسي

كثيرا ما كنا نتندر خلال اجتماعات صالة التحرير بالتكليفات التي تصدر لزملائنا بقسم الأخبار أو بقسم المحافظات بتغطية الزيارة «المفاجئة!» لهذا الوزير أو لذلك المحافظ أو المسئول الكبير لهذا الموقع أو ذاك المشروع!

هؤلاء المسئولون الكبار ـوالصغار أيضاـ كانوا يبدون امتعاضهم حينما نطالبهم بالاقتداء بالصديق أبي بكر أو عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز ومن شابههم في تقصي أحوال الرعية ومعرفة أحوالهم بأنفسهم بعيدا عن المواكب الفارهة والمناسبات الرسمية والحشود التي تصاحبها ترتيبات متكلفة ومعدة سلفا لتحسين الصورة أمام هذا المسئول أو ذاك، وغالبا لتحسين صورته هو شخصيا، وقد آن الأوان لنقول لهؤلاء المسئولين: بلاش الصديق وعمر، وخذوا قدوتكم من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

 

الرئيس قال يوم السبت الماضي خلال افتتاحه عددا من مشروعات الإسكان في مدينة السادس من أكتوبر، إنه أثناء سيره بالسيارة على محور الفريق العصار بمفرده دون أن يكون مرافقا له أحد، فوجئ بإلقاء المواطنين المخلفات في منتصف الطريق. وأضاف الرئيس خلال كلمته التي تداولتها الصحف والمواقع الإخبارية: «ساعات بنزل بالعربية لوحدي كده، عشان أشوف وأتابع.. كنت ماشي على محور الفريق العصار لقيت الناس حاطة المخلفات في نص الشارع».

 

كانت حجج هؤلاء المسئولين ومبرراتهم للدفاع عن زياراتهم «المفاجئة المصطنعة» من عينة أن الزمن غير الزمن، و«إحنا فين وهم فين؟» فجاءت خطوة الرئيس -وهو من هو من حيث حساسية منصبه ورفعة شأنه- لتسقط هذه الحجج الزائفة، ولتضع هؤلاء المسئولين أمام مسئولياتهم التي سيسألهم الله عنها، ولتثبت أننا نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا.

 

ولو أن كل مسئول تأسَّى بالرئيس السيسي، وجعل للناس يوما أو يومين فقط في الأسبوع ينزل إليهم بنفسه دون «موكب» أو «تشريفة» لاكتشف في محيط مسئوليته العجب العجاب من تهاون وتقصير وفساد يحتاج لمن يصلحه، ولو استطاع هذا المسئول أن يصلح هذا الفساد جلَّه -ناهيك عن كله- لكان لهذا البلد شأن آخر.

الجريدة الرسمية