رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

زغلول صيام يكتب: «جذور الكراهية».. أسرار وكواليس حكاية حسن مصطفى و«الزمالك»

زغلول صيام
زغلول صيام

حتى وقت قريب كنت أظن أن المسالة تخضع للمزاج الحالى، ولا توجد جذور منذ قديم الأزل، وأن الحكاية لها ماض، واتضح لى أن كراهية الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لليد للزمالك ليست وليدة اليوم، إنما جذورها عميقة، ولم يتطرق إلى ذهنى فى يوم من الأيام أن الانتقام من المهندس هشام نصر رئيس الاتحاد المصرى لكرة اليد مجرد حدث عابر وليس له علاقة بأمور أخرى، ورغم أن «نصر» ذكر هذه الأمور فى سياق حديث جمعنا سويا منذ فترة، وأوضح أن «سر الخلاف» هو مباراة الأهلى والزمالك من الموسم الماضى، ولم أتوقف عند ما قاله رئيس الاتحاد المصرى كثيرًا، وأن التنكيل الذى حدث له لأنه لم يسمع كلام الدكتور فى هذه القضية، وأن موضوع محاكمته من الاتحاد الدولى بسبب خروجه من الفقاعة الطبية سبب تافه لاستبعاده وإقصائه من الاتحاد المصرى لكرة اليد.


وسط هذا كله استمعت لأقوال كثيرة، لكننى كنت أتعامل مع كل ما أسمعه من منطلق «المهنية»، وأن حسن مصطفى، فعل، ويفعل، ما يفعله مع هشام نصر بسبب صعود نجمه فى عالم كرة اليد، ونجاحه فى أن يفوز منتخب الناشئين بذهبية المونديال ومنتخب الشباب ببرونزية المونديال، والكبار حققوا المستحيل فى الأولمبياد وأحرزوا المركز الرابع لأول مرة فى التاريخ.


اتصال هاتفى تلقيته من أحد رجال كرة اليد المخلصين، كان هو الحريص على الاتصال بى ليؤكد أنه ليس زملكاويا، ولم يكن فى يوم من الأيام، خاصة أنه كان نجمًا كبيرًا فى كرة اليد، ومثل مصر فى الكثير من المحافل الدولية والعالمية، أكد لى خلاله دقائقه الممتدة أن هناك جذورًا للخلاف بين إمبراطور كرة اليد والزمالك، بدأت منذ أن كان لاعبا فى الزمالك، ثم حدث خلاف وانتقل بعدها للأهلى، ومنذ هذا التاريخ بدأ الصراع.


وخلال فترة الثمانينيات كان المهندس حسن صقر، وزير الرياضة الأسبق، نجم الزمالك فى كرة اليد هو كابتن المنتخب الوطنى المصرى مع جيل ذهبى يضم حسين لبيب والبلتاجى وغيرهما الكثيرين، ومع تولى الدكتور حسن مصطفى قيادة المنتخب الوطنى مديرًا فنيًّا بدأ ولايته بالتخلص من حسن صقر ورفاقه، على أساس أنه لا يصح أن يكون «زملكاوى» كابتن المنتخب الوطنى، ونفذ مخططه واستمرت كراهيته للزمالك طوال الوقت.


وتابع محدثى بأن «الرجل ربما يرد بأنه أنصف الزمالك عندما كان رئيسا للاتحاد المصرى لكرة اليد فى موضوع اللاعب ياسر لبيب، والحق أنه أنصف الزمالك خلال تلك الفترة؛ لأنه كان فى صدام شديد مع إدارة النادى الأهلى، والجميع يتذكر أنه رشح نفسه فى مواجهة أسطورة القلعة الحمراء صالح سليم على كرسى رئاسة النادى، ولهذا أنصف الزمالك فى قضية ياسر لبيب».


دارت الأيام وتولى المهندس حسن صقر رئاسة المجلس القومى للرياضة ليكون المسئول الأول عن الرياضة فى مصر، ورغم أن «صقر» لم تكن فى ذهنه الخلافات القديمة وحكاية استبعاده من قيادة المنتخب الوطنى على يد حسن مصطفى، لكنه وجد الفرصة المناسبة للتخلص منه، وهو رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، وفى عز جبروته، ونجح «صقر» فى إقناع القيادة بضرورة التخلص من الحرس القديم وفى مقدمتهم حسن مصطفى، الذى كان يرى أن «صقر» لن يستطيع لسببين: الأول: خاص باللواء منير ثابت خال جمال وعلاء مبارك، وهو نفس موقفه من قضاء دورتين متتاليتين، ولا بد أن يفصل، والثانى: علاقته بالكبار بداية من زكريا عزمى وجمال عبد العزيز وغيرهما من رجال القصر، لكن كل هذا ذهب أدراج الرياح لأن «صقر» حصل على الضوء الأخضر قبل أن يبدأ فى تنفيذ الأمر.


ونجح المهندس حسن صقر من التخلص من «قبضايات» الرياضة المصرية، وفى مقدمتهم حسن مصطفى ومنير ثابت وخالد زين وعمرو علوانى وغيرهم الكثيرون ممن كانوا يشكلون «مراكز قوى»، وفى غفلة من الزمن وافق الإمبراطور على ترشيح الزملكاوى هشام نصر لرئاسة اتحاد اليد، ولم يصدق الرجل الخبر حتى وضع خططًا وإستراتيجيات لتطوير كرة اليد المصرية، وبدأت الخطط تؤتى ثمارها، وهى لم تكن على هوى حسن مصطفى الذى قرر الانتقام وانتظر مونديال العالم الذى نظمته مصر من أجل إبعاد الرجل بحجج واهية، وأنه خرج من «الفقاعة الطبية»، وأمور أكثر تفاهة، واستصدر له قرار من الاتحاد الدولى، فى سابقة لم تحدث من قبل، بحل الاتحاد المصرى، وبالطبع لا أحد يستطيع أن يقول له لماذا؟!


مرت الأيام وجاء حسين لبيب رئيسا للجنة التى تدير الزمالك وهو أحد الرجال المحسوبين على الإمبراطور ونجح «لبيب» فى قيادة الزمالك لحصد كل البطولات والتأهل لمونديال العالم لكرة اليد الذى تستضيفه المملكة العربية السعودية.
ارتفع سقف طموحات «لبيب»، وطلب الدكتور حسن مصطفى هاتفيا، ليبلغه أنه يرغب فى لقائه شخصيا دون وجود شخص ثالث معهما، وبالفعل تم تحديد الموعد

وذهب لبيب وكانت المفاجأة أنه طلب من الإمبراطور الموافقة على ترشيحه لرئاسة اتحاد اليد.. «زملكاوى تانى!»، هذا كان لسان حال الدكتور حسن مصطفى الذى لم يقدم إجابة على طلب «لبيب»، وعمد إلى تغيير الموضوع.


وكشف لى محدثي أن «مصطفى» التقى الدكتور أشرف صبحى فى روسيا، وفاتحه الأخير فى تولى حسين لبيب رئاسة اتحاد كرة اليد المصرى، فما كان من الدكتور حسن مصطفى، إلا التزام الصمت ولم يعقب بكلمة واحدة على حديث «صبحي»، غير أن الأيام التى تلت هذا اللقاء شهدت ما يمكن وصفه بـ«الرد العملي» على «كلام الوزير»، عندما قرر دعوة الكابتن حسن حمدى والكابتن محمود الخطيب والجارحى وتيمور حسن حمدى لحفل افتتاح مونديال اليد فى المملكة وعندما انكشف الموضوع قال «السعودية هى التى وجهت لهم الدعوة».


الذين يدركون جيدًا أمور وترتيبات بطولات العالم، يعرفون التفاصيل التى نسردها، وهى أن اللجنة المنظمة للبطولة توجه الدعوة إلى 21 فردا من كل فريق مشارك، منهم 16 لاعبا و5 بالجهاز الفنى والإدارى بمعنى (5 غرف فردى، و8 غرف زوجي) وما يزيد على ذلك يكون على نفقة الفريق الضيف، وهذا هو النظام المتبع فى كل البطولات، لكن يزيد عليه أن البطولة التى تقام فى دولة عربية مثل السعودية والإمارات وقطر، يقوم الدكتور بإقناعه بدعوة عدد من الأحباب مثلما حدث فى السعودية، حيث تتحمل اللجنة المنظمة كل التكاليف من إقامة وتذاكر سفر، ومن المستحيل أن يحدث هذا الأمر فى أي دولة أوروبية، وبالتالى فإن دعوة الأصدقاء من الأهلى على شرف رئيس الاتحاد الدولى، وإذا اعتبرنا أن الخطيب وحسن حمدى رموزًا فماذا عن الجارحى وتيمور، لكنها عقيدة الدكتور حسن مصطفى الذى يرى أنه يملك كل شيء اسمه كرة اليد.

Advertisements
الجريدة الرسمية